حفل توقيع كتاب تحليل الفيلم المصري: من البداية إلى النهاية

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أقيم حفل توقيع لكتاب "تحليل الفيلم المصري: من البداية إلى النهاية"، للكاتب المغربي الدكتور عبدالرزاق الزاهير، وأدار اللقاء الدكتور أيمن صابر، الكاتب والناقد، والذي عرَّف الدكتور عبدالرزاق الزاهير بأنه ناقد أكاديمي وكاتب ومترجم، وله عدد من المؤلفات السابقة على هذا الكتاب، كما أن له عددًا من الترجمات.
ويتحدث الكتاب عن عشرة أفلام مصرية يحللها الكاتب، ووضع منهجًا لكتابه بعمل افتتاحية عن كل فيلم، ثم عرض لأحداث الفيلم، مهتمًّا بصورة المرأة في كل فيلم من تلك الأفلام، وفي بعض الأفلام قدم المرأة برؤية مغايرة لرؤية المشاهد العادي.
واختار الكاتب عبدالرزاق الزاهير أفلام "اللص والكلاب"، و"الأرض"، و"البوسطجي"، و"أفواه وأرانب"، و"البريء"، و"الطوق والإسورة"، و"الراعي والنساء"، و"السقا مات"، و"عمارة يعقوبيان"، و"هي فوضى"، ويلعب هذا الكتاب دورًا في تعريف الأفلام المصرية وتحليلها بعمق وبأسلوب أكاديمي منهجي.
وقد تحدث عن الكتاب الدكتور وليد سيف، الذي كتب مقدمة الكتاب، مؤكدًا أن الزاهير لم يكتفِ بقراءة الأفلام مع بداياتها الأولى، ثم النظر إلى نهاياتها إنما يعود أيضًا من النهايات إلى البدايات، باحثًا في فصول الفيلم محللًا مراحله ومشاهده بلقطاتها ومحتواها وتفاصيلها البصرية والسمعية، وهو مع البدايات قد لا يبدأ من تحليل المشاهد الأولى فحسب، وإنما كثيرًا ما يرجع إلى ما قبلها، مع البوستر أو الملصق الدعائي والجنيريك أو شارة البداية الذي قد تتخلله في بعض الحالات مشاهد ولقطات، وكلاهما يعدان بلا شك مقدمة تمهيدية للفيلم ولتهيئة المشاهد لما سيراه، ومن المفترض أن تكون من العناصر الجاذبة للمشاهد ليتلقى أحداث الفيلم باهتمام وشغف.
وقالت الدكتورة منى الصبان، أستاذ في المعهد العالي للسينما، بأكاديمية الفنون، إنها ترى أن فيلم "البريء" هو أهم فيلم في السينما المصرية، مشيدة بالملاحظات التي دوَّنها المؤلف في آخر كل فيلم، مقترحة أن يعرض المؤلف كتابه على ناقد فني مصري ليقرِّب المصطلحات الموجودة بمتن الكتاب للقارئ المصري، وترى أن هذا أمر مهم، لما يمثله الكتاب من قيمة نقدية فنية يمكن الاستفادة منها، معربة عن أملها أن يضيف الكاتب عددًا من الأفلام الأخرى، وعلى رأسها فيلم "الزوجة الثانية".
وقالت الكاتبة والناقدة السينمائية فايزة هنداوي إن اختيار الكاتب لتلك الأفلام على وجه التحديد، أنه اختار أفلامًا قد يكون بعضها قد قتل بحثًا، ومع ذلك فإنه يقدم رؤية جديدة لها، والكتاب إضافة حقيقية إلى المكتبة العربية، ورغم غموض بعض المصطلحات فإن السياق يفسرها، فلا يمكننا نفي مغربية الكاتب ولا ثقافته المغربية ولا الفرنسية، مقترحة أن يتم شرح المصطلحات الغامضة على القارئ المصري بشكل موسع.
وأكد الدكتور أيمن صابر أن الكتاب قد اهتم بشخصية المرأة، واستنباط مواطن الإبداع لديها، وهذا ما يوضح أن رؤية الكاتب لتلك الأفلام لا تتفق بالضرورة مع رؤى مخرجي تلك الأفلام، فهو لا يتمتع بثقافة عربية فقط، وإنما ساعدته ثقافته الغربية على توسيع الرؤية التي عرض بها تلك الأفلام وناقشها بها.
وشرح المؤلف منهجه في عرض الأفلام وتحليلها، ولماذا عنون كتابه الفيلم المصري وليس السينما المصرية، ولماذا قال من البداية إلى النهاية ولم يقل بداية ونهاية كي لا يختلط على القارئ مع رواية نجيب محفوظ "بداية ونهاية".
وأوضح أن اختياره للأعمال كان في جزء منه اعتباطيًّا، وجاءت قراءته لتلك الأفلام قراءة تفاعلية، ويرى أن القارئ العادي قد يصعب عليه نسبيًّا فهم لغة الكتاب، لا سيما المصطلحات الواردة بالكتاب، لكنه يحاول إنتاج خطابًا عالمًا بتفاصيل ودقائق السينما، كما أنه يؤكد ألا قيمة للمضمون خارج الشكل.

