جريدة الزمان

خارجي

بوتين وجنرالاته يبحثون الخطوات القادمة في أوكرانيا

-

اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقياداته العسكرية في اليوم ذاته الذي أطلقت فيه قواته، موجة أخرى من الصواريخ على البنى التحتية في أوكرانيا.

وقضى بوتين معظم يوم الجمعة في مقر قيادة "العمليات العسكرية الخاصة"، لمناقشة أفكار حول خطوات روسيا المقبلة في أوكرانيا.

ويأتي ذلك بعد أن اتهم مسؤولون عسكريون أوكرانيون روسيا بالتخطيط لهجوم قد تشنه بداية العام القادم.

وتسببت الهجمات الروسية على شبكة الطاقة في أوكرانيا بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.

وظهر بوتين في لقطات مصورة من اجتماع يوم الجمعة محاطاً بوزير الدفاع سيرغي شويغو وقائد القوات المسلحة فاليري جيراسيموف.

وشوهد بوتين عبر القناة الحكومية قائلاً: "سنستمع للقادة في كل اتجاه عملياتي، وأود أن أسمع اقتراحاتكم حول تحركاتنا الفورية والمتوسطة المدى".

وأنهى حضور الجنرال جيراسيموف الشائعات التي أطلقت على مواقع الإنترنت حول إعفائه من منصبه. وكان قد تعرض الرجل البالغ من العمر 67 عاماً لانتقادات من المعلقين الصقور الذين اتهموه بأنه كان شديد الحذر.

وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل إعلام حكومية مشاركة قائد القوات الجوية سيرغي سوروفيكين في الاجتماع، وكان قد عين قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا في أكتوبر.

وحققت القوات الأوكرانية سلسلة إنجازات كبيرة في الأشهر الأخيرة، بما فيها استعادة خيرسون - المدينة الرئيسية الوحيدة التي استولى عليها الروس حتى الآن.

ورافق انهيار قوات الروسية في شرق أوكراني بداية هذا العام، تعرض القيادات العسكرية لانتقادات مستمرة من قبل الشخصيات الإعلامية الموالية للكرملين.

ويأتي الاجتماع عقب مزاعم أطلقها قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني، حول احتمال قيام موسكو بهجوم جديد في بداية عام 2023. وحذّر من أن روسيا تجهز نحو 200 ألف من القوات للمشاركة في الهجوم.

وأضاف زالوجني قائلاً: "ليس لدي شك بأنهم سيحاولون مرة أخرى الوصول إلى كييف". وقال "أعلم كم وحدة قتالية لدي الآن، وكم وحدة قتالية يجب أن أشكلها بحلول نهاية العام - والأهم، عدم استخدامها بأي طريقة الآن، بغض النظر عن صعوبة ذلك".

وأشار إلى أن الهجوم قد يبدأ "باتجاه كييف" وربما ينطلق من بيلاروسيا.

وتقدمت القوات الروسية نحو العاصمة كييف في شباط، بعد عبور الحدود مع بيلاروسيا.

ونفى رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو مراراً انضمام قواته للغزو، لكن آلاف من القوات الروسية يتواجدون حاليا في بلاده للمشاركة في ما تصفه وزارة الدفاع الروسية بأنه "تدريبات قتالية مكثفة".

وسيزور بوتين الإثنين الرئيس اليلاروسي في مينسك.

لكن المحللين تساءلوا حول قدرة روسيا على شنّ هجوم جديد على العاصمة الأوكرانية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن مسؤولي الاستخبارات الأميريكية، سي أي إيه، "لا يرون أي إشارة على تحرك وشيك نحو كييف".

وقال كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميريكية لوكالة رويترز، إن روسيا أجبرت على استخدام ذخيرة قديمة، عمرها عقود، وذات نسبة فشل عالية، بسبب النقص في إمداداتها..

وأضافوا أنّ "معدل إطلاق النار الذي تسجله روسيا في استخدام ذخيرة مدفعيتها وصواريخها"، قد يؤدي إلى نفاذ الذخيرة المعول عليها بحلول بداية 2023.

وفي غضون ذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يوم السبت، إن التيار الكهربائي عاد ليستفيد منه نحو ستة ملايين شخص، بعد أن استهدفت موجة الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة ، شبكة الطاقة في أوكرانيا.

وأعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو إعادة تشغيل نظام المترو في المدينة، وترميم إمدادات المياه.

ونشر كليتشكو على تيليغرام صور شجرة ميلاد ضخمة، صممت لمواجهة ظروف زمن الحرب في فصل الشتاء. وقال إن الشجرة ستضاء بمصابيح موفرة للطاقة بتغذية من مولد كهربائي.

وأعيد التيار الكهربائي إلى مدينة خاركيف وفق قول السلطات، بعد أن قطعت عنها الكهرباء لساعات عقب سلسلة هجمات يوم الجمعة، التي اشتهدفت محطات الطاقة في أنحاء البلاد.

وأطلقت روسيا أكثر من ألف صاروخ وطائرة مسيرة إيرانية الصنع، منذ بدأت موجة الهجمات على البنى التحتية، الخاصة بالطاقة في 10 أكتوبر. وصرح قادة عدة دول - بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أن الهجمات ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الحملة الروسية التي تشن ضربات بعيدة المدى ضد البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، شهدت "تصعيدًا طفيفًا" في الأيام الأخيرة.