جريدة الزمان

تقارير

مصر تنفذ أكبر مجمع طبى للأطفال بالشرق الأوسط

هبةيحيى -

فى إطار توجيهات القيادة السياسية بتطوير المنظومة الطبية بمصر، فقد شرع كل من الهيئة العربية للتصنيع وجامعة القاهرة فى تنفيذ وإنشاء أكبر مجمع طبى للأطفال فى الشرق الأوسط، والذى سيكون مقره بفرع جامعة القاهرة الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، والذى يعد صرحا طبيا عملاقا يضاف إلى خريطة الصحة فى جمهورية مصر العربية.

فى هذا الصدد قال الفريق عبدالمنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع إن الهيئة أسند إليها المساهمة فى تنفيذ هذا المشروع من خلال دعمه بالأجهزة الطبية المتطورة والموافقة للقياسات العالمية، التى من شأنها تقديم أفضل رعاية صحية للإنسان وعدم تعريضه للخطر.

وأضاف الفريق التراس فى تصريح خاص لـ«الزمان» أن جميع الدول تعتمد على الشراكات العالمية فى منتجاتها للخروج بأفضل جودة، والهيئة العربية للتصنيع تسعى لعقد الكثير من البروتوكولات التعاونية مع كبرى الدول، لتحقيق أفضل نتيجة يمكن الخروج بها لتصنيع الأجهزة الطبية، لافتا إلى أنه ليس من الضرورى أن تكون خامة المنتج مصرية 100%، ولكن المهم أن تكون مواصفاته لائقة كجهاز طبى يفيد المواطنين.

وأشار رئيس الهيئة العربية للتصنيع إلى أن الهيئة تعد الظهير الصناعى للدولة المصرية وسندا أساسيا لمعظم مشروعات الدولة، معربا عن فخره بالتعاون المستمر بين الهيئة مع جامعة القاهرة والعديد من الجامعات.

وعبر اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة عن مدى فخره بأهم الصروح العلمية الشامخة المقامة على أرض المحافظة وهى جامعة القاهرة الدولية، التى ستنضم إلى منظومة الرعاية الصحية المقدمة، لأبناء الشعب المصرى عامة ولمواطنى المحافظة على وجه الخصوص، مؤكدا أن هذا جاء تكليلاً للتعاون المشترك بين جامعة القاهرة صاحبة المقترح وموافقة المحافظة على إقامة المجمع لحاجة المواطنين لدعم جهود الرعاية الصحية المقدمة لهم بمختلف التخصصات.

وأكد محافظ الجيزة أن المجمع يعد خطوة كبيرة فى طريق الوصول لحلم الجمهورية الجديدة التى نعد به الشعب المصرى العظيم وهى الجمهورية التى ينعم أهلها بالمستوى اللائق من الخدمات وفى مقدمتها خدمات الرعاية الصحية، حيث إن المشروع يأتى فى إطار تنفيذ خطة الدولة بتطوير منظومة الرعاية الصحية والمجهز لتوفير خدمات طبية مميزة لكافة فئات المجتمع من خلال نخبة من الكوادر الطبية والتمريضية على أعلى مستوى، كما عهدنا خلال الفترة الأخيرة من حرص الدولة على توفير مثل تلك الكفاءات بكافة المنشآت الصحية على مستوى الجمهورية، والتى ساعدت على الارتقاء بالمنظومة العلاجية بمختلف محافظات الجمهورية.

وتابع: «ما شهدناه خلال الفترة الأخيرة من حكمة وقدرة متناهية للدولة المصرية ممثلة فى وزارة الصحة والسكان لمواجهة الموجات المتتابعة لمرض كورونا وتوفير للقاحات والبروتوكولات العلاجية لتحصين المواطنين وعلاج المصابين منهم مما أدى فى النهاية لإحكام السيطرة على التأثيرات السلبية للجائحة على عكس العديد من دول العالم، مدعاة للتفاؤل بمستقبل المنظومة الصحية فى مصرنا العزيزة والتنبؤ بمدى النجاح والذى من المتوقع أن تشهده مثل تلك الصروح الطبية المقامة على أرض المحافظة».

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت، إنه بالنسبة للأطقم الطبية التى ستنضم إلى المجمع الطبى للأطفال بفرع جامعة القاهرة الدولية، سيكون من قصر العينى، وإنه أمر طبيعى الاستعانة باستشاريين من الخارج بل إن الدول الأخرى تستعين بأطباء وعلماء مصريين كثر.

وأضاف الدكتور «الخشت» فى تصريحه لـ«الزمان» أنه تم تكليف عميد كلية الطب بالجامعة بتشكيل لجنة لوضع المواصفات القياسية للأجهزة التى يحتاجها المجمع، وإرسالها للهيئة العربية للتصنيع، للعمل على تلك الأجهزة وتنفيذها سريعا، لافتا إلى أن المجمع الطبى لعلاج الأطفال يُعد أكبر مشروع يقدم الرعاية الصحية للأطفال فى منطقة الشرق الأوسط، ويتم إنشاؤه وفقًا لمبادئ العمارة الخضراء والذكية.

وأكد رئيس الجامعة أن المجمع سيتم افتتاحه بعد 3 سنوات، وسيبنى على مساحة تبلغ 70 ألف متر مسطح، بسعة سريرية تصل إلى 300 سرير، بتكلفة مبدئية 3.4 مليار جنيه مصرى.

وأضاف الدكتور عثمان الخشت، أن المجمع الطبى للأطفال يتضمن عددًا كبيرًا من التخصصات الطبية النادرة، ويتكون من 6 مبانٍ، وهى المستشفى الرئيس، وفندق إقامة أهالى المرضى، ومركز التدريب ومعهد التمريض، وسكن الأطباء والتمريض، ومبنيين للخدمات، كما يضم المجمع 10 غرف عمليات مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية، و5 وحدات تمريضية (إقامة) بإجمالى 140 سرير مريض، و7 وحدات رعاية مركزة تخدم نحو 67 مريضًا، و44 عيادة خارجية لتخصصات طب الأطفال كافة، بالإضافة إلى قسم أشعة متكامل، وقسم للمعامل، وقسم للطوارئ، وقسم للغسيل الكلوى، وقسم للعلاج الطبيعى، وصيدلية مركزية، وصيدلية إكلينيكية، وقاعتى محاضرات كبرى و8 قاعات تدريس، كما يوفر المشروع مساحات خضراء.

واختتم: "وتهتم الدولة بتطوير منظومة الرعاية الصحية للمواطن المصرى ومشاركة وزارة التعليم العالى ممثلة فى مستشفياتها الجامعية وكليات الطب التى توفر خدمات علاجية لكل فئات المجتمع، والتى تتبوأ منها جامعة القاهرة مكان الصدارة، وحيث إن أطفال مصر هم المستقبل وتوليهم الدولة أهمية قصوى فى توفير الرعاية الصحية لهم، فقد كان لهذا المشروع أولوية وأهمية قصوى".

ويعد مشروع إنشاء المجمع الطبى للأطفال أكبر مشروع يقدم الرعاية الصحية للأطفال فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يهدف إلى علاج الأطفال وتحسين أحوالهم الصحية من خلال توفير أفضل مرفق للرعاية الصحية مع أفضل كوادر من الأطقم الطبية والجراحين والتمريض، بالإضافة إلى كونها منارة لتوفير تعليم متميز لطب الأطفال، ومكملا لمستشفيات طب الأطفال بقصر العينى لزيادة السعة السريرية بما يزيد عن مائتى سرير إقامة ما بين أسرة تمريض وأسرة رعاية مركزة وحضانات.

ويوفر المجمع عيادات خارجية لكافة تخصصات طب الأطفال من ضمنها الحول والوراثية والكولاجينية والقسطرة والقلب والصدر والمخ والأعصاب والكبد والجراحة العامة وجراحة التجميل والمسالك والرمد والموجات الصوتية، كما تضم المستشفى عشر غرف عمليات مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية، كما تتوفر بالمستشفى العديد من الخدمات الطبية مثل رسم المخ ورسم العضلات، وقسم أشعة بكافة الأنواع من أشعة سينية، وأشعة مقطعية وأشعة رنين مغناطيسى وأشعة فلوروسكوبى، وموجات صوتية، ورسم قلب، ومعامل بكافة التخصصات وصيدلية إكلينيكية.

وقد رُوعى فى تصميم المجمع الطبى للأطفال تلافى كافة المشاكل والمعوقات التى تعانى منها المستشفيات المماثلة، من خلال توفير فندق لإقامة أهالى المرضى، ومركز لتدريب وتعليم شباب الأطباء فى كافة تخصصات طب الأطفال، ومعهد تمريض لإعداد كوادر تمريض على أعلى مستوى، مع توفير سكن لكل من الأطباء والتمريض، وخدمات لكافة مستخدمى المشروع، مما يساعد على الربط بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملى، ويساعد على رفع كفاءة الهيئة العلاجية التى تعتمد عليها المستشفى مستقبلا فى تقديم خدمة علاجية متميزة لمرضاها من الأطفال.

وتتوفر للمشروع مساحات خضراء متنوعة حول المبانى بها حدائق ومتنزهات وخدمات ترفيهية روعى فى تصميمها فصل مسارات الحركة لتحقيق الخصوصية اللازمة لكل مبنى، كما يتبنى المشروع مبادئ العمارة الخضراء والذكية فى اختيار مواد التشطيب والتجهيز وفى الإدارة والتشغيل والصيانة، ولم يغفل المصمم عن النواحى الجمالية واختيار الألوان المبهجة فى تصميماته الخارجية والداخلية واختياره لمواد التشطيبات بما يحقق البهجة والألفة لدى المستعمل ويخفف من آلام الأطفال ورهبتهم من المكان.