المدعي العام للمحكمة الجنائية: لاجئو دارفور خذلوا من الجميع

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إن «هناك أسبابا تدفع إلى الاعتقاد بارتكاب طرفي الحرب في السودان جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وفقا لنظام روما الأساسي، الذي يشكل أساس عمل المحكمة».
وتابع خلال مقابلة لـ «العربية الحدث» ليل الإثنين/ الثلاثاء، أن «بعض الجرائم ارتكبت بالفعل في دارفور، ولكن لا يمكن توجيه الاتهام إلى أحد دون الحصول على أدلة كافية»، موضحا أن زيارته الحالية إلى معسكرات اللاجئين السودانيين الفارين من دارفور إلى تشاد تدلل على ذلك، قائلا: «سمعت روايات مروعة من الضحايا».
وطالب «خان» جميع الأطراف المتحاربة في دارفور بالتحلي بالمسؤولية إزاء المدنيين، قائلا: «الأحداث التي حدثت لأهالي دارفور مروعة، ولاجئو دارفور خذلوا من قبل الجميع».
وشدد على ضرورة وقف جرائم القتل والاعتداء الجنسي، قائلا: «نحن نحقق بالأحداث الدائرة بدارفور منذ أبريل الماضي، ودوامة العنف والاغتصاب والقتل والمعاناة تزداد، السكان يشعرون بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم لفترة طويلة، يجب عدم السماح بمواصلة جرائم اغتصاب النساء وقتل الأطفال».
ودعا مجلس الأمن والأمم المتحدة أن يلعبا دورًا أكبر في تحقيق العدالة للضحايا، قائلا: «لا يوجد إجراءات تتخذ من جانب الأسرة الدولية لمتابعة الإجراءات التي تبنتها المحكمة، لا بد من الاضطلاع بمسئوليتنا، على مجلس الأمن والأمم المتحدة أن ينظروا إلى قضايا هؤلاء الضحايا، وأن نتوقف عن التصريحات والوعود».
وأكد أن المجتمع الدولي لم يبذل ما يكفي من الجهد لوقف جرائم الحرب في دارفور ودعم دور الدول المجاورة للسودان في استضافة اللاجئين، قائلا: «خلال زيارتي لتشاد وجدت أنها تقوم باستضافة أكثر من مليون مواطن من اللاجئين».
يأتي ذلك في أعقاب تصاعد العنف في السودان منذ أبريل 2023، بعدما اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، والتي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين ونزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.
وتخضع السودان لاتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تتمتع بولاية قضائية على الجرائم المرتكبة بأراضيها.