كارثة محتملة بسبب سد النهضة.. ”المياه ستمر ولن تستطيع إثيوبيا منعها” وتحذيرات من انهيار سد الروصيرص

أطلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تحذيرًا خطيرًا بشأن أزمة مائية تهدد السودان خلال الأيام القادمة، بسبب سوء إدارة المياه في سد النهضة الإثيوبي.
وقال شراقي في مداخلة عبر برنامج "الحدث السوداني" على قناة الحدث، إن ما يحدث حاليًا هو فيضان غير مسبوق في هذا التوقيت من العام، حيث ارتفعت منسوبات النيل الأزرق بشكل خطير رغم انتهاء موسم الأمطار تقليديًا في سبتمبر.
تسريبات من سد النهضة تهدد السودان
وأوضح شراقي أن معدل الأمطار في النيل الأزرق عند سد النهضة يبلغ حاليًا نحو 300 مليون متر مكعب يوميًا، بينما المنصرف بلغ خلال الأسبوع الماضي 750 مليون متر مكعب يوميًا، ما يعني أن 450 مليون متر مكعب من المياه تتدفق من مخزون سد النهضة نفسه، وليس فقط من الأمطار.
وأشار إلى أن إثيوبيا ملأت السد حتى آخره منذ أغسطس 2024، ثم جاء موسم الفيضان الجديد لتفيض البحيرة، ما اضطر إثيوبيا إلى فتح 4 بوابات طوارئ لتصريف المياه، وليس التوربينات التي لم تعمل منذ تدشينها.
تحذير من انهيار سد الروصيرص
وحذّر شراقي من أن هذا التدفق الضخم أدى إلى ارتفاع خطير في منسوب المياه بنهر النيل، وامتلاء سد الروصيرص الواقع في السودان، وهو سد ترابي هش، مما قد يؤدي إلى انهياره إذا فاضت المياه من فوقه.
وأضاف:
"لو استمر التدفق بهذا الشكل لمدة يومين أو ثلاثة، كان من الممكن أن ينهار سد الروصيرص بالكامل".
تخفيض المنصرف بشكل طارئ
وأكد شراقي أن إثيوبيا استجابت اليوم وقلّصت المنصرف من سد النهضة إلى أقل من 400 مليون متر مكعب يوميًا، مما يعني أن المياه القادمة من الأمطار فقط (300-400 مليون) هي التي ستصل السودان، ولا يمكن لإثيوبيا منعها.
أزمة سببها "سوء إدارة"
اختتم حديثه بقوله إن هذه الأزمة سببها سوء إدارة سد النهضة، مشيرًا إلى أن الفيضان سينحسر خلال الأيام القادمة إذا استمر تقليص المنصرف.