جريدة الزمان

منوعات

التلوث الاشعاعي

-

يحدث التلوث الإشعاعي عند وجود ترسبات لمواد مشعة سواء في الغلاف الجوي أو البيئة المحيطة، سواء أن كانت تلك الترسبات ناتجة عن أسباب طبيعية أو أنشطة بشرية أو بسبب الحروب، مما يعرض الأشخاص وممتلكاتهم الخاصة والمحيط الذي يعيشون به للخطر.

وغالباً ما تتواجد تلك الترسبات للمواد المشعة على سطح الأجسام وداخلها، والذي يؤدي إلى تلوث كافة العناصر البيئية من إنسان وحيوان ونبات ومياه وتربة وهواء ومباني.

أنواع التلوث الإشعاعي:

تتعدد أنواع التلوث الإشعاعي حسب تكرار وتردد حدوثه، وتلك الأنواع هي:

1- التلوث المستمر:

التلوث الإشعاعي المستمر يعد نوع من التلوث يحدث باستمرار في الأماكن التي تتواجد بها المواد المشعة بشكل دائم، مثل مناجم اليورانيوم أو المختبرات، أو المفاعلات النووية.

2- التلوث اللحظي:

هو نوع التلوث الذي يحدث أثناء أداء الاختبارات التجريبية على المواد المشعة أو عند أداء التجارب النووية.

3- التلوث العرضي:

يحدث هذا النوع عند حدوث فشل لبعض التجارب التي يتم عملها على المواد الخطرة، أو عندما يتم الخروج عن السيطرة على المواد المستخدمة في التجارب.

أسباب حدوث التلوث الإشعاعي:

1- الحوادث النووية في محطات توليد الطاقة النووية:

في عالمنا الحديث تم إكتشاف العديد من أنواع الطاقة، ومنها الطاقة النووية التي تعد من أكثر مصادر الطاقة فعالية، ويرجع ذلك إلى قوتها الكامنة العالية، وترجع تلك القوة إلى ارتفاع مستوى الاشعاع داخل الطاقة النووية.

لذا فإنه عند استخدام الطاقة النووية، أو إجراء الأبحاث عليها، قد تحدث كوارث أوحوادث، مثل ما حدث في بعض الدول، أمثال كارثة تشيرنوبل ،وحادثة فوكوشيما داتشي النووية، والذين تسببوا في العديد من القتلى والمتضررين بسبب الإشعاع المنبعث عنهم.

2- استخدام الأسلحة النووية:

تعد الصواريخ والقنابل النووية شكل من أشكال الطاقة النووية، واستخدامهم يسبب دمار شامل وتعرض كبير للإشعاع النووي، كما يسبب تعرض البيئة بكافة اشكالها للتلوث الإشعاعي الضار.

ومن أمثلة إستخدام تلك الأسلحة، ما حدث في الحرب العالمية الثانية من إلقاء قنابل ذرية على مدينتي نجازاكي وهيروشيما اليابانية، وما أدى إليه من آثار مدمرة وتلوث إشعاعي خطير.

وآثارهم ممتدة حتى الآن، والتي تظهر بشكل كبير على الأطفال الذين يولدوا بمضاعفات مثل التخلف العقلي والتوحد وغيرها، وكذلك إنتشار السرطان في هاتين المدينتين أكبر من باقي المدن اليابانية.

3- التعدين:

يتضمن التعدين التنقيب عن المواد ذات الطبيعة المشعة، والتي توجد في البيئة بشكل طبيعي، مثل عنصري الراديوم واليورانيوم، حيث يتساوى كلا من العنصرين في نشاطهم الإشعاعي، وقد يتسبب نقل تلك المواد من داخل باطن الأرض إلى السطح إلى حدوث تلوث إشعاعي في مناطق التعدين الخاصة بهم.

4- الأشعة الكونية:

تعد الأشعة الكونية من الإشعاعات الكهرومغناطيسية ذات الطاقة العالية، وتنتج تلك الأشعة بسبب تفاعلات نووية تحدث على سطح النجوم، وتصل تلك الأشعة من الفضاء الخارجي إلى الأرض مسببة التلوث الإشعاعي، ومن ضمنها أشعة جاما التي لديها أعلى مستوى إشعاع.

آثار التلوث الإشعاعي:

1- الطفرات الجينية:

يسبب التعرض للتلوث الإشعاعي آثار ضارة وراثية، حيث يؤدي لتلف خيوط الحض النووي مما يسبب حدوث تفكك جيني مع مرور الوقت، والذي يجعل الانسان أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، كما يتسبب في ولادة أطفال مشوهين أو ضعفاء أو بهم عقم.

2- إنتشار الأمراض:

يعد السرطان من أكثر الأمراض التي ترتبط بالتلوث الإشعاعي إنتشاراً، كما أنه هناك أمراض أخرى مثل فقر الدم وانخفاض العمر الذي يسبب الشيخوخة المبكرة والوفاة المبكرة، ومضاعفات القلب وغيرها من الأمراض التي يكون سببها الأساسي إنتشار التلوث الإشعاعي.

3- عقم التربة:

تتفاعل المواد المشعة في التربة مع العناصر الغذائية مما يتسبب في تدمير تلك العناصر، كما تؤدي تلك التربة إلى حصاد محاصيل مليئة بالإشعاع ولا تصلح للإستهلاك.

4- التأثير على الحياة البحرية:

إن إطلاق النفايات المشعة في الماء من خلال محطات الطاقة بكميات مسموح بها لا يعني آنها أمنة تماماً، حيث تم اكتشاف وجود اشعاعات في الانسجة الرخوة وعظام الأسماك.

مما يجعلها غير صالحة للإستهلاك وتسبب السرطان والعديد من الأمراض عند أكلها.

حلول للتلوث الإشعاعي:

1- الطرق الصحيحة للتخلص من النفايات:

لا يمكن التخلص من النفايات المشعة مثل النفايات العادية بدفنها أو حرقها بسبب إحتمال حدوث تسربات، لذا يفضل تخزين تلك النفايات في حاويات خرسانية ثقيلة وسميكة.

2- حظر التجارب النووية:

إن حظر التجارب النووية من الحلول الهامة لمشكلة التلوث الإشعاعي، فلقد ثبت فعلياً إن الطاقة النووية بها الكثير من القوة الكامنة المدمرة.

لذا فإن إجراء التجارب عليها يساهم بشكل كبير في إنتشار المواد المشعة وبالتالي التلوث الإشعاعي، حتى لو كانت تلك التجارب تتم في الصحراء.

حيث ينتقل التلوث منها إلى مناطق أخرى، مما يؤثر في النهاية على حياة العديد من الأشخاص.

3- مصادر طاقة بديلة:

إن استخدام مصادر طاقة بديلة مثل مصادر الطاقة المتجددة، أمثلة الطاقة الشمسية والكهرباء المائية والطاقة المولدة من قوة الرياح.

يعدوا هم البدائل الآمنة عن إستخدام الطاقة النووية، فليس لهم تأثيرات ضارة على عناصر البيئة، كما أنهم لا يسببوا أي تلوث إشعاعي.