جريدة الزمان

تقارير

لحوم 3D باليابان بديلة للحوم الطبيعية.. والتجربة تنتقل للدول العربية قريبًا

مصطفى زكريا -

قضية تقليص الانبعاثات الحرارية والتى تؤثر بشكل مباشر على عملية تغير المناخ لا تزال القضية التى شغلت عقول العلماء، وهو ما يؤدى مع الوقت إلى خروج أفكار لم يكن ليستوعبها العقل البشرى، حيث تم الكشف مؤخرًا عن اختراع اليابان والخاص بطباعة اللحوم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتخليق اللحم عبر خلايا جذعية لتكون بديلة اللحم الطبيعى.

كانت البداية مع استخدم العلماء خلايا جذعية معزولة من أبقار "الواغيو"، وفى ظروف مخبرية مناسبة، ومن خلال عزل خلايا لحم البقر، نظم العلماء اليابانيون كيفية تكديس العضلات والأوعية الدموية والدهون، ثم شكلوا هذه الأنسجة على شكل شريحة لحم باستخدام تقنية تسمى الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن وضع هياكل الخلايا فى طبقات لتشبه الأنسجة الحقيقية فى الكائنات الحية، ويعتقد العلماء فى جامعة أوساكا اليابانية أن الخطوة ستساعد بالمستقبل فى توفير قطع منتجة على نطاق واسع ومنتجة بشكل مستدام من اللحوم المستزرعة، والتى تشبه إلى حد كبير اللحوم الأصلية.

ويقول ميتشيا ماتسوساكى، وهو أحد المشاركين فى الدراسة قال الباحثون فى بيان "من خلال تحسين هذه التكنولوجيا، سيكون من الممكن ليس فقط إعادة إنتاج تركيبات اللحوم المعقدة، مثل الرخام الجميل (ساشى) من لحم واغيو، ولكن أيضا إجراء تعديلات طفيفة على مكونات الدهون والعضلات".

كما تم تصنيع الألياف الفردية بما فى ذلك العضلات أو الدهون أو الأوعية الدموية من هذه الخلايا باستخدام الطباعة الحيوية، تم بعد ذلك يتم ترتيب الألياف فى ثلاثة أبعاد، وفقًا للتركيب النسيجى، لإعادة إنتاج هيكل لحم "الواغيو" الحقيقى، والذى تم تقطيعه أخيرا بشكل عمودى، بطريقة مماثلة للحلوى اليابانية التقليدية.

على الجانب الآخر، يقول الدكتور مدحت عطالله "أستاذ هندسة وراثية" قضية المجتمع الدولى الآن هو البحث عن حلول لتقليل الانبعاثات الحرارية ويرى بعض العلماء وهو صحيح أن تربية الأغنام والماشية يساهم فى انتشار غاز الميثان وذلك أثناء هضم العشب، مشيرًا إلى أغلب الدول لا تملك حتى الآن معلومات كافية عن تقنية طباعة اللحوم الاصطناعية ثلاثية الأبعاد، ولكن هناك زاوية أخرى وهى علوم الغذاء التى تفاجئنا بمعلومات ومفاهيم جديدة، أهمها أن الغذاء يحتوى على مكونات داخلية جديدة لها مردود إيجابى على الصحة العامة، وعلى سبيل المثال لم نكن نعلم أهمية مركبات الفلافوناتز الموجودة بكثرة فى الباذنجان، وهذه المركبات الستة لهم آثار إيجابية لتفعيل امتصاص الزنك داخل الخلايا.

وتابع، التصنيع الغذائى يصلح فى حفظ الأغذية وليس إنتاجها، حتى الآن على الأقل لم يثبت الأمان الكامل لعمليات الإنتاج الغذائى، وهذا تدخل فى الهندسة الوراثية له آثار سلبية، ونحتاج ما لا يقل عن 60 عامًا لدراسة آثار صناعة الأغذية بتقنية ثلاثية الأبعاد على الإنسان.

ويتفق معه الدكتور باسم محمد استشارى الجهاز الهضمى والكبد، قائلاً: تناول لحوم البقر والضأن واللحوم المصنعة يؤدى إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية فى وقت لاحق من الحياة، وفقًا لدراسة أجريت على أكثر من 1.4 مليون شخص، تمت متابعتهم على مدار 30 عامًا، ويطلق عليه أيضًا مرض الشريان التاجى، وهو السبب الرئيسى للوفاة والعجز على مستوى العالم، ويتطور هذا المرض عندما تتسبب الرواسب الدهنية للكوليسترول فى تراكم الترسبات على جدران الشرايين التى تمد القلب بالدم.

وتابع، اللحوم المطبوعة خطر على صحة الإنسان ومرجح أن تؤذى الجهاز الهضمى للإنسان وحتى نتأكد من ذلك يجب إخضاع المستهلكين لدراسة بحثية قد يطول لسنوات.