جريدة الزمان

تقارير

الإهمال يخفى معالم مستشفى أحمد ماهر التعليمى بالسيدة زينب

بسمة أحمد -

لم نستطع نسيان ما حدث وكأنه حدث منذ دقائق ولم يمر عام على ما أكدته حنان محمود أحد ضحايا مستشفى أحمد ماهر التعليمى بالسيدة زينب، حيث تروى لــ"الزمان" قائلاً إنها مع بداية العام الماضى كان موعد ولادتها القيصرية، ولم تجد أمامها سوى أقرب المستشفيات مستشفى أحمد ماهر، لتلد بها وتفقد جنينها وتحرم من الإنجاب طوال حياتها، فمر أشهر الحمل بمعاناة طبيعة مثل أى حمل طبيعى وعقب الولادة حدث ما لم أتوقعه، فظلت بالمستشفى لساعات طويلة كى تلد وعقب الإفاقة لم تجد طفلها بجانبها فتوفى بسبب عدم توفير حضانة سريعة لطفلها الذى من المفترض أن يضع فى الحضانة عقب ولادتها، بل وأثناء خياطة جرح الولادة الطبيعة أخطأ الطبيب فى حدوث جرح بالرحم مما أدى لتعرضها لنزيف كاد أن ينهى حياتها، ومن هنا وعلى الفور تقدم زوجها بتقديم بلاغ رقم 1234 جنح السيدة زينب ضد الطبيب الذى قام بإجراء العملية والإهمال الطبى الذى تسبب به، وضد المستشفى أيضاً.

لم تكن حنان هى الحالة الفريدة التى حدث معها ذلك بل حدث ذات الأمر مع منه محمد، التى دخلت مستشفى أحمد ماهر التعليمى بالسيدة زينب عقب تعرضها لوعكة صحية مفاجئة على حسب ما أكده شقيقها على محمد وكان من المفترض أن تقوم بأجراء عملية نزع المرارة عقب انتكاسها أكثر من مرة بسبب هذا الأمر، وأثناء خضوعها العملية، حدث خطأ طبى من أحد الأطباء بمستشفى أحمد ماهر التعليمى، وأثناء العملية حدث خطأ طبى تسبب فى حدوث تلوث بكتيرى فى الأمعاء أدى إلى تغير مسار الأمعاء مما ترتب عليه وضعها فى العناية المركزة وأصيبت بغيبوبة لمدة شهر بدون أن نعلم ما حدث لها داخل غرفة العمليات، ورفضت إدارة المستشفى الإعلان عن تفاصيل الخطأ الطبى الذى تعرضت له حنان وعقب الإفاقة علمنا بالخطر الذى تعرضت له ومن هنا قامت أسرة منة بتحرير محضر ضد طبيب الجراحة وإدارة المستشفى برقم 5098 إدارى.

إهمال بالجملة:

وفى هذا السياق أكد أحد العاملين بالمستشفى والذى رفض ذكر أسمه قائلاً المستشفى تقدم ضدها العديد من البلاغات وأصبحت المستشفى مأوى ومدافن للمرضى وليس مكانا لعلاجهم وإسعافهم على حد وصفه، مشيرًا إلى أن كل أقسام المستشفى بها العديد من المخالفات المالية والإدارية والطبية كفيلة بإغلاقها نهائيًا، على حد قوله، وحيث يقومون عمال النظافة بغسيل ملابس المرضى الملطخة بالدماء والأدوات الطبية بغرفة التعقيم الخاصة بالأطباء داخل غرفة العمليات، مما يتسبب فى انتقال الأمراض ونقل العدوى ونقص الاشتراطات الخاصة بغرفة العمليات مما يجعلها لا تصلح لهذا الغرض وكذا عدم توفر عوامل الصحة والسلامة المهنية بالمستشفى على الرغم من انتشار فيروس كورونا، فحالات وفيات عديدة تخرج من مستشفى أحمد ماهر التعليمى وبالأخص مصابين فيروس كورونا المستجد.

فالإهمال بالمستشفى لم يكن يتمركز بالأخطاء الطبية بل بعدم النظافة وعدم التعقيم وإصابات فيروس كورونا المستجد بالجملة، ونقص الإمكانات والأطباء، فالمخالفات بالجملة.

الفساد المتمثل فى الاهمال:

ويؤكد الدكتور عمر عبدالعزيز استشارى الجراحة العامة بمستشفى قصر العينى أن الأخطاء الجسيمة والإهمال الطبى متفش بالمستشفيات العامة والاستثمارية وحتى المستشفيات الحكومية الخاصة وإذا نظرنا إلى الفساد المتمثل فى الإهمال وسوء المعاملة وقلة الضمير والأخطاء الطبية كلها يترتب عليها تدهور الحالات المرضية وقد تصل للوفاة يتكبدها ويتحملها المريض وأسرته ويضيف الاستشارى أن الفساد متعدد الأطراف والمستويات يبدأ منذ لحظة دخول المريض المستشفى وأول انطباع له يكون سوء معاملة الموظفين الإداريين بمكتب الدخول وتعمدهم اصطحاب المريض للغرف المتهالكة ليجد المريض ومن معه المراتب ممزقة والوسائد قذرة والدولاب مكسور ليرفض المريض الإقامة بها حتى لا يكون عبئا عليهم فهو نظام تطفيش إلى جانب العاملات اللاتى يطوفن حول المريض ومن معه للدعاء له وتغيير الفرش ووضع كيس فى سلة المهملات ولا بد أن يكون مع المرافق خزينة بنك لإرضاء كل من يدخل عليهم لننتقل إلى المستوى الثانى من الإهمال فى فريق التمريض غير المدرب فليس لديهم الخبرة الكافية ولم يحصلوا على أى دورات تدريبية أو ثقافة طبية حديثة بالإضافة الى مشاكلهم الشخصية التى تنعكس على المرضى والتحدث مع زملائهم بالساعات وترك المريض دون رعاية بل يصل الإهمال إلى التأخر فى إعطاء المريض الدواء بالساعات عن مواعيده المحددة أو إعطاء المريض الدواء ليأخذه بنفسه ولا تعقيب وعند صراخ المريض من تدهور حالته وآلامه يتركونه قائلين سنبلغ الطبيب بالحالة رغم أن بدايات التمريض عند شكوى المريض يجب متابعتهم وإبلاغ الطبيب فى الحال وليس بعد ساعات.