تخيل تبيع أظافرك وتكسب!.. الصين بتحول الفضلات لدهب وكيلو الاظافر بـ 21 دولار

في الوقت الذي يُنظر فيه إلى قصاصات الأظافر كفضلات تُلقى في سلة المهملات، تكشف التقارير الحديثة من الصين عن وجه آخر لهذه المادة التي لا يُلقي لها الناس بالًا، لكنها تحوّلت إلى سلعة نادرة ومطلوبة في أسواق الطب التقليدي.
في تقليد غريب عاد للواجهة، بدأت شركات الأدوية التقليدية الصينية في شراء كميات من الأظافر من القرى والمدارس، وحتى من أفراد جمعوها على مدى سنوات. بعد جمعها، تُجرى عليها عمليات تنظيف وتعقيم وتجفيف، ثم تُطحن إلى مسحوق يُستخدم في صناعة علاجات شعبية تدخل ضمن نطاق الطب البديل.
ورغم أن هذه الممارسة تراجعت في القرن العشرين بسبب انتشار طلاء الأظافر الذي يُعتبر "ملوثًا للبضاعة"، إلا أن ارتفاع الاهتمام بالبدائل الطبيعية أعاد الحياة لهذه التجارة التي تجمع بين الغرابة والندرة.
تُعد الندرة التحدي الأكبر، إذ لا يُنتج الشخص البالغ أكثر من 100 جرام من الأظافر سنويًا، مما يجعل جمع كميات كبيرة أمرًا صعبًا، وبالتالي يرتفع الطلب والأسعار. وفي واقعة لافتة، عرضت سيدة من إقليم "خبي" ما جمعته من قصاصات أظافر منذ طفولتها بسعر بلغ 150 يوانًا للكيلوجرام (نحو 21 دولارًا)، وهو رقم بسيط لكنه يُظهر قيمة غير متوقعة لمادة مهملة.
اللافت أن الشركات ترفض تمامًا استخدام أظافر القدم، وتقبل فقط قصاصات اليد، انطلاقًا من مفاهيم الطب التقليدي حول النظافة والطاقة الكامنة في مكونات الجسد.
وقد أثارت هذه الظاهرة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي داخل الصين وخارجها. البعض وصفها بأنها ممارسة «مقززة»، في حين رأى فيها آخرون عودة إلى الجذور الثقافية، ووسيلة للابتعاد عن الاعتماد الكامل على الأدوية الكيميائية.
من الناحية الاقتصادية، تقدم هذه التجارة مثالًا واضحًا على قدرة السوق على تحويل أبسط الأشياء إلى مصادر دخل. ومن الزاوية الاجتماعية، فهي تبرز كيف يمكن للتراث الشعبي أن يفرض نفسه من جديد وسط عالم يبحث باستمرار عن حلول بديلة وطبيعية.