الزمان
جريدة الزمان

حوادث

تقرير: استجواب كبير الأطباء الشرعيين في قضية الطفل ياسين

الطفل ياسين
-

في جلسة استئناف مُهمة لقضية الطفل ياسين، استمعت محكمة جنايات مستأنف دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود، إلى كبير الأطباء الشرعيين لمناقشة تقرير الطب الشرعي المتعلق بالواقعة. تأتي هذه الجلسة بناءً على طلب هيئة دفاع المتهم، في القضية التي أثارت جدلًا واسعًا في أوساط الحقوقيين والإعلام والمجتمع المحلي.

خلفية القضية

يعود التاريخ القضائي لهذه القضية إلى 30 أبريل 2025، عندما أصدرت محكمة جنايات دمنهور حكمًا بالسجن المؤبد على المتهم، وهو مراقب مالي في إحدى المدارس الخاصة، إثر إدانته بواقعة هتك عرض طفل يُدعى ياسين داخل المدرسة. القضية مُسجلة تحت رقم 33773 لسنة 2024 جنايات مركز دمنهور، والكلي 1946 لسنة 2024 جنايات وسط دمنهور.

بعد صدور الحكم، تقدّم دفاع المتهم باستئناف، مطالبًا من المحكمة استدعاء كبير الأطباء الشرعيين لمناقشة جوانب فنية في التقرير الطبي، إضافة لضم تقارير علاجية للمتهم، وأوراق من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا تتعلق بأقوال شهود، على أن تُعرض هذه الطلبات في جلسة المحكمة.

أحداث جلسة اليوم (20 سبتمبر)

وصل كبير الأطباء الشرعيين من مصلحة الطب الشرعي بمدينة طنطا إلى محكمة إيتاي البارود لمناقشته حول تقرير الطب الشرعي المتعلق بالقضية، استجابة لطلب الدفاع.

حضر الطفل ياسين برفقة والدته، مرتديًا زيّ "سبايدر مان" وقناعًا، في مشهد رمزي يُعبّر عن صمود ومعاناة نفسية، كما رُخّص له حضور الجلسة رغم الصدمة والظروف.

تواجد محامو الطرفين، الدفاع عن الطفل والأسرة، ومحامو المتهم، في مقر المحكمة ضمن جلسة الاستئناف المنعقدة أمام الدائرة الثالثة برئاسة المستشار أشرف عياد، وعضوية المستشارين إيهاب الشنواني وفخر الدين عبد التواب، ومحمد سعيد.

طلب الدفاع من كبير الأطباء الشرعيين شرح بعض ما ورد في تقريره، خاصة الجوانب الفنية، وما إذا كانت هناك ملاحظات طبية أو تناقضات محتملة في تقريره أو في شهادات الشهود، بما في ذلك بيانات علاج المتهم، وأقوال شهود من نيابة أمن الدولة العليا.

ردود الفعل والمواقف الإنسانية

والدة الطفل ياسين أدلت بتصريح قبل بدء الجلسة، مُعبرة عن الأمل في أن يُستعاد الحق، وأن يُظهر القضاء نزاهته، ورغبتها في أن ينال ابنها ما يستحقه من عدالة.

البعض وصف حضور الطفل وارتدائه زيّ سبايدر مان بأنه رسالة رمزية تُفيد الصمود والقوة أمام المحاكمة الطويلة، والتأثير النفسي الذي تمرّ به الأسرة.

الأهمية القانونية والفنية للجلسة

جلسة اليوم تُعدّ مفصلية بعد أن اعتمد الحكم الأولي على تقرير الطبيب الشرعي، إلى جانب شهادات الشهود والعرض القانوني الذي تم فيه تعرف الطفل على المتهم.

استدعاء كبير الأطباء الشرعيين للنقاش يعني أن الدفاع يريد اختبار عناصر الي تقرير الطبي من حيث الدقة، وربما الطعن في بعض التقييمات أو الفرضيات التي اعتمد عليها تقرير الطب الشرعي. كما أن المطالبة بتقارير علاج المتهم وأقوال شهود نيابة أمن الدولة العليا تشير إلى رغبة في استعراض كل الأدلة التي قد تؤثر على الثوابت في القضية أو تُحدث جديدًا يمكن أن يُغير مجرى الحكم الاستئنافي.

الموقف الحالي والتوقعات

حكم المحكمة الابتدائي لا يزال قائمًا – السجن المؤبد – لكن الاستئناف قد يفضي إلى تغييرات إذا ما تم إظهار أي خلل أو نقص في الأدلة، أو وجود أدلة جديدة قوية.

الأسرة والمتابعون ينتظرون أن تُحترم حقائق القضية، ويُراعى الأثر النفسي على الطفل، خصوصًا في ضوء ما ارتبط بالقضية من مؤثرات الإنسانية والإعلامية.

من المهم أيضًا أن توخى القضاء الدقة في تقييم الأطباء الشرعيين والشهادات العلمية، لأن تقرير الطب الشرعي هو من الدعائم الأساسية في قضايا الاعتداء الجنسي، حيث غالبًا ما تُبنى عليها الأحكام بحكم خبرة الطب الشرعي في الإصابات، الدراسات، وتاريخ الحالة وسلوك المجني عليه والمتهم.