كم عدد السعرات الحرارية في التفاح؟
تُعد فاكهة التفاح واحدة من أكثر الفواكه انتشارًا واستهلاكًا حول العالم، نظراً لطعمها اللذيذ وسهولة تناولها وفوائدها الصحية الكبيرة. وعلى الرغم من بساطة هذه الفاكهة، فإن الكثير من الأشخاص، خصوصًا المهتمين بالتغذية أو متّبعي الحميات الغذائية، يلجؤون إلى حاسبة السعرات الحرارية للجسم أو يحاولون تقدير مدخولهم اليومي من الطاقة، مما يجعلهم يتساءلون باستمرار: كم عدد السعرات الحرارية في التفاح؟
تفتح الإجابة على هذا السؤال مجالًا واسعًا لفهم القيمة الغذائية للتفاح، ومعرفة فوائده المتعددة، وكيف يمكن دمجه في النظام الغذائي اليومي بشكل صحي ومتوازن.
لمحة عامة حول التفاح
يُعتبر التفاح من أقدم أنواع الفواكه التي عرفتها البشرية؛ إذ تشير المصادر التاريخية إلى أنه زُرع منذ آلاف السنين في مناطق آسيا الوسطى قبل أن ينتشر في أوروبا وبقية أنحاء العالم.
وتتميز أشجار التفاح بسهولة زراعتها وتعدد أصنافها التي تتجاوز أكثر من 7500 نوع، تختلف في اللون والطعم والمحتوى الغذائي.
التفاح غني بالألياف ومضادات الأكسدة، ويُعد خيارًا مثاليًا للوجبات الخفيفة، كما يُستخدم في العديد من الوصفات والعصائر والحلويات. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكثر تكرارًا بين الناس: كم عدد السعرات الحرارية في التفاح؟ وهو سؤال مهم سواء كنت لاعبًا رياضيًا، أو تتبع نظامًا غذائيًا للتخسيس، أو تسعى لنمط حياة صحي.
ما هي الفوائد الصحية للتفاح؟
يمتلك التفاح مجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي تجعله واحدًا من أهم الفواكه التي ينصح الخبراء بإدراجها في النظام الغذائي اليومي، وذلك استنادًا إلى ما توضحه المصادر العلمية مثل جامعة هارفارد للصحة العامة ومايو كلينك، والتي تؤكد دوره في تعزيز صحة القلب، وتحسين الهضم، ودعم المناعة، والحد من مخاطر بعض الأمراض المزمنة
ومن بين أبرز فوائده:
تعزيز صحة القلب
يحتوي التفاح على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان (مثل البكتين) التي تعمل على خفض مستوى الكوليسترول الضار LDL في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
تقوية الجهاز المناعي
يحتوي التفاح على نسبة كبيرة من فيتامين C، أحد أهم الفيتامينات اللازمة لدعم المناعة وحماية الجسم من العدوى الموسمية والالتهابات.
تحسين الهضم ومنع الإمساك
الألياف الموجودة في التفاح تُساعد على تنظيم حركة الأمعاء وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
تناول تفاحة يوميًا قد يكون كافيًا للتغلب على الإمساك المزمن.
تقليل خطر السكري
تشير الدراسات إلى أن تناول التفاح بانتظام قد يقلل احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بفضل مضادات الأكسدة مثل "كيرسيتين".
تحسين صحة الدماغ
بعض الأبحاث ربطت بين تناول التفاح والحفاظ على صحة الذاكرة والوقاية من الأمراض العصبية مثل الزهايمر.
المساعدة في فقدان الوزن
يُعد التفاح من الفواكه المشبعة منخفضة السعرات، مما يجعله مناسبًا جدًا لأي نظام غذائي مخصص للتخسيس، ويساعد في تقليل الشعور بالجوع لفترات طويلة.
ما العناصر الغذائية الموجودة في التفاح؟
رغم أن التفاح يبدو بسيطًا من الخارج، إلا أن تفاحة متوسطة الحجم توفر مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم من ألياف، كربوهيدرات، فيتامين C، بوتاسيوم، ماء وغير ذلك كما أوضح موقع التغذية المتخصص هيلث لاين العناصر التي يحتوي عليها:
-
الألياف الغذائية: بنوعيها القابلة وغير القابلة للذوبان.
-
الفيتامينات:
-
فيتامين C
-
فيتامين B6
-
فيتامين K
-
-
المعادن:
-
البوتاسيوم
-
الكالسيوم
-
المغنيسيوم
-
-
مضادات الأكسدة:
-
كريسيتين
-
كاتيشين
-
حمض الكلوروجينيك
-
-
الماء: يشكل نسبة عالية تصل إلى 86% من وزن التفاحة.
هذه القيم الغذائية تجعل التفاح خيارًا مثاليًا للوجبات الصحية والخفيفة.

كم عدد السعرات الحرارية في التفاح؟
يختلف عدد السعرات الحرارية الموجودة في التفاح حسب الحجم والنوع، ولكن بشكل عام:
-
تفاحة صغيرة (120 جم): حوالي 55–65 سعرة حرارية
-
تفاحة متوسطة (150–170 جم): حوالي 75–85 سعرة حرارية
-
تفاحة كبيرة (200–220 جم): حوالي 95–110 سعرة حرارية
ويمكن القول بشكل عام أن متوسط السعرات في تفاحة واحدة متوسطة الحجم يقارب 80 سعرة حرارية فقط.
لهذا السبب، فإن الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية يسألون عادةً: كم عدد السعرات الحرارية في التفاح؟ والإجابة الواضحة هي أنه من أقل الفواكه سعرًا، مما يجعله ممتازًا للتحكم في الوزن.
العوامل التي تؤثر على عدد السعرات الحرارية في التفاح
هناك عدة عوامل تجعل السعرات الحرارية تختلف من تفاحة لأخرى، ومنها:
حجم التفاحة
كلما ازداد حجم التفاحة، زادت السعرات الموجودة فيها.
نوع التفاح
الأنواع الأكثر حلاوة مثل التفاح الأحمر تحتوي على نسبة أكبر من السكريات، وبالتالي قد تكون سعراتها أعلى قليلًا من التفاح الأخضر.
درجة النضج
التفاح الأكثر نضجًا يحتوي على نسبة سكريات أعلى من التفاح الأقل نضجًا.
طريقة التناول
-
التفاح النيء: أقل سعرات
-
التفاح المطبوخ أو المشوي: قد يفقد ماءه فيزيد تركيز السعرات
-
عصير التفاح: يحتوي على سعرات أعلى ويقل فيه عدد الألياف
-
التفاح المجفف: أعلى الأنواع سعرات لأنه مركز السكريات
ما الوقت المناسب لتناول التفاح؟
يختلف الوقت المثالي لتناول التفاح حسب الهدف الغذائي:
في الصباح
يُعد أفضل وقت لتناول التفاح، حيث يمنح الجسم طاقة فورية بسبب احتوائه على السكريات الطبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز.
قبل التمرين
يمنح التفاح دفعة ممتازة من الطاقة، كما أنه خفيف على المعدة.
قبل الوجبات
يساعد في زيادة الشعور بالشبع وتقليل تناول السعرات في الوجبة.
في المساء
قد لا يكون مناسبًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الهضم أو القولون، لأن التفاح غني بالألياف.
هل يُنصح بتناول التفاح عند الدايت؟
نعم، وبشدة.
التفاح من أفضل الفواكه المخصصة للتخسيس لعدة أسباب:
-
منخفض السعرات
-
غني بالألياف
-
يشعر بالشبع سريعًا
-
يسهل هضمه
-
يحتوي على ماء بنسبة كبيرة
-
يعزز حرق الدهون بفضل مضادات الأكسدة
كما أنه يساعد في التحكم في الشهية وتقليل الرغبة في تناول السكريات.
لذلك، يُعد التفاح خيارًا ممتازًا لمن يتبعون نظامًا صحيًا أو يرغبون في إنقاص الوزن، وهو السبب وراء تكرار السؤال الشهير مرة أخرى: كم عدد السعرات الحرارية في التفاح؟
كم عدد التفاحات التي يمكنك تناولها في اليوم؟
رغم الفوائد الكبيرة للتفاح، إلا أن الاعتدال مطلوب في كل شيء.
الكمية الموصى بها:
-
للشخص البالغ: 1–2 تفاحة يوميًا
-
للرياضيين: قد تصل إلى 3 تفاحات يوميًا حسب احتياج الطاقة
-
للأطفال: تفاحة صغيرة واحدة يوميًا
لماذا لا يجب الإفراط؟
لأن تناول 4 أو 5 تفاحات يوميًا قد يرفع نسبة السكر أو يسبب انتفاخات بسبب كثرة الألياف.
هل هناك فرق ما بين التفاح الأحمر والأخضر والأصفر؟
نعم، هناك عدة فروق تميز هذه الأنواع:
التفاح الأحمر
-
أحلى طعمًا
-
أعلى قليلًا في السعرات والسكريات
-
غني بمضادات الأكسدة
التفاح الأخضر
-
أقل في السعرات
-
أغنى بالألياف
-
مناسب للدايت
-
طعمه أكثر حموضة
التفاح الأصفر
-
معتدل الطعم
-
متوسط السعرات
-
ناعم القشرة وسهل الهضم
الفارق الأساسي يكمن في:
-
مستوى السكريات
-
الألياف
-
مضادات الأكسدة
-
السعرات الحرارية
خاتمة
في نهاية المطاف، يتضح أن التفاح ليس مجرد فاكهة شائعة، بل عنصر غذائي متكامل يمكن الاعتماد عليه لتعزيز الصحة اليومية، سواء من حيث القيمة الغذائية أو عدد السعرات المنخفض الذي يميّزه عن الكثير من الأطعمة الأخرى. وتساهم الألياف والفيتامينات والمعادن الموجودة فيه في دعم المناعة، وتحسين الهضم، والمساعدة في الوصول إلى وزن صحي عند تناوله بكميات معتدلة.
كما أن معرفة كم عدد السعرات الحرارية في التفاح تساعد على دمجه بسهولة ضمن أي نظام غذائي، سواء بهدف التخسيس أو الحفاظ على الوزن. وبين اختلاف الأنواع والألوان والأحجام، يبقى التفاح خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن غذاء طبيعي يعطي طاقة ويحافظ على صحة الجسم دون إضافة سعرات كبيرة.
وتناول تفاحة أو اثنتين يوميًا يعد كافيًا للاستفادة من مزايا هذه الفاكهة دون مبالغة، مما يجعل التفاح واحدًا من أهم الخيارات الغذائية التي يمكن الاعتماد عليها لبناء نمط حياة صحي ومتوازن.

