جريدة الزمان

وا إسلاماه

اقتحام أكثر من 6000 صهيوني لساحات ”الأقصى” خلال أغسطس الماضي .. ومرصد الأزهر يحذر من مساعي خبيثة للسيطرة على ”باب الأسباط”

هبة يحيى -

في تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك، أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن نحو 6,123 صهيونيًّا اقتحموا ساحات «الأقصى» خلال شهر أغسطس الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.

ومن خلال متابعة مرصد الأزهر للأوضاع داخل دولة فلسطين المحتلة بشكل عام، وللانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى المبارك بشكل خاص، تم رصد عددا من الاعتداءات والتدنيس لساحات الأقصى، تمثل أبرزها فيما يلي:

1- اقتحام أكثر من 2,000 مستوطن صهيوني في 8 أغسطس، تزامنًا مع ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"، ترأسهم عدد من الحاخامات الصهاينة المتشددين، وعضو الكنيست المتطرف "إيتمار بن جفير".
2- اقتحام مستوطنات ساحات الأقصى بلباس غير لائق، ونشر هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، في استفزاز صارخ لمشاعر الفلسطينيين والمُسلمين حول العالم، واستهانة بقداسة الأقصى، وإظهار الأمر على أن ساحات الأقصى حدائق عامة أو مزارًا سياحيًا، وهو الأمر الذي يرفضه مرصد الأزهر جملة وتفصيلًا.
3- السماح للمستوطنين بالدخول من باب الأسباط:
ففي تطور خطير، مكنت شرطة الاحتلال المستوطنين من اقتحام الأقصى والدخول من "باب الأسباط"، في 28 أغسطس، وهو ما يُحذر المرصد من كونه تمهيدًا لمحاولة السيطرة على "باب الأسباط"، وفصل المقدسيين ومنعهم من أي تواصل مع أي حدث في المسجد. يُذكر أن باب المغاربة هو الباب المخصص لدخول المستوطنين، وأن "باب السلسلة" هو المُخصص للخروج.

إضافة إلى ما سبق، تعرض الأقصى لأشكال عدّة من التدنيس تمثلت في أداء الطقوس التلمودية الاستفزازية بشكل متكرر خلال الشهر الماضي، مثل: طقس "السجود الملحمي"، و"بركات الكهنة" وغيرهما.

ويؤكد المرصد أن الارتفاع المُطرد في أعداد المُقتحمين وتجرؤهم على إتيان هذه التصرفات الاستفزازية إنما يعود إلى سببين، الأول: هو التحريض الواسع التي لا تنفك منظمات الهيكل "المزعوم" عن القيام به في أوساط المستوطنين المتطرفين داخل المستوطنات الصهيونية المُقامة على أراضي الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين. علاوة على الضغط المتواصل الذي تمارسه هذه المنظمات على الحكومات الصهيونية المتطرفة عبر أفرادها وعناصرها المتواجدين في الحكومة وفي الكنيست الصهيوني، والمتاجرة بالمقدسات الإسلامية في عمليات التصويت والانتخابات الصهيونية. أما السبب الثاني فيتمثل في إجراءات شرطة الاحتلال المشددة من أجل تمكين المستوطنين من اقتحام الأقصى، وتوفير الحماية اللازمة لهم، وتعبيد الأرض وتمهيدها أمامهم، عبر إخلاء الساحات من المُصلين والمُرابطين، والممارسات الإرهابية التي يتم تنفيذها للوصول إلى هذا المأرب من اعتداءات واعتقالات وغيرها من أشكال العنف الممنهج.

ويُسلط المرصد، في هذا الشأن، على التفاهمات التي أعلنت منظمات الهيكل أنها أجرتها مع الشرطة لتسهيل الاقتحامات يوم 8 أغسطس، والتي تمت على حساب الاعتداء على المُصلين والمقدسيين في الأقصى وفي القدس القديمة، واعتقال 8 مقدسيين من داخل المسجد الأقصى. وكذلك قرار قائد شرطة الاحتلال الجديد في القدس القديمة ، "أفي كوهين"، بإلغاء قرار استبعاد مستوطن عن الأقصى، وهو القرار الأول له بعد توليه المنصب.

ويلفت مرصد الأزهر إلى أن الاحتلال مستمر في تنفيذ سياسة "جزّ العُشب" بهدف ضرب الحالة الشعبية المقدسية التي تشكل حائط الصد الأول والمنيع أمام انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه؛ حيث اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من 200 مواطنًا في محافظة القدس، وواصلت مشاريعها الاستيطانية في المدينة المُقدسة؛ بغرض تغيير البنية الديموغرافية في القدس لصالح المستوطنين، وزرع المستوطنين المتطرفين في الأحياء المُحيطة بالقدس لتطويقه تمهيدًا للسيطرة التامة عليه، وهو ما لن يتحقق لهم بإذن الله تعالى.

كما استمر الاحتلال في إصدار قرارات الإبعاد عن الأقصى بحق المرابطين ورواد المسجد، حتى أنها طالت نائب المدير العام لدائرة الاوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ "ناجح بكيرات"، والذي تسلم قرارًا بالإبعاد عن الأقصى مدة أسبوع قابلة للتجديد، وهو ما يخلق حالة من الفراغ الإداري داخل الأقصى، ويكشف زيف المزاعم الصهيونية الجوفاء بشأن ضمان حرية العبادة داخل الأقصى.

وأمام كل هذه الانتهاكات المتصاعد بحق الأقصى المبارك، يجدد مرصد الأزهر رفضه القاطع لأي محاولة صهيونية للمساس بالأقصى المبارك أو الوضع القائم داخله، ويطالب العالم أجمع بوضع حد بشكل جدّي للانتهاكات الصهيونية، واحترام مشاعر مُسلمي العالم أجمع، وضمان حرية العبادة التي يكفلها القانون الدولي داخل الأقصى.

وفي ختام التقرير، شدَد المرصد على أن السبيل الأمثل التصدي لهذا الفكر الصهيوني ومحاولات التهويد الزماني والمكاني التي يتعرض لها المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، يكون بالاستمرار في التوعية بأبعاد القضية الفلسطينية، وهو الدرب الذي يسلكه مرصد الأزهر الشريف –كأحد هيئات مؤسسة الأزهر العريقة - سواء عبر تنوع المنتج وأسلوبه أو عبر اتّباع الوسائل الرقمية الحديثة، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي لتكون منارةً لنشر للتعريف بعروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها لأصحابها.