جريدة الزمان

مقال رئيس التحرير

آاااااااااااه ســــوريــــــا!!!!..

-

العالم يعيش حالة من الصمت المريب إزاء ما يحدث لمدينة حلب في سوريا..

صرخات مدوية.. وأنين موجع.. ودماء تغطي الأرض.. وخراب ودمار.. مدينة بكل ما فيها تكاد تختفي عن الأنظار .. طوقتها الصراعات .. أبادتها الأحقاد والأطماع..

أصبحت مدينة تصلح فقط للأشباح... مدينة عريقة قديمة شهدت أمجاد وشُيّد على ثراها حضارات .. كما دارت في رحاها حروب وغزوات وأيضا فتوحات وأمجاد...

«حلب»مدينة عرفت السقوط والإبادة فقد أعمل الروم فيها التخريب... وأحرقتها الفرس.. ودمرتها المغول.. واستعمرتها فرنسا ... فتجرعت المرار وذاقت من العذاب أنهار...

أحزان وأهوال ... وكأن الكوابيس المفزعة ليس لها نهاية.. في صراع االخير والشر الذي أرى فيه الشر.. توج بتاج البطولة.. ولكنها بطولة النذالة.. بطولة الوحشية.. بطولة الهمجية والبربرية.. بطولة الجاهلية الأولى.. بطولة بلا رسالات.. بطولة بلا أديان.. بطولة بلا رسل أو أنبياء..

بلا رهبة من خالق أعظم.. قادر عزيز مقتدر.. بلا إيمان بعذاب في جحيم ولهيب وسعير النيران..

يا إلهي من هم؟؟!!.. من هؤلاء؟؟!!.. الذين عجلوا بجحيم النار على أرض الدنيا ... والله أنا خجلة وأنا أنادي على أمة الإسلام......... أين هي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!...

لا أدري بما أذكركم.. أفهل أذكركم؟؟!!.. بالله !!! هل نسيتم الله؟؟!!... هل انطفأ نوره بداخلكم.. هل انكسرت هيبته في قلوبكم؟؟!!... خلاااص !! هذا هو الدين عندكم .... الصلاة وتلاوة القرآن.. أي صلاة؟؟!!.. أي تلاوة؟؟!!.. وأنتم صامتين على انتهاك حرمات الله على الأرض !!... من قتل النفس!!!... واغتصاب النساء!!!... واغتيال براءة الأطفال.. وامتهان حرمة الأوطان.. وبدلا من أن ندافع عن حرمة الله... يخرجوا من يكملوا هذه الصورة السوداء.. بأقلام الكفر وأصوات الخيانة لله ولرسوله وللأوطان بالعبث في ثوابت الأديان .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. وإنا لله وإنا إليه راجعون...

يا أصحاب الضمائر إذا كانت لا تزال تسكنكم .. يا أصحاب الأمانات إذا كانت لا تزال تعرف طريقا إليكم.. الإنسانية تلوذ بكم !!... الرجولة والنخوة والشهامة تصرخ عليكم!!!... المروءة تسترحمكم.. الإسلام يخجل ويئن منكم... ورسول الله لن يكون شفيعا لكم...وووو والله لن يتشفع لكم... بعد أن أخجلتموه وأنتم تتبرءون من حفظ القرآن عملا وأتباع السنة منهجا...

لم يطاوعني قلمي .. تعصاني نفسي.. أن أكتب إليكم فما أجد شيئا يحرككم أقوى من الصراخات التي لا تزالون ترفضون أن تنصتوا إليها... لا تريدوا أن تسمعوها ...ولا الدماء التي أعتدتم على رائحتها..

يا إلهي .. إليك أرفع مظلمتي.. إليك أرسل دموعي ونحيبي .. مددا لكلماتي ... وسبيلا لدعواتي..

إلهي إني مظلوم فانتصر!!!....

إلهي أشكو إليك ضعف قوتي .. وقلة حيلتي .. وهوان الإسلام على الناس...

إلهي أنت رب المستضعفين في الأرض... استقويت بك .. لا تكلنا لأعداءنا ملكتهم أمرنا أكثر من ذلك...

إلهي اقصم ظهور أصدقائنا الخونة الذين يتهجموننا ... ولم يراعوا حرمة العروبة والإسلام بيننا...

إلهي أنت القادر .. اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ...

إلهي إنهم يسفحون المسلمين.. يستحلونهم.. يحرموهم حتى حق الدفاع عن أنفسهم.. وإلا يكونوا إرهابيين .. أعداء الإسلام الفجرة يذبحون المسلمين بدعاوى شرف وهم الإرهابيون!!!....

اللهم أرنا فيهم آية ...

اللهم ريح صرصر عاتية ..

اللهم اخسف بهم الأرض..

اللهم استئصلهم من الوجود..

اللهم اجعل الدائرة عليهم !!....

إلهي يحزن قلمي قبل روحي وقلبي.. كان قلمي أملي وحلمي ... وسيلة حب وصول إليك في كتابات للذكر عنك...

واليوم هو يسطر دموعي ويترجم أحزاني وهو خجل منك.. وإن كان شرفا عظيما ولكنه جرحا غائرا أليما.. وهو يدافع عن انتهاك حرماتك على أرضك..

آااااااااااااااه......... وألف آاااااااااااه.. وآه !!!!!!!.........

إنها سوريا العزيزة.. أرض المحشر.. أرض المعاد.. الآن فقط عرفت بعد ظهور سيدنا المهدي المنتظر ... ومبايعته عند الكعبة .. لماذا سيكون الزحف من «بلاد الشام»... لا من بيت الله الحرام «الكعبة المشرفة» ... ولا من حرم النبي «المدينة المنورة».. عرفت لماذا من أرض المحشر؟؟!!... لأن الوجع الذي يئن فوق ثراها ... والدموع التي لا تجف والدماء التي ترويها .. هي تلك البذرة لذلك الجهاد العظيم.. الذي سوف يتشرف بأهل بلاد الشام ... نعم!!!! .. هم الذين سيكونون شرفا في هذا الجهاد...

إنه الألم .. إنه الظلم .. إنه الاستغاثة... إنه القهر.. إنه التعذيب.. شرف الإيمان.. الذي معه الإصرار.. معه الصبر.. معه الدعاء... ومعه التمسك بــ«لا إله إلا الله... محمد رسول الله»..

اللهم ثبتهم على القول الثابت ... رغم قهر الظالمين ... مجرمي الحرب الإرهابيين «أي حرب؟؟!!... الاستفراد والاستعلاء واستعراض القوى تسمى حربا!!!»... الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. الذين اشتروا الضلالة بالهدى .. والعذاب بالمغفرة..

إنه الألم الذي سوف ينبت منه شجرة الأمل... إنه الوجع... إنه الشدة... إنه المعاناة.. إنه العسر.. الذي سوف يكون نواة يخرج من رحمها الرحمة بالمسلمين.. بنصرة الإسلام... ولكن هل تظل الأمة هكذا هائمة .. صامتة .. ساكنة .. نائمة .. عاجزة .. إلى متى يا أمة ؟؟!!.. متى تتحركون فتزيحوا الغمة؟؟!!...

متى تشعرون وتسمعون وتستيقظون لتنقذوا أخوانكم في سوريا .. وفي بقاع الأرض كلها.... إنـــــها ســـوريــا ..... إنــــها حلــــب !!!!!!.....

مأساة حلب ليست هي الأولى في تاريخها ولن تكون الأخيرة والحكاية بدأت فيها مع نسيم الربيع العربي المشئوم.. وانتهت بخماسين بل توسونامي الذي قضى فيها على الأخضر واليابس.. ومحاها من على وجه البسيطة ...

هكذا شهدت سوريا حربا بالوكالة بين القوى العظمى.. كانت من الممكن أن تكون حربا عالمية جديدة تجتاح العالم ... حربا تستعلي فيها القوى.. وتتحكم فيها المصالح العليا لدول بعينها دون مراعاة لأي بعد إنساني...

كما ظهرت جليا فيها الأطماع التي أبت أن ترعوي بكل ما حدث فيها من مآساي.. ولن تكون حلب نهاية المآسي التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية... أبدا لن تكون النهاية وإنما بداية جديدة لمرحلة من التشتت والتمزق والاجتياح للأمة العربية بل والإسلامية بأسـرها..

بالأمـس كانت «سراييفوا وسربرنيتث» البوسنة والهرسك سابقا.. واليوم سوريا وغدا ستـكون مــن ؟؟؟!!...

إنها وصمة عار على جبين الإنسانية... حالة من الخزي أصاب الوجود البشري ...

أين المحافل الدولية؟؟؟!!...

أين مجلس الأمــن؟؟؟!!...

أين التضامن الإسلامي؟؟؟!!...

أين الجامعة العربية؟؟؟!!...

طلب هنا واستنكار هناك.. ماذا سيفعل؟؟!!... هل سيحول دون إتمام هذه المذبحة المريرية؟؟!!...

خاب سعيكم جميعا وتقهقرتم عن مسئولياتكم أمام الله عز وجل وأمام الدنيا بأسرها... بماذا تدافعون عن أنفسكم يوم الجمع الأكبر؟؟!!...

ماذا ستقولون لله عزوجل؟؟!!...

هل تركنا أعراضنا تنتهك؟؟!!.. وأرضنا تغتصب؟؟!!... وبلادنا تدك؟؟!!... على رؤوس أبنائها ومن أجل من؟؟!!... ولصالح من؟؟!!...

واااااا ااااااإسلاماه... وااااااااااعمراااااااه.. واااااا معتصماااااااه.... واااااااااا محمداااااااااه.. وااااااا وألف واااااااااه..... على حال أمتي !!!... «الذي لا يسر حبيب».. بل إنه يشفي صدور قوم حاقدين !!...

لقد بات واضحا للعيان أن المساعي الأمريكية.. والتدخلات الروسية.. أشعلت نار الحروب ليكون أبناء أمتنا هم وقودها ....

لقد فاقت الأحداث كل ما أعد من مخططات لتقسيم الدول العربية وتفتيت الأمة الإسلامية... وليكون هناك شرق أوسط جديد ... كي ينتقل بنا الحال إلى مستوى معه تدفع دول إلى الزوال .. إلى المحو من ذاكرة التاريخ!!!!....

وإذا كانت أمريكا تطالب بالتحقيق مع النظام السوري وحليفته روسيا حول جرائم الحرب في مدينة حلب فهي لا تزيد عن محاولة ساخرة لتشتيت الانتباه عن عمليات العصف والقصف التي تعيشها تلك المدينة..

وأما عن الجلسات الطارئة التي تعقد هنا أو هناك .. فهي أشبه كما يقولون «من أجل ذر الرماد في العيون»... من أجل إطالة أمد الصراع في سوريا.... من أجــل من؟؟!!.. من أجل الشيطان !!!....

لقد وكل الأمر في سوريا... واستقل بتقرير مصيرها الذي يتأرجح بين الموت السريع أو البطئ... إلى بلدتي الفرس والروم!!!!...

خدعوك فقالوا!!!... إنها حرب علي الإرهاب في سوريا !!!... فهل ما نشاهده من تخريب وتدمير ودك للمدن وللمستشفيات بها مواجهة للتطرف وحرب على الإرهاب !!!!.... حرب على من ؟؟!!!...

هل استمرار القصف العشوائي لأحياء مدينة حلب الشرقية بالطائرات وبإلقاء البراميل عليها يوميا بحيث قدرت عدد هذه البراميل الملقاه على حلب بــ ٣٥ برميلا ... هو حرب على من ؟؟!!!...

هل تحول أكثر من ٧٥٪ من البيوت بحلب الشرقية إلى انقاض... وقع معظمها على رؤوس ساكنيها... هو حرب على من ؟؟!!...

هل نزوح الآلاف من المشردين الذين يفترشون الآن الحدود بين تركيا وسوريا بلا مأوى .. بلا أدني مساعدة أو مساندة تقيهم البرد القارس .. هو حرب على الإرهاب؟؟!!!... حرب على من ؟؟!!!...

هل تدمير البنية التحتية كاملة بحلب الشرقية.. هو حرب.. حرب على من ؟؟!!...

هل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعيش فيها حلب.. والتي أدت إلى صعوبة انتشال العالقين تحت الانقاض في ظل إمكانات ضعيفة.. هو حرب.. حرب على من ؟؟!!!....

هل ما يحدث من افتراش الشوراع وحرق الأسر النازحة لأمتعتها لحماية أطفالها من برد الشتاء هو حرب على الإرهاب؟؟!!.. حرب على من ؟؟!!!...

هل تشريد مدينة آهلة بالسكان كحلب الشرقية .... حرب على الإرهاب؟؟!!... حرب على من ؟؟!!!...

والسؤال الذي يفرض نفسه لصالح من ما يدور في سوريا؟؟!!...

هل في صالح الرئيس «بشار»؟؟!!.... كيف وقد سقطت مدينة بحجم حلب الشرقية وسقطت معها كل الصلات والعلائق بين شعبها وبين الرئيس بشار ؟؟!!!.....

إن جزءا كبيرا من سوريا يعادل ثلثها قد أُسقط في حلب الشرقية... وإعادته تحتاج إلى مليارات الدولارات فمن سيمنحه تلك المليارات؟؟!!...

وإن أمكن لبشار أن يعيد الحياة لحلب فمن يستطيع أن يعيد الأحياء؟؟!!...

إنها لمؤامرة كبرى على سوريا وليست في صالحها البته ويبقى السؤال محيرا لصالح من؟؟!!...

معارضون!!!.... من هم ؟؟!!!... ما هي أعدادهم؟؟!!... المعارضون في كل مكان ... في كل الأوطان.. هل يتم إبادة الأوطان ثمنا للمعارضات؟؟!!.. هل يعقل ذلك؟؟!!... كيف... ولماذا؟؟!!... لا طبعا!!!..

وإنما هي غطاء لذلك العمل الإرهابي الإجرامي الاستعماري الدولي !!!!.... تماما مثل الذي وقع بالعراق... ومن قبله في لبنان.. والآن باليمن.. وغدا في البحرين.. بعد غد من يعلم .. وإن غدا لناظره قريب...

أقول لك :

إن ما يحدث في سوريا لا ينصب إلا في صالح المؤامرة العالمية لضرب الإسلام باستخدام دولة الفرس التي من المفروض أنها تدين بالإسلام... إيران هذه الدولة التي نشر التشيع فيها كما يقولون بالحديد والنار حتى تمكنوا من إكراه الإيرانيين على اعتناق التشيع.. بعد أن كانت سنة لعقود عديدة..

الشيعة الصفوية التي يذكر لها التايخ خيانتها الكبرى لدولة الخلافة.. بعد أن قامت بضربها من الخلف ولولاهم لكانت للخلافة شأنا آخرا...

فمن الذي هاجم الحجيج وقتل منهم الكثير وهدم قبة زمزم وخلع باب الكعبة وأزال كسوتها ثم قلع الحجر الأسود من مكانه؟؟؟!!.. بل وأخذوه إلى ديارهم !!!!!...

إنهم القرامطة الشيعة الباطنية في ٣١٧ هجريا .. يوم التروية تحديدا!!!!!.... ومازال أتباع القرامطة ومن على شاكلتهم يهددون تلميحا وتصريحا إلى وقتنا هذا!!!.... إنه التاريخ الذي يقول .. لست أنا !!...

وليسمح أصحاب القرار في سوريا ليخبرونا بعدد الميليشيات الشيعية التي تقف بجوار بشار !!!!....

وعدد الحشد الشعبي الطائفي الذي جاء من دول بعينها !!!!...

إن أكثر من ستين ميليشيا جاء من هذه الدول تحت قيادة إيران للاشتراك في هذه المعارك لصالح من ؟؟!!... هل حقا أنها تدعم وجود بشار في سوريا؟؟!!!.... أولصالح مجرد المد الشيعي الذي الذي يتحفز للقفز على سوريا؟؟!!!...

لتؤدي إيران الدور المكلفة به مع حلفائها في سوريا من استخدام الأمواج البشرية بقيادة إيرانية... كتقنية جديدة في الهجوم على حلب للسيطرة على المناطق التي تسعى للضغط عليها .. والسيطرة التي سبق استخدامها في العراق قبل ذلك..

بعد أن قامت روسيا بدورها حين استخدمت خيار الأرض المحروقة في الوقوع بحلب بإلقاء لقنابل اليومية .. والتي كانت قد أجادت استخدامها في العديد من الدول التي تحيط بها وخاصة مع الشيشان بقيادة الرئيس «بوتين» ... عندما كان القائد العسكري في الهجوم على الشيشان آنذاك...

ليس هذا فقط بل إن إيران وحلفائها تجاوزوا الأمواج البشرية في مجرد احتلال سوريا واستعمارها ... وإنما أيضا بملاحقة المدنيين العزل ومواجتهم بالرصاص الحي وخاصة من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية.. في أكذوبة وإدعاء الإجلاء... يخروجهم من حلب لقتلهم على حدود حلب..

إنهم يعترضون ذلك الطريق الوحيد لخروج المدنيين عند معبر الراموسة.. ليتمكنوا من إذلالهم ثم تصفيتهم ..

ربي من يقول ذلك؟؟!!!....

وإلا يأتي السؤال .. لماذا تصر هذه الميليشيات الشيعية على ممارسة كل أشكال الخروقات على حلب ولصالح من ؟؟؟

لذلك لا يتعجب المرء من جراءة مستشار المرشد الإيراني «على أكبر ولايتي» .. عندما يقول مصرحا :« إن السيطرة على كامل حلب مهمه لكنها غير كافية»..

إلى الذين يتشككون في كتاباتي ويرسلون إلي ّ من طهران أنهم براء من دماء السنة في سوريا وغيرها... ماذا يعني هذا التصريح لذلك المسئول؟؟!!...

ماذا يعني موقف طهران وحلفائهم مما يجري على أرض حلب ومن قبله في العراق؟؟!!...

ما هي نوعية الاستفادة إذن أيضا التي ستعود على بشار عندما يصرح مسئولا كبيرا إيرانيا بهذا التصريح .. وكأنه يتحدث عن بلدة تابعه له ولسيادته ؟؟؟!!.. والكابوس الأسود الأخير الذي طالعنا وأي معنى يحمل عندما يهنئ الرئيس بشار شعبه بما حققه في حلب ؟؟!!.. ومع من؟؟!!..

وهكذا أقول إن موسكو وطهران هي المستفيدتان فقط مما يحدث في سوريا... وليس بشار بالمره... ألست أنا هكذا على حق!!!....

فقد أصبحت سوريا خرابا بل وفقدت دولة كسوريا اقتصادها بالكلية.. وأصبحت لا تملك ما تستطيع به أعمار سوريا بعد ذلك إن حدث ..

لذلك نقول ونكرر أن توصيف ما يحدث هناك لا يمكن أن يكون صراعا داخليا أو شأنا خاصا أبدا مستحيل بل هو احتلال لأرض عربية مسلمة ... وأي أرض؟؟!!... إنها الأرض التي تعد من أطهر بقاع الأرض وأجملها .. أرض المعاد!!.. أرض المحشر... أرض سوريا !!!!... لتكون إيران الذراع اليمنى لمؤامرة أعداء الإسلام.. للإجهاز على العالم السني في الأمة العربية الذي يحمل الإسلام بحقيقته وبكامل جوهره... وأنا مع ما انتهت إليه «الجارديان» من أسباب سقوط حلب من :

١- غارات جوية روسية وحشية ...

٢- موقف مجلس الأمن الهزيل أمام أزمة سوريا..

٣- ما أسفرت عنه الانتخابات الأمريكية الجديدة من اختيار ترامب ..

ويمكن أن يضاف إلى هذه الأسباب التي أدت إلى سقوط حلب ما قامت به الميليشيات الشيعية في الحرب ضد «حلب» باستخدام طريقة أو أسلوب الأمواج البشرية.. نية الإحتلال والاستعمار .. الذي لا يحمل إسلاما حقيقيا بل إنه يحمل ضربا للإسلام في عقر داره...

ومع هذا أقول كما قال غيري.. إن سقوط حلب لا يعني نهاية الحرب.. ولا يعني سيطرة الرئيس بشار على كامل سوريا أو حتى عودة الهدوء إليها وامتلاكه زمام الأمور فيها بل على العكس.. فإن الأوضاع في سوريا مرشحة بعد ذلك إلى مزيد من الهلاك والدمار وإهدار الدماء.. وذلك لأن حلب تمثل ٣٠٪ من مساحة سوريا وجزء كبير من الشمال الشرقي لسوريا يقع تحت سيطرة الأكراد .. أضف إلى ما تسيطر عليه المعارضة المسلحة في مناطق متفرقة من أنحاء سوريا حتى يصبح من غير المرجح أن ينجح الأسد «هذا لو كانت معارضة فعلا» في إعادة سيطرته على معظم الأرض التي خسرها بل ستشهد الأراضي التي يحكمها حتى حرب عصابات من قبل المعارضة .... وإن كنت أراه نفس سيناريو العراق .. أنهم قد أوقعوه في الفخ ... تماما مثلما حدث مع الرئيس صدام.. وعلى ذلك لا أدري إلى أين سينتهي مصير «الأسد»

وعلى كلٍ.. إذا كان من المنتظر الدخول على «أدلب» التي تقع في شمال سوريا فقد تتغير مجريات الأمور إن نشبت معارك فيها لصالح المعارضة لطبيعة «أدلب» التي تعتبر فضاء ريفي مفتوح كما هو معروف عنها ...

لذلك سيصعب حصار المعارضة في هذه المنطقة وأيضا الاتصال بشكل مباشر مع الحدود التركية .. كما أن فاعلية الضربات الروسية ستضعف وتقل نتيجة لاتساع الرقعة الجغرافية هناك..

وهذا يكشف أن الأزمة لسوريا ستزداد تعقيدا بعد حلب .. وليس كما يظن البعض وخاصة عندما يتحول الصراع هناك إلى حرب أهلية أو عصابات عندئذ تصعب مهمة الرئيس بشار ..

وإذا كانت مقالة «روجر بونيز» في صحيفة «تايمز البريطانية».. «تتضمن وأن ما يحدث في حلب أشبه بما حدث في سراييفوا ... وأن الغرب يتجاهل ما يحدث في المدينة من ضياع وشلل حتى صارت خاوية على عروشها أو سويت بالأرض»...

أما أنا أقول إن ما يحدث في حلب لا يكفي وصفه بالجحيم لأن الوضع الذي يعيش فيه آلاف المدنيين هو أمر من ذلك بكثير.. هو فناء وعدم قبل أن يحل يوم الفناء والعدم!!...

إنه زمن الخيانة يعزف لحن النهاية.. بكل المقاييس في وقت يتغنى فيه العالم ويتشدق بالديموقراطية .. وما هي إلا ترسيخ للفوضى والهمجية.. والبقاء للأقوى في عالم تحكمه البربرية... ويتمسح في مبادئ حقوق الإنسان وينادي زورا وبهتانا بقيم التسامح والحوار والتعايش... وما هو إلا خيانة وظلم وظلام وعدوان... نعم الكل خان حلب وسلمها كما يقال مغلولة الأيدي.. معصوبة العينين.. رهينة ذل وفناء وزوال لتأخذ معها عنوان الأمن والأمان..

أريتم ما حدث لأبنائها وشاهدتموهم .. وهم يودعونها وقد ألتهمت النيران البيوت وهدم الطائرات المنازل ودقت البراميل حتى الآمال الباقية لأي حياة في أي مكان... ولكن لمن لا يزال بداخله إنسان..

أقدر من يتعاطف مع مأساة حلب.. كما فعلت النجمة الأمريكية «باريس هيلتون» عندما قالت:«قلبي يؤلمني أن أرى ما يحدث الان في حلب .. فأين الإنسانية»؟!..

أقدر هذه الاحتجاجات في أمريكا وألمانيا التي تعاطفت مع مأساة حلب... وتستنكر ما فيها من مجازر بحق المدنيين كما تستنكر هذا الصمت العالمي تجاها ورفعوا شعار «حلب تحترق والإنسانية تموت» ...

يا إلــــهي!!!!...

أقدر ما فعلته «عاصمة النور باريس» مدينتي الجميلة.. عندما أطفأت «برج إيفل» تضامنا مع حلب..

وفي هذه الظروف الصعبة لسنا في حاجه إلى «جوليا بطرس» لتسمعنا «وين ملايين الشعب العربي وين»!!!!.. ولسنا في حاجه إلى «رامي عصام» ليشدوا «الجيش العربي فين»!!!!.... وإنما نحن في حاجة ماسة إلى وقفة صريحة وحازمة مع النفس ... أن نتأمل هذه الأحداث .... وعما إذا كان هناك سيكون مكانا للإنسانية لأن الوحشية والحقد الأعمى حين يفترس الإسلام.. لا يتصور الآخرون أنه قد يفلتون.. ليبقى فقط أصحاب المؤامرة العالمية ...

وإذا كان مجلس الأمن قد تنازل هذه الأيام .. فوافق على مشروع قررا بشأن حلب .. يتضمن إرسال مراقبين دوليين من قبل الأمم المتحدة لعمليات الإجلاء في شرق حلب .. أعتقد أنه إذا كان القرار هكذا.. فما كان من ضرورة لأن يضيعوا وقتهم وقتهم الثمين بهذا القرار الهزيل المهين!!!!...

ومن المبكي في مأساة حلب أن يخرج هذا التصريح الأمريكي لصحيفة بحجم «يو أس توادي» الأمريكية .. جاء فيها أن ما يحدث لا يمكن وصفه بالإبادة الجماعية رغم بشاعته... من المبكي والمحزن والمخزي أن اللإنسانية تهوي من القمة إلى القاعدة... ليكون لحنا نشاذا في سيمفونية الخيانة العظمى لتلك الإنسانية التي يرفعون شعارها الزائف ...

جاء اليوم الذي تخرج فيه الجامعة العربية من صمتها وسلبيتها وعجزها لتتولى مسئوليتها تجاه جزء عزيز وغال من أرضنا العربية.. وهي تعلم أن حلب هي البوابة التي سيُجتاح منها العالم العربي جميعا.. ولكن...

أيها السادة....

إن الإدانة لا تكفي والاستنكار لا يفيد والإقرار بالانتهاك الصارخ أمر مقرر.. والرجوع إلى القانون الدولي والإنساني ومعهدات جنيف الأربع لا تكفي !!..

ماذا أفادت القرارت التي اتخذت بهذا الصدد!!.. سواء كان القرار «٢٢٥٤/٢٠١٥» أو حتى «٢٢٦٨/٢٠١٦»... إنما نحن في حاجة لأن تتولى الجامعة العربية القضية برمتها.. وأن تتخذ من التدابير اللازمة والسريعة والفورية .. لتسمح بالحل السياسي والدبلوماسي أن يمر وسط هذا الركام الهائل....

وأثناء كتابتي لتلك السطور جد أمران ..

الأول : كان للاجتماع الطارئ في جامعة الدول العربية والذي يعنيني منه ما صرح به وزير الخارجية المصري.. والذي أكد على أن الحل السياسي هو الذي يعيد الاستقرار ويرفع المعاناة الإنسانية.. والذي يعمل على الحفاظ على وحدة الدولة وعلى تماسك مؤسساتها وسلامة أراضيها..

ونحن معه في رفض مصر القاطع وأدانتها لكافة الأعمال الإجرامية التي ترتكبها مختلف الأطراف تجاه المدنيين في كافة أنحاء البلاد...

وندائي ورجائي للسيد الرئيسي «السيسي»...

فخامة الرئيس.. أعلم أن صراخات الشعب السوري تؤرقك .. أراك حزينا وإن كنت كعادتك متماسكا ثابتا ... أشعر ألمك تجاه حقوق الله في أرض الميعاد ... على يقين أنك تتحرك .. أرجوك .. أسألك أن تزيد الحركة... أن تعلي صوت الحق.. أن تستعيد الرحمة على تلك الأرض ..

سيادة الرئيس...

أناشدك التدخل الصريح المباشر ونحن ورائك... ولا أقصد بذلك أن يزج بمصر... وإنما دوما جعل الله سبحانه وتعالى على لسان قائد مصر الحكمة فألهمه الصواب.. لأنها دوما ضمير الأمة .. يخشى بأسها .. حيث أنعم الله عليه بهيبة الإسلام .. هكذا يظل من وهبوا حياتهم لحماية الوطان لهم رصيد عند الله عزوجل ... برهبته ونصرته...

أقول ذلك :

حزنا على أخواننا في سوريا .. يكفي ما كان في العراق وليبيا ومن قبله في لبنان وفلسطين...

أقول ذلك :

حزنا على كل من راحوا وفزعا على كل من قد .............. !!!!!!!!.... والله أعلم ...

الأمة العربية والإسلامية عند منحنى خطير..

وتتوالى الأحداث .. والعنف لا يولد إلا عنفا .. فهذه الوحشية الاستفزازية تجاه الأمة العربية والإسلامية .. بالتأكيد لن تمر بسلام ...

وبالفعل وأنا أسطر كلماتي إلى سيادتك.. تم حادثة اغتيال سفير روسيا في تركيا .. وهو مؤشر يحمل دلالات خطيرة وينذر بشر محدق. ويفتح الباب لمزيد من العنف والإرهاب سواء داخل سوريا أو حول العالم.. ويرشح لمزيد من العمليات الإغتيالية على مستوى الشخصيات التي لها صلة مباشرة بمأساة سوريا..

لذلك أناشد سيادتكم بالتدخل الحكيم لإنقاذ ما تبقى من سوريا ... وحتى لا يتم إقرار الإبادة الجماعية نظاما دوليا.. دون اعتراض .. أو شجب.. أو مواجهة.. رغم قوة من طالب بالفيتو وغيرها على الهدنة التي طالبت بها مصر في الأراضي السورية.. للدبلوماسية والمصالح دور كبير ولذكاء رجال المخابرات دور أكبر وذلك حين يكونوا من خير أجناد الأرض مؤيدين ببركة ووصاية نبي الإسلا والرحمة والسلام...

ومن هنا نطالب الجميع بأن يركنوا إلى صوت العقل والضمير وأن يقبلوا الجلوس ولو لمرة واحدة من أجل مصلحة بلدهم التي يعلمون تماما مكانتها في قلب الأمة العربية والإسلامية .... التي لم تكن ملكا لهم وحدهم بل هي ملك للأمة العربية والإسلامية .. فلا ننام ولا نصحو إلا ونحن نردد .. «آاااااااه يا سوريا»....