الخرطوم تبحث مبادرات وقف الحرب وترحب بجهود إنهاء معاناة السودانيين

أعلن وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كبرون، الثلاثاء، بحث مبادرات خارجية لوقف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، معربا عن ترحيبه "بأي جهد ينهي معاناة السودانيين".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كبرون عقب اجتماع في العاصمة الخرطوم، عقده "مجلس الأمن والدفاع" برئاسة رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، وفق مراسل الأناضول.
ويأتي انعقاد المجلس بعد أيام من استيلاء قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان في 26 أكتوبر الماضي، وارتكابها مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ومنذ ذلك الوقت، تفاقمت معاناة النازحين من "الفاشر" الذين يقدرون بالآلاف، جراء انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، وفق المنظمات الدولية التي لا زالت تطلق تحذيراتها من الكارثة الإنسانية في المدينة ومحيطها.
وقال كبرون: "خرج المجلس بالآتي: استنهاض واستنفار الشعب السوداني لمساندة القوات المسلحة للقضاء على المليشيا المتمردة (الدعم السريع) في إطار الجهود العامة للدولة من أجل إنهاء هذا التمرد".
وأفاد وزير الدفاع بأن المجلس "ناقش الجرائم التي ارتكبتها المليشيا في الفاشر".
وأضاف: "سنقدم رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني واستعادة الأمن والسلام في كل أرجاء السودان وقد تم تكليف لجنة لإعداد هذه الرؤية".
وذكر كبرون أن المجلس ناقش كذلك "الجهود والمبادرات المقدمة من بعض الدول والأصدقاء" دون مزيد من التفاصيل.
وأعرب عن "الترحيب بالجهود المخالصة التي تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب السوداني التي سببها تمرد المليشيا".
وأردف: "نعرب عن شكرنا لحكومة الولايات المتحدة ومستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس على جهوده المقدرة وترحيبنا بأي جهد ينهي معاناة السودانيين".
ومنذ استيلاء "قوات الدعم السريع" على الفاشر، أدانت دول ومنظمات إقليمية ودولية عديدة "الجرائم" المرتكبة بالمدينة، وتصاعدت الدعوات إلى هدنة تمهد لعملية سياسة تنهي الحرب التي اندلعت منذ 15 أبريل 2023.
ومنذ أيام، راجت أنباء عن هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، تقدمت بها الولايات المتحدة إلى الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع، للتمهيد إلى تسوية تنهي الحرب، بينما لم يصدر على الفور تعقيب رسمي من الأطراف المعنية.
وسبق أن اشترط السودان الموافقة على أي حوار مع قوات الدعم السريع، بخروج الأخيرة من المدن التي استولت عليها، وعدم أدائها أي دور سياسي بالمستقبل.
وحاليا، تحتل "الدعم السريع" كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن معظم السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
واندلعت حرب أبريل 2023، بسبب خلاف بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفي مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.

