جريدة الزمان

أخبار

”إعلاميون ضد الكراهية” يناقش دور المؤسسات والمواثيق الإعلامية في احتواء وباء الكراهية

-

لليوم الثاني على التوالي، استكمل الإعلاميون المشاركون في مؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية" الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، بالشراكة مع المركز الكاثوليكي للإعلام، بالعاصمة الأردنية عمّان، مناقشة خطاب الكراهية وسبل التصدي له، بحضور أكثر من مئة إعلامي وإعلامية من مختلف الدول العربية، برعاية صاحب السمو الملكي، الأمير غازي بن محمد، عضو مجلس حكماء المسلمين، كبير مستشاري جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

وخلال الجلسة الرابعة من المؤتمر التي جاءت بعنوان " احتواء الوباء واحتواء خطاب الكراهية في الإعلام العربي" قال الدكتور يوسف الحسن، الكاتب والمفكر الإماراتي، إن الإعلام العربي خلال فترة الوباء غاب عن تغطية القصص الإنسانية للحالات التي تأثرت بوباء كورونا، كما افتقر أحيانًا إلى رصد المعلومات الخاطئة حول الوباء، موضحًا أن الجائحة نبهت العالم إلى أهمية التعايش الإنساني، بدوره قال عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار السودانية، إن الكراهية تشبه وباء كورونا في كونها عدو يصعب رصده ورؤيته ويحتاج مجهودًا كبيرًا لاحتوائه، داعيًا إلى إرساء بنود في المؤسسات الإعلامية تشجع الإعلاميين على مواجهة خطاب الكراهية.

من جهته، قال الإعلامي المصري مصطفى بكري، إنه لا يمكن تحميل المسلمين وحدهم مسؤولية خطاب الكراهية، بدليل وجود الكثير من أشكال الكراهية التي تمارس من غير المسلمين، موضحًا أن الأردن والإمارات قدمتا نموذجًا للتسامح، بينما قالت الإعلامية الأردنية تهاني حلمي إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت بيئة حاضنة للكراهية والتشكيك خلال جائحة كورونا، ومارست الكراهية على فئات عرقية واجتماعية بعينها.

وأدار الجلسة الخامسة في المؤتمر، والتي عقدت تحت عنوان" التشريعات القانونية والمواثيق الإعلامية وأثرها في مواجهة خطاب الكراهية" يوسف الرفايعة، مدير قسم الإعلام بمجلس حكماء المسلمين، الذي أوضح أن مدونة العشرين للعمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية، وضعت العديد من المبادئ والقيم للتعامل مع القضايا الإنسانية، لكن لا زالت هناك حاجة إلى تفعيل المواثيق الإعلامية، وإلى وضع تعريف أكثر دقة للكراهية، وتدريب الصحفيين على التعامل مع المصطلحات التي قد تشير لها، بينما قال الإعلامي الأردني تاج الدين عبدالحق، إن وسائل التواصل الاجتماعي باتت مصدرًا للأخبار لوسائل الإعلام التقليدية، لذلك يجب أن يستفيد منها الإعلام التقليدي، دون أن يقع في خطاب الكراهية الذي يبثه الإعلام الحديث أحيانًا، فيما رأت الإعلامية اللبنانية لور سليمان أنه يجب الفصل بين القوانين الرسمية والمواثيق الإعلامية، فالقوانين الرسمية لديها قوة إلزامية، بينما تفتقد المواثيق الإعلامية لصفة الإلزام.

ومن جانبها قالت الإعلامية التونسية هاجر التليلي، إن وسائل الإعلام كثيرًا ما تسهم في نشر خطاب الكراهية، بسبب اهتمامها بنسب المشاهدة، من خلال إظهار أشخاص يقومون بنشر خطاب الكراهية والترويج لتصريحاتهم، ولذلك فإنه يجب الالتزام بالمواثيق الأخلاقية لتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء، فيما أكد الإعلامي المغربي سعيد الريحاني على ضرورة سن قوانين جديدة لمواجهة خطاب الكراهية.

وأدار الجلسة السادسة والأخيرة من جلسات مؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية" الإعلامي اللبناني أسعد مارون، الذي أوضح أن الإعلام ينساق أحيانًا خلف خطاب الكراهية، بينما أكد أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، أن دور المؤسسات النقابية والمجتمع مدني مهم في مواجهة خطاب الكراهية، فيما قال محمد أبوعبيد الإعلامي الفلسطيني، إن الكراهية التي يجب أن تحارب هي التي ينجم عنها أذى وصراعات، لا التي تعبر عن مجرد مشاعر شخصية، من جانبه قال الإعلامي العماني، الدكتور محمد العريمي، إن المؤسسات الإعلامية يجب أن تخصص حصصًا تثقيفية للصحفيين، مضيفًا أن تبني الدول لفكرة مواجهة خطاب الكراهية، سيؤدي إلى تصدي المؤسسات الإعلامية في تلك الدول لخطاب الكراهية.