بغلاف غير تقليدي.. مجلة إيكونوميست: محاولة ترامب إسكات منتقديه ستفشل

بغلاف يصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوم بمهام طاقم تلفزيوني كامل؛ مراسل ومصور وحامل ميكروفون، جاء الغلاف الأسبوعي لمجلة "إيكونوميست" البريطانية تحت عنوان "حرية التعبير في أمريكا".
وقالت المجلة البريطانية في تقرير على موقعها الإلكتروني إن رغبة ترامب في التحكم فيما يراه الناس ويقرأونه عنه واضحة، مضيفة أن دافعه الحقيقي لذلك رغبته في جذب الانتباه، وأنه يتوقع بشكل متزايد أن يكون الاهتمام مرادفا للتملق.
وذكرت المجلة، أن الرئيس الأمريكي ضاق ذرعا بالنقد لذا رفع محاموه دعوى قضائية ضد صحيفة نيويورك تايمز مطالبين بتعويض قدره 15 مليار دولار. كما يسعى فريقه إلى استقطاب حلفاء أثرياء لشراء تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة من الشركة الأم الصينية.
وتابعت أن هذه المناوشات المقلقة جزء من حرب ضد الإعلام الأمريكي، مشيرة إلى أنه مع ذلك، لم يُحقق ترامب نجاحا باهرا، فقد عاد المذيع جيمي كيميل إلى برنامجه التلفزيوني، وسخر قاض فيدرالي من الدعوى القضائية ضد نيويورك تايمز.
وأكدت المجلة أن محاولة ترامب إسكات منتقديه ستفشل، مشيرة إلى أن حرية التعبير في أمريكا مصانة بضمان دستوري، وسوق إعلامي واسع، وشهية نصف البلاد التي لم تصوت لترامب في الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت "إيكونوميست" أن أمريكا تمتلك أسواقا رأسمالية عميقة، والكثير من المغامرين، مشيرة إلى أن إطلاق برنامج فيديو أو بودكاست أو نشر كلمات بات أسهل من أي وقت مضى.
ورأت المجلة البريطانية، أنه من غير المرجح أن تفرض حركة "ماجا" (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) هيمنتها على المشهد الإعلامي الأمريكي، لكنها قالت إنه حتى لو لم يفز ترامب في معركته ضد الإعلام، فإن أمريكا ستلحق بها خسائر.
وأوضحت المجلة، أنه في اقتصاد الانتباه (نهج حديث في الاقتصاد يتعامل مع انتباه الفرد باعتباره سلعة ثمينة ونادرة)، السبيل الأسرع لجذب الجماهير هو تصوير الأحداث كأنها كارثة وشيكة.
وأضافت أنه إذا ظل الربح محصورا في الترفيه السياسي المثير للانقسام، فإن بناء حكم رشيد قائم على فهم مشترك للحقائق سيزداد صعوبة.
وتابعت: "صحيح أن الولايات المتحدة تجاوزت حقبة الصحافة الحزبية في القرن التاسع عشر، ومن المرجح أن تفعل الشيء ذاته في القرن الحادي والعشرين، إلا أن تحويل الساحة العامة إلى عرض هزلي أشبه بالفودفيل (نمط مسرحي) يشكل عبئا ثقيلا على ديمقراطية مثقلة أصلا بالتحديات".