الزمان
جريدة الزمان

خارجي

ترامب يخاطر بتحالف استراتيجي بين أمريكا والهند

-

ندد تحليل نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بتصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الهند.

واعتبر التحليل أن تصرفات ترامب تجاه نيودلهي هي أكبر خطأ استراتيجي في رئاسته حتى الآن. ففي السابق، وعلى مدى خمسة عقود، بدءاً من عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، سعت واشنطن لبناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع نيودلهي. لكن في الوقت الحالي، بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة مُعبّرًا عن عداء غير مفهوم تجاه الهند، مع وضعه في الاعتبار القضايا الاقتصادية والجيوسياسية الكبرى.

واعتبر التحليل إن هذه الانتكاسة قد تقوّض التوازن الاستراتيجي في آسيا وتساعد الصين على تعزيز نفوذها.

توزان استراتيجي
وخلال حقبة ما بعد الحرب الباردة، اعتُبِرَ انفتاح واشنطن على الهند بقيادة جورج دبليو بوش بمثابة ردّ استراتيجي لمواجهة صعود الصين. وتوجت السياسات المتلاحقة بإبرام اتفاقات نووية، وتعميق التعاون الأمني، وتقوية شبكة العلاقات ضمن إطار "الرباعية" (تحالف كواد المكون من الولايات المتحدة، الهند، اليابان، أستراليا).

لكن في العام الجاري ومنذ بدء ترامب إدارته الثانية، تسببت سلسلة القرارات المتقلبة من الإدارة الأمريكية -بما فيها فرض رسوم جمركية باهظة، وتصعيد العلاقات مع باكستان على حساب الهند، وانتقاد نيودلهي علنًا بسبب مشترياتها من النفط الروسي- في تهديد الثقة من جانب نيودلهي. كما أثارت شكوك بشأن جدوى التحالف طويل الأمد. أما النتيجة فهي دفع نيودلهي نحو توسيع علاقاتها مع روسيا والصين، وضرب مبدأ التوازن الإقليمي.

زيارة هامة
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت اليوم السبت إن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، سيتوجه إلى الهند بعد غد الإثنين للمشاركة في الاجتماع الـ24 للممثلين الخاصين المعنيين بقضية الحدود بين البلدين.

وتأتي الزيارة في إطار جهود لإعادة تفعيل التجارة الحدودية عبر جبال الهيمالايا، والتي كانت توقفت منذ خمس سنوات عقب اشتباك دموي بين قوات البلدين في عام 2020، أسفر عن مقتل 20 جنديًا هنديًا وأربعة جنود صينيين. وتمتد الحدود المتنازع عليها بين الهند والصين لنحو 3500 كيلومتر، وقد كانت مسرحًا لحوادث متكررة على مدى العقود الماضية.

ورغم محدودية حجم التبادل التجاري في تلك المنطقة سابقًا، فإن استئنافه يحمل رمزية كبيرة، إذ تشير إلى رغبة الجانبين في تهدئة التوتر واستعادة الثقة.

وكان مسؤولون من الطرفين قد أشاروا في الأسابيع الأخيرة إلى تقدم في المباحثات بشأن استئناف التجارة في المناطق الحدودية.

كما تأتي التطورات في وقت تسعى فيه بكين ونيودلهي إلى تحصين مصالحهما الاستراتيجية وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ويُعد الحوار الجديد امتدادًا لسلسلة من خطوات التقارب بين البلدين، شملت استئناف الرحلات الجوية المباشرة وإعادة إصدار التأشيرات السياحية، مما يشير إلى تحوّل تدريجي نحو تطبيع العلاقات بين أكبر قوتين في آسيا.