جارديان تتساءل: ماذا بعد الحرب الكلامية بين الصين واليابان حول تايوان؟

ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن اليابان والصين دخلا في حرب كلامية متصاعدة حول تايوان بعد أن ألمحت رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي إلى إمكانية تدخل بلادها عسكريًا في حال حاولت الصين غزو الجزيرة ذات الحكم الذاتي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا التصريح أثار غضب بكين، وأن التوتر بين الجارتين الآسيويتين الرئيسيتين في التجارة أصبح يثير مخاوف من تصعيد محتمل.
كما نوهت الصحيفة إلى أن النزاع بدأ بعد أول خطاب لتاكايتشي أمام البرلمان منذ توليها منصبها الشهر الماضي، حين قالت إن اليابان قد تتدخل عسكريا في حالة صراع بين الصين وتايوان.
وأوضحت "جارديان" أن الدستور الياباني بعد الحرب العالمية الثانية يمنع استخدام القوة لتسوية النزاعات الدولية، لكن قانونا صوت عليه البرلمان في 2015 يسمح باستخدام الدفاع الجماعي في حالات معينة، حتى لو لم تتعرض اليابان مباشرة للهجوم.
وتابعت الصحيفة أن تاكايتشي تنتمي إلى الجناح اليميني للحزب الليبرالي الديمقراطي وتتبع سياسة صارمة تجاه الصين مشابهة لما كان يروج له رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، وأنها ركزت منذ توليها المنصب على تعزيز دفاعات اليابان، خاصة الجزر النائية في بحر الصين الشرقي.
كما أعلنت عن زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي بحلول مارس 2026.
وأشارت الصحيفة إلى أن بكين ردت بغضب، بدءًا من منشور حذف لاحقًا من القنصل الصيني في أوساكا، واستدعت السفير الياباني، وأصدرت تحذيرات للمسافرين والطلاب الصينيين في اليابان، وخصصت وسائل إعلامها مساحات واسعة لتغطية التصريحات، محذرة أن أي تدخل ياباني سيُعتبر عدوانًا سترد عليه الصين بـ"هجوم حازم".
ورأت الصحيفة أن هناك احتمال نشوب حرب مباشرة منخفض، لكن النشاط العسكري المتزايد حول المناطق المتنازع عليها يزيد خطر الحوادث التي قد تتصاعد.
وأشارت إلى أن التوترات قد تؤثر على العلاقات الاقتصادية والسياحية بين الصين واليابان، مع خسائر محتملة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، بينما تحاول اليابان تهدئة الوضع عبر مبعوث رفيع المستوى.
ونوهت "جارديان" بأن رئيس تايوان لاي تشينج تيه شدد على ضرورة أن تلتزم الصين بضبط النفس والتصرف كقوة كبرى تحافظ على السلام الإقليمي، محذرا من أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي.

