الزمان
جريدة الزمان

خارجي

زيارة ترامب لبريطانيا.. ثناء «خمس نجوم» وحسابات دبلوماسية

-

تقييم استثنائي منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارته الرسمية إلى الأخيرة للمملكة المتحدة، واصفا إياها بأنها من فئة «خمس نجوم».

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، وصف ترامب لقاءه بالملك تشارلز الثالث بأنه أبرز محطات الزيارة التي استمرت يومين، قائلاً: "إنه رجل رائع.. وهو الآن يقوم بعمل عظيم كملك"، وفقا لصحيفة ذا صن.

ولم يفت ترامب أن يمزج الجد بالهزل، مازحًا بأنه شاهد "من اللوحات والتماثيل في قلعة وندسور أكثر مما شاهده أي إنسان في حياته".

وشمل برنامج الزيارة جولة بعربة ملكية تجرها الخيول، وزيارة لكنيسة سانت جورج التي تضم رفات الملكة إليزابيث الثانية، وهو ما علق عليه ترامب موجزًا بـ "الكثير من التاريخ".

لقاءات عائلية وطقوس بروتوكولية

تحدث ترامب بإيجابية بالغة عن حفاوة الاستقبال، معتبرًا أنها لم تكن تكريمًا شخصيًا له فحسب، بل "تعبيرًا جميلًا عن الاحترام" لبلاده. وأثنى على الأداء البروتوكولي للقصر الملكي، قائلاً: "لقد عاملونا بشكل رائع، وعاملوا بلدنا كذلك".

وانتقل الثناء ليشمل لقاء السيدة الأولى ميلانيا ترامب بالأميرة كيت، واصفًا إياه بالناجح. وقال ترامب: "ميلانيا رأت أنها شخصية رائعة. وأنا أيضًا جلست معها ووجدتها إنسانة مميزة جدًا". كما امتدح ولي العهد الأمير وليام وصفه إياه بـ"الرجل الرائع".

أناقة ولمسة ترامبية

احتفت المأدبة الملكية التي أقيمت على شرف الرئيس ترامب بالطابع البريطاني الأصيل، حيث قدمت قائمة طعام راقية شملت أطباقًا مثل بانا كوتا الجرجير مع خبز البارميزان وسلطة بيض السمان، تلاه دجاج عضوي من نورفولك ملفوف بالكوسة ومطهو بصلصة الزعتر، لتختتم الوليمة بحلوى قُبّة آيس كريم فانيلا بحشوة سوربيه توت العليق من كِنت مع برقوق "فيكتوريا" مسلوق بلطف.

غير أن تعليق ترامب على الطعام جاء على عادته غير التقليدية، حيث قال: "تناولت أنا وميلانيا.. أيًا كان ما قُدم لنا"، قبل أن يشيد بالحضور الذي وصفه بأنه ضم "أكبر الشخصيات في العالم".

وبعيدًا عن المظهر الاحتفالي، حملت الزيارة رمزية سياسية ثقيلة؛ إذ يشير المراقبون إلى أن ثناء ترامب على الملك تشارلز وتعزيزه لفكرة "العلاقة الخاصة" بين البلدين، يأتي في وقت تبحث فيه لندن عن تأكيد مكانتها العالمية بعد بريكست.

ومن خلال إضفاء الطابع الشخصي على العلاقات، والإشادة بالعائلة المالكة ووصف اللقاءات بـ"الودية"، سعى ترامب إلى بناء رأسمال شخصي يتجاوز الدبلوماسية الرسمية، ويرسخ صورته كزعيم قادر على صياغة التحالفات.

وخلصت الصحيفة إلى أن الزيارة لم تكن مجرد استعراض بروتوكولي، بل مشهدًا سياسيًا متعدد الأبعاد، قامت فيه بريطانيا باستعراض تراثها وتعميق تحالفها مع واشنطن في مرحلة ما بعد بريكست، فيما استخدم ترامب المنصة الملكية العريقة لتسويق صورته داخليًا وخارجيًا كرئيس يحظى باحترام أعرق الملكيات، حتى وإن جاء ذلك عبر "مراجعة سياحية" فريدة من نوعها لقلعة وندسور.