مسئول صحي في غزة: تكدس النفايات يهدد بتفشي أوبئة وسط الحصار الإسرائيلي

مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية:
- تكدس النفايات يشكل كارثة بيئية وصحية على غزة
- يعيش السكان داخل أحزمة من القمامة الممتدة في الطرقات والأزقة
حذر مسؤول صحي فلسطيني في قطاع غزة، الجمعة، من أن تكدس أطنان النفايات في مناطق واسعة من القطاع ينذر بتفشي أمراض جلدية وتنفسية ومعوية، في ظل غياب الإمكانات اللازمة للتعامل معها جراء الحصار الإسرائيلي.
وبحسب تصريح سابق أدلى به نائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، علاء البطة، للأناضول، فإن نحو 700 ألف طن من النفايات تتكدس في مكبات عشوائية، وسط عجز البلديات عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية بسبب النقص الحاد في الوقود والمعدات اللازمة للتعامل مع الدمار الهائل الذي خلفه الجيش الإسرائيلي.
وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية، للأناضول، إن "تكدس النفايات يشكل كارثة بيئية وصحية على القطاع، إذ يجلب البعوض والقوارض والذباب والحشرات، ما يساهم في نقل أمراض جلدية وتنفسية ومعوية بين المواطنين".
وأضاف أن الغازات المنبعثة من النفايات، وعلى رأسها غاز الميثان، لها تأثير مباشر على صحة المرضى داخل المستشفيات، مشيرا إلى أن تسرب النفايات إلى المياه الجوفية "يهدد معظم الآبار الارتوازية بالتلوث، وقد يؤدي إلى حالات تسمم، فيما أصبحت مياه الشرب غير صالحة للاستخدام في كثير من المناطق".
وأوضح أبو سلمية، أن تراكم النفايات "يخلق بيئة نفسية وإنسانية خطيرة جدًا، حيث يعيش السكان داخل أحزمة من القمامة الممتدة في الطرقات والأزقة، ما يزيد من شعورهم بالخطر وفقدان الأمان الصحي".
ودعا المؤسسات الدولية إلى "تدخل عاجل لمعالجة النفايات المتكدسة" في القطاع المحاصر.
ولفت أبو سلمية، إلى وجود "مشكلة كبيرة في إدارة النفايات الطبية، التي تشكل خطرا أكبر من النفايات الصلبة إذا لم تعالج بطريقة سليمة، لأنها قد تنقل أمراضا خطيرة ومتعددة".
وتتركز النفايات المتكدسة في مناطق شمالي وجنوبي القطاع، في ظل منع إسرائيل الوصول إلى المكبات المركزية الواقعة في المناطق الحدودية التي تسيطر عليها بموجب وقف إطلاق النار، ما يعرف بـ"الخط الأصفر".
ويشكل "الخط الأصفر" حدا فاصلا بين مناطق ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها وأخرى انسحب منها بموجب وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما يستهدف الجنود الإسرائيليون الفلسطينيين الذين يقتربون من هذا الخط دون أن يتجاوزوه أو حتى يقتربوا منه.
والثلاثاء، قالت حركة حماس، إن إسرائيل تفرض قيودا على دخول المساعدات والوقود لغزة منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار.
ورغم انتهاء الحرب بسريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، إلا أن واقع المعيشة لفلسطينيي غزة لم يشهد تحسنا في ظل القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني من الاتفاق.
وعلى مدار نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قدرت بـ 70 مليار دولار.

