قمة المناخ كوب 30.. من هي دولة توفالو ولماذا شنت هجوما لاذعا على الولايات المتحدة؟

وجه ماينا فاكافوا تاليا، وزير المناخ في دولة توفالو، الواقعة جنوب المحيط الهادئ، انتقادات لاذعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية واصفا نهجها تجاه قضايا المناخ بـ"المخزٍ".
وبحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، فإنه من بين ممثلي 193 دولة حاضرين في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم البرازيلية، لم يجرؤ إلا مندوب واحد على اعتلاء المنصة وتوجيه إدانة علنية للإدارة الأمريكية الغائبة عن القمة وهو وزير المناخ في دولة توفالو الصغيرة، وهى جزر مهددة بالاندثار.
وقال تاليا في كلمة خلال قمة المناخ "كوب 30": "انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، وأعتقد أن هذا أمر مخزٍ"، مضيفا: "نحن ننظر إلى الولايات المتحدة من أجل السلام، ولكن يبدو أنهم يسيرون في الاتجاه المعاكس ويجب أن نحملهم المسئولية، مجرد أن الولايات المتحدة دولة أكبر لا يعني وجوب التزامنا الصمت، ما يهمنا هو بقاؤنا".
وأضاف: "لا يمكننا أن نبقى صامتين بينما جزرنا تغرق، لا يمكننا أن نبقى صامتين بينما يعاني شعبنا".
وتوفالو دولة مكونة من جزر مرجانية منخفضة في جنوب المحيط الهادئ وتُعد شديدة الهشاشة أمام ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف العنيفة المتزايدة بفعل أزمة المناخ.
وجاءت إدانة تاليا العلنية في تناقض صارخ مع همسات سرية من مندوبين مصدومين من محاولات واشنطن عرقلة العمل المناخي، لكنهم يخشون ردود فعل انتقامية محتملة من البيت الأبيض.
وتابع تاليا، أمام القادة والدبلوماسيين في "كوب 30" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر "تجاهلا مخزيا لبقية العالم" عندما قرر انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ.
ولطالما عبر ترامب نفسه عن ازدرائه لأزمة المناخ، واصفا إياها بأنها "خدعة" و"وهم"، بينما ألغى القوانين البيئية ومشاريع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، وحث الدول الأخرى على البقاء معتمدة على الوقود الأحفوري.
وفي خطاب أمام الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، قال ترامب للقادة مهاجما السياسات الصديقة للبيئة: "إذا لم تتخلصوا من هذه الخدعة الخضراء فسوف تفشل بلدانكم.. كل هذه التنبؤات التي تصدرها الأمم المتحدة، وغالبا لأسباب سيئة، خاطئة. لقد صدرت عن أشخاص أغبياء".
وفي لندن الشهر الماضي، قامت الولايات المتحدة بتدخل قوي لعرقلة خطة لخفض انبعاثات الشحن البحري الدولي، ويُقال إنها هددت دبلوماسيين من دول أخرى خلال استراحات القهوة في منظمة الملاحة الدولية لفرض إرادتها.
وعلى الرغم من عدم وجود وفد أمريكي لأول مرة في محادثات المناخ الحالية، يشعر بعض المفاوضين بالقلق من تكرار ذلك.
وبحسب "جارديان"، اعترف بعض المفاوضين سرا بأنهم يسيرون بحذر لتجنب رد فعل سلبي من ترامب.
واستطرد أحدهم: "من فضلك لا تجعل الأمر يبدو وكأنني قلت شيئا عن الولايات المتحدة، فأنا لا أريدهم أن يغزوا بلدي أو شيئا من هذا القبيل".
أما الوزير تاليا من توفالو، فلا يخشى ذلك، مشيرا إلى أن إدارة ترامب قطعت بالفعل تمويل التكيف المناخي لبلاده. وقال إنه شاهد خطاب ترامب في الأمم المتحدة في سبتمبر ووجده "مسليًا".
وأضاف: "الرئيس يفرض عقوبات ورسوما، ونحن ليس لدينا أي شيء نتاجر به مع الولايات المتحدة، هذه أزمة أخلاقية، لديه واجب أخلاقي لأن يتصرف، فالعالم ينظر إليه وينظر إلى الولايات المتحدة. نحن نصغي لرئيس الولايات المتحدة.
وأوضح: "كنا نبحث عن الأمل والخيارات، لكن ما حصلنا عليه كان اليأس".
وعن إمكانية استعادة الولايات المتحدة سمعتها المتراجعة دوليا، قال السناتور شيلدون وايتهاوس من رود آيلاند، وهو المسئول الفيدرالي الأمريكي الوحيد في مؤتمر كوب30، إن ذلك يتطلب أن يدرك الأمريكيون أن سياسات ترامب المؤيدة للوقود الأحفوري تغذي أزمة القدرة على تحمل التكاليف.
وأضاف أن هجمات الرئيس الأمريكي على الطاقة النظيفة الضرورية تؤدي إلى ارتفاع فواتير الخدمات، بينما تدفع الظواهر المناخية المتطرفة إلى ارتفاع تكاليف التأمين على المنازل.

