وزير الإعلام الأسبق محمد فايق: رفضت إذاعة بيان عبد الحكيم عامر وأم كلثوم ليلة تنحي عبد الناصر

كشف محمد فايق، وزير الإعلام في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن كواليس رفضه إذاعة بيان المشير عبد الحكيم عامر، ومنعه كوكب الشرق أم كلثوم من مخاطبة الشعب، ليلة خطاب التنحي الشهير للزعيم جمال عبد الناصر.
وقال خلال لقاء ببرنامج «باب الخلق» مع الإعلامي محمود سعد، عبر فضائية «النهار» مساء الجمعة، إن القصة بدأت بمكالمة من الأستاذ هيكل، الذي أبلغه أن الرئيس سيلقي خطابًا، وتعليماته «ألا يظهر اسم عبد الناصر على الشاشة بعد الخطاب».
وأكد أنه لم يكن يعلم شيئًا عن محتوى الخطاب، مشيرا إلى اضطراره لمحاولة الاستفسار من الأستاذ هيكل، ليكون رده «أنا متأسف، هذه هي المعلومة الوحيدة التي لا أستطيع أن أقولها».
وأشار إلى استماعه لخبر التنحي في مكتبه، مثله مثل بقية الشعب، قائلا: «لم أكن أتوقع أن يصل الأمر للتنحي وفوجئت بالخطاب، لأنه كان من المفترض أن أكون بجانب الرئيس وقتها في قصر القبة أثناء تصوير الخطاب».
ولفت إلى بدء التظاهرات من العاملين في مبنى التليفزيون عقب إلقاء الخطاب، ترفض تنفيذ تعليمات قرار إزالة صورة الرئيس، مشيرا إلى إحكام سيطرته الكاملة على الإذاعة، بعد استقالة الرئيس وغياب الحكومة.
وكشف عن استقباله مكالمة من المشير عبد الحكيم عامر يطلب فيها هو الآخر إذاعة بيان، قائلا: «كانت مشكلة كبيرة جدًا، كلمني قلت له لا أعرف سأتواصل مع الأستاذ هيكل، أبلغته بالواقعة وقلت له لن أذيع بيان المشير، ثم توجهت بعدها إلى منزل الرئيس عبد الناصر».
كما لفت إلى استقباله زيارة مفاجئة من كوكب الشرق أم كلثوم وزوجها الدكتور حسن الحفناوي، قبل مغادرته الإذاعة، طلبت منه السماح لها بإذاعة بيان لمخاطبة الشعب، قائلا: «أم كلثوم كانت صديقة مقربة جدًا لي، لكن أخبرتها أن اللحظة دقيقة، والدنيا كلها تريد إلقاء بيانات، لو فتحت الباب، فلن نستطيع أن نلم البلد».
وأشار إلى احترام السيدة أم كلثوم القرار ومغادرة الإذاعة، لتتوجه في نفس الليلة بتسجيل أغنية لناصر وتمكنت من إذاعتها «مرة واحدة فقط»، قبل أن يعود الرئيس عن استقالته في اليوم التالي.
وذكر أن أم كلثوم، كانت صاحبة فكرة عرض آيات القرآن الكريم «صوت وصورة» مكتوبة على الشاشة بالتزامن مع تلاوة المقرئ، بدلا من مجرد الاستماع إلى صوته.

