الزمان
جريدة الزمان

تقارير

«المشد.. حمدان.. موسى.. مشرفة» علماء اغتالهم الموساد

آية الشيخ -

ترصد "الزمان" أبرز المصريين الذين طالهم الاغتيال وألصقت تهم التسبب فى رحيلهم بالموساد الإسرائيلى.

 

عالم الذرة وديع وهبى - 2012

عالم وأستاذ مصرى بجامعة القاهرة، له أبحاث عديدة فى مجال الذرة، واختفى يوم الجمعة 27 يوليو 2012، وعُثر على جثته ملقاة فى منطقة معزولة عن المارة بالقرب من السكك الحديدية بالوايلى، واستبعدت النيابة وجود شبهة جنائية فى الوفاة، وقالت إن العالم اصطدم بالقطار فى أثناء عبوره شريط السكك الحديدية بمنطقة الوايلى.

 

العالم جمال حمدان - 1993

أحد أعلام الجغرافيا، ولد فى 4 فبراير 1928، بقرية "ناى" بمحافظة القليوبية، وشهد التاريخ على عبقريته الجغرافية، التى لم يكن يقدرها المُحيطون به حق تقدير، لم يتوقف عن تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها فى سياق أعم وأشمل له بعد مستقبلى أيضًا.

كان لـ"حمدان" السبق فى فضح أكاذيب اليهود حول كونهم أحفاد بنى إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، إذ أثبت فى كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر عام 1967، أن اليهود الذين يدعون انتماءهم لفلسطين ليسوا هم أحفاد يهود ما قبل الميلاد.

فى إبريل 1993، عُثر على جثة "حمدان" والنصف الأسفل منها محروق، لكنه لم يتوف بسبب حروقه وفقًا لما أكده الدكتور يوسف الجندى مفتش الصحة بالجيزة، الذى أثبت فى تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقًا بالغاز، كما أن الحروق ليست سببًا فى وفاته، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة، وظلت وفاته غامضة إلى أن أكد رئيس المخابرات الأسبق أمين هويدى، أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرئيلى هو ما قتله.

 

الدكتور سعيد السيد بدير- 1989

كان ثالث العلماء على مستوى العالم فى مجال الميكرويف والاتصالات الفضائية، ولد بمنطقة روض الفرج فى 4 يناير 1949، وهو ابن للفنان المصرى "السيد بدير"، وتخرج فى الكلية الفنية العسكرية وعُين ضابطًا فى القوات المسلحة المصرية حتى وصل إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية، ثم أحيل إلى التقاعد بناءً على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه فى الهندسة الإلكترونية من جامعة "كنت" بإنجلترا.

كانت عودته إلى مصر فى 8 يونيو عام 1988، هدفها الاحتماء من محاولات متوقعة لاغتياله، لكن الإسكندرية لم تحمه من الاغتيال، ففى يوم 14 يوليو عام 1989، عُثر على العالم المصرى "سعيد السيد بدير" جثة هامدة، إذ أكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها، فالتحقيقات قالت إن ثلاثة أشخاص اقتحموا الشقة وقيدوه، ثم اقتادوه إلى غرفة النوم وقام أحدهم بقطع شريان يده، بينما أحضر الآخر أنبوبة غاز ووضعها بجانبه فى غرفة النوم، وانتظروا حتى فاضت روحه، فألقوا بجثته من البلكونة.

 

العالم يحيى المشد - 1980

عالم ذرة مصرى وأستاذ جامعى، درس فى العراق فى الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية، وعرف بالأخلاق والذكاء والعلم، من مواليد مدية بنها بمصر عام 1932، وتخرج فى قسم الكهرباء بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م، ومع انبعاث المد العربى سنة 1952 اختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثى على مصر حوله إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى هناك 6 سنوات، عاد بعدها سنة 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصًا فى هندسة المفاعلات النووية.

عثر على جثة "المشد"، فى يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980، وفى حجرته بفندق الميريديان بباريس، مهشمة الرأس ودماؤه تغطى سجادة الحجرة، وأغلقت الشرطة الفرنسية التحقيق فى القضية وأيدتها ضد مجهول، ولكن الأمر أصبح معروفًا بأن الموساد الإسرائيلى وراء اغتياله، وهو ما استقاه أحد التحقيقات التليفزيونية الذى عرضته قناة "ديسكفرى" تحت عنوان "غارة على المفاعل"، والذى تم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلى.

العالم نبيل القلينى - 1975 

ولد عالم الذرة المصرى، نبيل القلينى فى ديسمبر 1939، بمدنية المنصورة، ووالده محمد القلينى رئيس قلم الميزانية بالقضاء العالى بالقاهرة، ولكنه اختفى فى ظروف غامضة مُنذ عام 1975، حيث أوفدته كلية العلوم فى جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بعمل المزيد من الأبحاث والدراسات فى الذرة، وحصل على الدكتوراه فى الذرة من جامعة براغ. 

وفى صباح يوم الإثنين 27 يناير 1975، دق جرس الهاتف شقته التى كان يقيم فيها الدكتور القلينى، وبعد المكالمة خرج الدكتور ولم يعد حتى الآن، ورجح البعض أن الدكتور تم استدراجه إلى كمين من قبل الموساد.

 

العالم سمير نجيب - 1967

هو عالم ذرة مصرى، تخرج فى كلية العلوم بجامعة القاهرة، قام بعمل أبحاث العلمية فى الذرة بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال بعثة من ترشيحه إليها، وكان يعمل تحت إشراف كبار أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء، ولعبقريته الشديدة انتهى من إعداد رسالته قبل الوقت المحدد لها بعام، كل ذلك ولم يتجاوز الثلاثين عامًا.

فاز نجيب بمسابقة أعلنتها جامعة ديترويت الأمريكية للحصول على وظيفة أستاذ مساعد بها فى علم الطبيعة، وتقدم لها أكثر من مائتى عالم ذرة من مختلف الجنسيات، وحصل على وظيفة أستاذ مساعد بالجامعة، وبدأ أبحاثه الدراسية التى حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين، وأثارت قلق الصهاينة والمجموعات الموالية للصهيونية فى أمريكا، وبدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه.

صمم "نجيب" على العودة إلى بلده مصر، وخاصة بعد حرب يونيو 1967، وحجز مقعدًا على الطائرة المتجهة إلى القاهرة فى 13 أغسطس من نفس العام، طالبته جهات أمريكية بعدم السفر إلى مصر، وعُرضتْ عليه الإغراءات العلمية والمادية المتعددة كى يبقى، ولكنه رفض، وفى أثناء قيادته لسيارته، يوم السفر اصطدم بسيارة نقل ضخمة، ظن فى البداية أنها تسير فى الطريق شأن باقى السيارات، وانحرف إلى جانبى الطريق لكنه وجد أن السيارة تتعقبه، فأسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذى تحطمت سيارته ولقى مصرعه على الفور.

ورحج الكثير أن للموساد والولايات المتحدة الأمريكية الرغبة فى التخلص منه، وبحسب ما جاء بكتاب "ذاكرة مصر المعاصرة"، وكتاب "الموساد اغتيال زعماء وعلماء" للكاتب حمادة إمام".

 

الضابط مصطفى حافظ -1956

هو الضابط الأسطورى مصطفى حافظ، الذى عُرف بالذكاء والجرأة الشديدة، ولُقبَ "بصاحب الأعصاب الفولاذية"، و"أبوالفدائيين"، فكان بمثابة كابوس لقوات الاحتلال الإسرائيلى، فكان يتولى تدريب الفدائيين الفلسطينيين على تنفيذ العمليات فى العمق الإسرائيلى، كلفه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالكفاح الفدائى ضد إسرائيل، كما حصل على رتبة عميد وهو فى سن 43.

ذكاؤه وكفاؤته فى تنفيذ مهامه، أرعبت الإسرائيليين، فتمكن من تنفيذ عدد من العمليات فى تل أبيب وغيرها من المدن الكبرى، كما نفذ عمليات فى مستوطنات شمالى إسرائيل مثل مستوطنة "ريشون لتسيون" بالقرب من تل أبيب، والمقامة على أراضى قرية عيون قارة الفلسطينية، كل ذلك فى خلال عامى 55 و1956، نفذها العشرات من رجاله، كما أنه فى عام 1953 كان مسؤولًا عن قتل 80 إسرائيليًا، إذ اعتاد على إرسال خلايا فدائية إلى عمق إسرائيل لتنفيذ المهمات الصعبة.

تعرض لمحاولات اغتيال عدة ولكنها فشلت، وتم التعاون بين الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، واستخبارات الأمن العام لتكون عملية اغتياله مشتركة، إذ قال مردخاى شارون، قائد الموساد الإسرائيلى سابقًا، فى صحيفة إسرائيلية، إن اغتيال مصطفى حافظ ضابط الاستخبارات المصرية الأسطورى فى غزة، كان من أهم العمليات التى شارك فى تنفيذها عام 1956.

العالمة سميرة موسى - 1952

هى أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليًا، ولقبت بـ"ميس كورى الشرق"، ولدت سميرة موسى فى الثالث من مارس عام ١٩١٧، فى قرية سنبو الكبرى التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، وتعلمت منذ الصغر القراءة والكتابة، وحفظت أجزاء من القرآن الكريم.

 اختارت سميرة موسى كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها فى شهادة التوجيهية كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفى مشرفة، أول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم، وتأثرت به تأثرًا مباشرًا علميًا وإنسانيًا، وحصلت على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، وعُينت معيدة بكلية العلوم، ثم حصلت على شهادة الماجستير فى موضوع التواصل الحرارى للغازات، وسافرت فى بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووى، وحصلت على الدكتوراه فى الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.

ولا يزال موتها مليئًا بالغموض، وإن كان الشكوك تلقى بظلالها على الموساد الذى نفذ مقتلها فى 15 أغسطس 1952 بكاليفورنيا، فكتبت فى آخر رسالة لها "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية فى أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادى خدمات جليلة فى هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام".

 

العالم على مصطفى مشرفة - 1950

عالم مصرى من رواد علوم الرياضيات والفيزياء، يُلقب "بأينشتاين العرب"، وناقش بعض أبحاثه مع ألبرت أينشتاين، وذاع صيته فى العالم، ووصف بأنه واحد من سبعة علماء على مستوى العالم يعرفون أسرار الذرة، ولد فى 11 يوليو 1898، فى حى المظلوم بمدينة دمياط، حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، وكان حريصًا على أداء صلاته طوال حياته.

ورغم أنه تفوقه الشديد، فإنه اختار الالتحاق إلى دار المعلمين العليا، إذ تخرج منها بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها، ويتابع مشرفة دراسته العلوم فى جامعة لندن، فاستجيب لطلبهم، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه فى فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائى الشهير تشارلز توماس ويلسون، الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927، كما حصل على مشرفة عام 1924 على دكتوراه فى العلوم من جامعة لندن، وهى أعلى درجة علمية فى العالم، إذ لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالمًا فى ذلك الوقت، وكان أول مصرى يحصل على هذه الدرجة العلمية.

انتخب على مصطفى مشرفة عميدًا لكلية العلوم عام 1936 فأصبح بذلك أول عميد مصرى لها، حصل على لقب "البشاوية" من الملك فاروق، وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم عالمة الذرة سميرة موسى.

بدأت أبحاث مشرفة تأخذ مكانها فى الدوريات العلمية وكان لم يتجاوز 25 عامًا، إذ تم نشر أول بحثين له عام 1922، وهما البحثان اللذان نال عليهما درجة الدكتوراه فلسفة العلوم، وفى عام 1923 قدم مشرفة سبعة أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك، ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراه العلوم.

فقدته مصر إثر تعرضه لأزمة قلبية، فى 15 يناير 1950، لكن يرى الكثير أن الوفاة بها شُبه جنائية، وأنه قُتل مسمومًا ويعتقد أيضًا بأنها إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلى، لرغبته فى إدخال تطبيقات علم الذرة إلى مصر.

 

الدكتور إسماعيل أحمد أدهم - 1940

عالم ذرة مصرى، لم يتجاوز سنة 29 عامًا، ولد فى 1911، لأب من أصول تركية وأم ألمانية، حاز عام 1931 على الدكتوراه فى الفيزياء الذرية من موسكو وقام بالتدريس فى جامعاتها وكان عضوًا فى مجمع علومها ثم مدرسًا فى جامعة أتاتورك التركية قبل أن يستقر فى مصر منتصف الثلاثينيات ويعرفه الناس عبر العديد من مؤلفاته الأدبية والعلمية والتى كان آخرها مقال كتبه فى العدد 366 من مجلة "الرسالة" المصرية الشهيرة الصادر فى 8/7/1940 سماه "الذرة وبناؤها الكهربائى"، ذكر ضمنه أن ما وصل إليه العالم الألمانى "هينزنبرغ" قد أثبته هو فى معامل البحث العلمى فى موسكو قبله بسنوات، وأن ما أعلنه البروفيسور الروسى "سكوبلزن" عام 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثة التى أثبتها هو عام 1933.

لكن تم إعلان وفاته فى ظروف غريبة، بعد أيام قليلة من مقاله، حيث وجد على ساحل "جليم" بالإسكندرية وهو لم يبلغ 29 عامًا، وقيل إنه وجدت فى جيبه رسالة يعلن فيها انتحاره ويطلب حرق جثته وتشريح مخه، ولكن وفاته أثارت الشكوك أيضًا بأن أجهزة مخابرات هى من اغتالته خاصة أن دعوى الانتحار هى أقدم وأشهر وسائل الاغتيال المخابراتى، فضلًا عن أن شقيقه الدكتور إبراهيم أدهم أكد أن جميع أوراق وكتب وأبحاث "إسماعيل" ومنها 3 كتب فى الفيزياء والذرة قد اختفت فى ظروف غامضة ولا يعرف مكانها أحد.