الزمان
جريدة الزمان

سيارات

تسلا تعزز تقنياتها داخل الصين.. شراكة مع بايت دانس وديب سيك

-

تتجه شركة تسلا الأمريكية نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المحلية في سياراتها.

خطوة جديدة تأتي في في محاولة من الشركة الأمريكية الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية للحاق بمنافسيها المحليين في سوق السيارات الذكية بالصين. وستعتمد في ذلك على نماذج طورتها شركتا بايت دانس وديب سيك.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرغ"، فإن تسلا بصدد طرح وظائف مساعد صوتي داخل سياراتها في السوق الصينية، مستفيدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ"بايت دانس"، مالكة تطبيق تيك توك، إلى جانب شركة ديب سيك الناشئة. وفقًا لوثيقة شروط الخدمة المنشورة على الموقع الرسمي لتسلا، فإن هذه التقنية تتيح للسائقين استخدام الأوامر الصوتية للتحكم في تطبيقات الحركة، وأنظمة الترفيه، ودرجة حرارة المقصورة، إلى جانب تلقي تحديثات إخبارية لحظية.

وتوضح الوثيقة أن الأوامر الصوتية ستُعالج بشكل رئيسي عبر Doubao، وهو النموذج التوليدي الذي طورته بايت دانس، بينما ستُستخدم قدرات ديب سيك لتقديم تفاعلات ذكية بين السائق والسيارة. وستُستضاف هذه النماذج على خدمة الحوسبة السحابية "Volcano Engine" التابعة لـ Bytedance.

توجه عالمي
ويأتي هذا التوجه في إطار سعي شركات صناعة السيارات الأجنبية لتقديم تجارب أكثر محلية لمستخدميها في الصين، لاسيما مع تزايد توقعات السائقين بوجود تقنيات ذكية داخل السيارات. وفي مثال آخر على هذا التوجه، أعلنت BMW في مارس الماضي عن تعميق شراكتها مع مجموعة علي بابا، وإدماج نموذج اللغة الكبير "QWen" في خطوط إنتاج جديدة مخصصة للسوق الصينية.

أما تسلا، فتستخدم في سياراتها بالولايات المتحدة نموذج غروك "Grok"، المطور من قبل شركة xAI، التي أسسها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك. إلا أن متطلبات تنظيمية صارمة في الصين حالت دون استخدام النموذج نفسه محليًا، وهو ما دفع الشركة للاعتماد على نماذج محلية مثل Doubao وDeepseek.

وتواجه تسلا منافسة شرسة من علامات تجارية محلية مثل BYD وZhejiang Geely، واللتين لجأتا إلى تقنيات ديب سيك لتعزيز التفاعل بين السائق وأنظمة القيادة. ومع تراجع شحنات مصنع تسلا في شنغهاي خلال ستة من الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، وانخفاض تسليمات يوليو/تموز بنسبة 8.4% مقارنة بالعام الماضي، يبدو أن تسلا تسعى جديًا لإعادة تموضعها في السوق الصيني.

وتُظهر هذه الخطوة من تسلا مدى التحديات التي تواجهها الشركات العالمية في الصين، سواء من الناحية التنظيمية أو التنافسية. وفي الوقت نفسه، تؤكد على أهمية تطوير حلول محلية تتماشى مع سلوك وتوقعات المستخدم الصيني، الذي أصبح أكثر ارتباطًا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مجال السيارات الذكية.

توقيت الإطلاق
ورغم الإعلان عن تلك الشراكة، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت النماذج الذكية قد تم دمجها فعليًا في سيارات تسلا داخل الصين. وبعض مالكي سيارات تسلا الذين تواصلت معهم وكالة بلومبرغ أفادوا بعدم تلقيهم أي إشعار بشأن شروط الخدمة الجديدة. كما أن آخر تحديث لنظام التشغيل عبر الهواء OTA، والمعلن عنه على حساب تسلا الرسمي على تطبيق WeChat، يعود إلى تاريخ 18 أغسطس، دون أي إشارة مباشرة إلى التكامل الجديد مع الذكاء الاصطناعي.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من تسلا أو بايت دانس بشأن التحديثات المرتقبة أو توقيت تفعيلها، ما يضيف مزيدًا من الغموض حول خطة الإطلاق والخصائص التي سيحصل عليها المستخدمون بالفعل في المرحلة الأولى.

وبينما تعمل تسلا على تعزيز قدرتها التنافسية في الصين، يبقى مستقبل هذه الشراكة مرهونًا بسرعة التنفيذ وتجاوب السوق. ومع تسارع وتيرة الابتكار في قطاع السيارات الذكية، فإن القدرة على تقديم تجربة مستخدم ذكية ومحلية ستكون عاملًا حاسمًا في معركة السيطرة على أكبر سوق سيارات في العالم.