جريدة الزمان

أخبار

نص كلمة وزير الخارجية باجتماع إحياء الذكرى العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل دربان

جبر أبو النور -

السيدات والسادة؛

بدايةً أود أن أُثني على انعقاد هذاالاجتماع رفيع المستوى، لإحياء الذكرى العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل دربان،والذي يُمثل في حد ذاته تجديداً للالتزام الدولي بتنفيذ ما ورد فيهما.

السيدات والسادة،

رغم ما تحقق من خطوات إيجابية لمناهضةالعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وغيره من أشكال التعصب، لازالت تلكالظواهر تُطل علينا بوجهها القبيح، متخذةً صورًا متعددة، تتمثل في التمييزوالكراهية على أساس الدين أو العرق أو اللون، وغير ذلك من أسس. والمتابع للمُنحنىالمُتصاعد الذي تتخذه ظاهرة العنصرية في السنوات الأخيرة، يلاحظ أنها تستهدفالمُنتمين إلى أصول أفريقية والعرب والمسلمين، والمهاجرين وطالبي اللجوء فى الدولالمستقبلة لهم.

كما تستمر بعض السياسات الخاطئة وعناصرالخطاب السياسي في تكوين صور نمطية عن أبناء عرقيات، أو أتباع أديان بعينها،وربطها ببعض السلوكيات الإجرامية، وهو الخطاب الذي يتكرر دون رادع يوقفه، أحيانًابحجة حماية حرية الرأي والفكر والتعبير، على نحو يُجافي قيم الديمقراطية والمساواةواحترام الآخر، فضلاً عن مخالفته لقواعد القانون الدولي الآمرة في شأن تجريمالعنصرية.

السيدات والسادة،

يعكس ما تقدم الحاجة الملحة لاتخاذخطوات حاسمة بتجريم العنصرية بمختلف تجلياتها وصورها، واتخاذ الإجراءات الفعّالةلضمان المساءلة والمحاسبة وجبر الضرر، وتكثيف التوعية المجتمعية بمخاطر تلكالظاهرة، وتعزيز المؤسسات الوطنية المختصة بمكافحتها، وذلك في إطار خطط وطنيةشاملة، بالاشتراك مع المجتمع المدنى بكل أطيافه والقطاع الخاص والإعلام. لقد آنلهذه الظاهرة أن تختفي من عالمنا.

كما تظهر الحاجة للبناء على ما نتشاركهمن قيم إنسانية، عوضًا عن التركيز المستمر على أوجه الاختلاف، والمحاولات الدؤوبةمن جانب البعض لفرض رؤى ومفاهيم لا تتفق والخصوصيات الثقافية والدينية للعديد منالمجتمعات، فالاختلاف هو مصدر غنى المجتمعات، والمجتمع الدولي ككل.

ويتعين كذلك التعجيل بالانتهاء منوثيقة المعايير التكميلية للاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييزالعنصري، بما يساهم في استكمال البنية القانونية على المستوى الدولي لتلافي أوجهالقصور فى التعامل مع الأشكال المعاصرة للعنصرية.

السيدات والسادة،

إن اجتماعنا اليوم لهو تأكيد للالتزامبالدرب الذي رسمه إعلان وبرنامج عمل دربان، ونثق فى أن جميع الدول الأعضاء تُشاركمصر الحرص على تنفيذ التزاماتها بموجب الإعلان السياسي الذي تم اعتماده صباحاليوم.