الزمان
جريدة الزمان

منوعات

مواقع الغوص في مصر: رحلة إلى قلب البحر الأحمر وسحر أعماقه

-

على ضفاف البحر الأحمر، تمتد مصر بجمالها الطبيعي لتقدم للعالم واحدة من أجمل تجارب الغوص على الإطلاق. فالمياه الدافئة، والرؤية الممتازة، وتنوع الكائنات البحرية، تجعل من سواحلها الجنوبية، خصوصًا مرسى علم والقصير، وجهة استثنائية لعشاق المغامرة والهدوء في آنٍ واحد. في هذه المناطق الساحرة، يمتزج اللون الأزرق الفيروزي بصفاء السماء، وتزدان الأعماق بآلاف الشعاب المرجانية التي تتراقص حولها الأسماك بألوانها الزاهية. ومن بين أشهر المواقع التي يقصدها الغواصون من كل أنحاء العالم Elphinstone Reef، وAbu Dabbab Bay، وSataya Reef، وكل منها يحمل سحرًا خاصًا وتجربة مختلفة تستحق الاكتشاف.

تُعد مرسى علم بحق عاصمة الغوص في مصر، بل ومن أهم الوجهات على مستوى العالم. فعندما يغطس السائح في مياهها، يجد نفسه في عالم آخر، تحيط به الشعاب المرجانية النادرة، والقروش البيضاء المحيطية، والسلاحف العملاقة، وحتى بقرة البحر (Dugong) التي تُعتبر من أندر الكائنات البحرية في المنطقة. أما القصير، فهي المدينة الهادئة التي تجمع بين سحر التاريخ والمياه النقية، وتوفر مواقع غوص أقل ازدحامًا وأكثر صفاءً، مثالية لمن يبحث عن تجربة مريحة وأجواء طبيعية خالصة.

لقد أصبح انبهار السياح بمواقع الغوص المصرية أمرًا طبيعيًا؛ فكل من يزور مرسى علم أو القصير يشعر وكأنه دخل فيلمًا من أفلام الحياة البحرية، حيث المشاهد المدهشة لا تنتهي. ولعل هذا الانبهار هو ما جعل الغوص أحد أقوى عوامل الجذب السياحي في مصر. فكثير من الزوار يأتون خصيصًا لاكتشاف هذا العالم الفريد، ويغادرون حاملين معهم ذكريات لا تُنسى وصورًا مذهلة من قلب البحر الأحمر. إن تجربة الغوص في Marsa Alam Diving Center مثلاً ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي تجربة تجمع بين المغامرة، والمتعة، واكتشاف أعماق جديدة من الجمال الطبيعي.

ولأن الغوص نشاط يحتاج إلى خبرة وتنظيم دقيق، فقد اهتمت الدولة المصرية بترخيص واعتماد مراكز الغوص لضمان أعلى معايير الأمان والجودة. ومن أبرز المراكز التي تميزت بخبرتها واحترافيتها Deep South Divers، وهو مركز مصري معتمد رسميًا من غرفة الغوص والأنشطة البحرية ووزارة السياحة المصرية، إضافة إلى حصوله على اعتماد من أبرز منظمات الغوص الدولية مثل PADI وSSI وSDI.

يقدم Deep South Divers رحلات غوص احترافية تغطي أشهر وأجمل مواقع البحر الأحمر، بما في ذلك Elphinstone Reef، الذي يُعتبر من المواقع الأسطورية لعشاق الغوص العميق، حيث يمكن مشاهدة القروش المحيطية الكبيرة في بيئتها الطبيعية، وAbu Dabbab التي تشتهر بفرص مشاهدة السلاحف وبقرة البحر في المياه الضحلة الصافية. كما ينظم المركز رحلات إلى Sataya Reef، حيث يعيش المئات من الدلافين في مجموعات كبيرة، لتمنح الغواصين تجربة ساحرة لا تُنسى.

ولا يقتصر دور المركز على تنظيم الرحلات فقط، بل يقدم أيضًا برامج تدريبية ودورات غوص معترف بها دوليًا، تمنح المتدربين شهادات من PADI وSSI، مما يجعلهم قادرين على الغوص في أي مكان بالعالم بثقة وأمان. كما يحرص المركز على تطبيق معايير الحفاظ على البيئة البحرية، من خلال توعية الغواصين بطرق الغوص المسؤولة واحترام النظم البيئية الحساسة للشعاب المرجانية.

الجميل في مرسى علم والقصير أن سحرهما لا يقتصر على ما تحت الماء، بل يمتد إلى الشواطئ الهادئة والمنتجعات الفاخرة والبنية التحتية السياحية المميزة. فالزائر يمكنه الاستمتاع بيوم كامل من المغامرة في الأعماق، ثم قضاء أمسيته في أجواء هادئة تطل على البحر الأحمر، بعيدًا عن صخب المدن الكبرى. هذا التوازن بين المغامرة والراحة هو ما جعل هاتين المدينتين من أكثر الوجهات تميزًا على مستوى الشرق الأوسط.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد السياح الذين يقصدون مصر خصيصًا للغوص في ازدياد مستمر، خاصة من أوروبا الشرقية وألمانيا وإيطاليا، بفضل ما توفره من تنوع طبيعي وسعر تنافسي مقارنة بالوجهات الأخرى في العالم. كما أن شهرة مواقع مثل Elphinstone Reef وSataya Reef تجاوزت الحدود، لتصبح من بين أشهر مواقع الغوص عالميًا.

في النهاية، لا يمكن الحديث عن الغوص في مصر دون ذكر Marsa Alam Diving Center وDeep South Divers، فهما وجهتان ترمزان إلى روح المغامرة المصرية الحقيقية، وتقدمان تجربة غوص تمزج بين الاحترافية والمتعة والاهتمام بالتفاصيل. البحر الأحمر هنا ليس مجرد مكان للغوص، بل هو لوحة طبيعية متكاملة تعكس روعة الحياة في أعماقها، وتُثبت أن مصر لا تملك آثارًا تاريخية فوق الأرض فقط، بل كنوزًا بحرية مذهلة تحت الماء تستحق أن تُكتشف مرة بعد مرة.