الزمان
جريدة الزمان

منوعات

كيف تتغير حسابات الفجر؟ قراءة في تطور أنظمة تحديد موعد الأذان واستعدادات رمضان القادم

-

يُعد الفجر أول أوقات الصلاة الخمس، وهو بداية يوم المسلم بكل تفاصيله الروحية والعملية. ولذلك يولي الناس أهمية كبيرة لمعرفة موعد اذان الفجر بدقة، خصوصاً مع الاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية الحديثة في تحديد دخول الوقت الشرعي. وتزامناً مع اقتراب رمضان، تزداد الحاجة إلى مصادر تتيح للمستخدم معلومات دقيقة حول مواعيد السحور والإمساك، مما يجعل البحث عن امساكية شهر رمضان جزءاً أساسياً من استعدادات الأسر العربية.

لطالما اعتمد المسلمون عبر التاريخ على مراقبة الضوء الأبيض المنتشر في الأفق الشرقي لمعرفة بداية الفجر الصادق. ولكن دخول العصر الحديث سمح باستخدام أدوات فلكية دقيقة تعتمد على حسابات الشمس والظلال والانحراف، ما جعل معرفة الوقت الشرعي أكثر دقة وموثوقية. ومع ارتباط تفاصيل الحياة الآن بالتقويمين الهجري والميلادي، أصبح الناس يحتاجون أيضاً إلى معرفة التواريخ وفق التقويم الميلادي 2026 لتنسيق أعمالهم وتعليمهم وسفرهم.

دقة حساب الفجر بين الفلك والشرع

لتحديد وقت الفجر، تعتمد الهيئات الفلكية على زاوية انخفاض الشمس تحت الأفق، والتي تتراوح عادة بين 17 و18 درجة حسب المعايير الشرعية المتبعة في كل دولة. كل درجة واحدة قد تغيّر بداية الفجر عدة دقائق، لذلك تلجأ الجهات المختصة إلى استخدام نماذج فلكية دقيقة تتوافق مع الضوابط الشرعية في كل بلد.

وقد أدى هذا التطور إلى ظهور فروقات واضحة بين بعض المدن رغم قربها الجغرافي. فالمدن الساحلية مثلاً قد يسبق فيها ضوء الفجر المدن الجبلية بسبب اختلاف زاوية الأفق، كما أن المدن الشمالية تختلف عن الجنوبية بسبب الميل السنوي للشمس. ولهذا السبب أصبح الاعتماد على مناطق زمنية عامة غير كافٍ، بل يحتاج المستخدم مصدرًا يعطيه الوقت الدقيق لمدينته.

ومع الطلب الكبير على الدقة، تقدم الأنظمة الرقمية الحديثة تنبيهات فورية للوقت المتبقي على الأذان، وتعرض تغيّر وقت الفجر اليومي، الأمر الذي يمنح المستخدم قدرة أكبر على ضبط روتينه قبل الذهاب للعمل أو الدراسة.

أهمية الإمساكية خلال رمضان

تشكل امساكية شهر رمضان أحد أهم الأدوات التي يعتمد عليها المسلمون كل عام لمعرفة مواعيد الصلوات، ووقت السحور، ووقت الإمساك، ووقت الإفطار. وهي تختلف من مدينة لأخرى حسب موقعها الجغرافي وارتفاعها عن سطح البحر. كما تختلف الإمساكيات بين الدول الإسلامية وفق اختلاف أساليب حساب الفجر.

وتزداد أهمية الإمساكية في بداية الشهر لأنه الوقت الأكثر حساسية لضبط موعد السحور وتفادي الأكل بعد دخول وقت الفجر. ومع توفر المعلومات الرقمية، أصبح بإمكان المستخدم تسجيل تنبيهات تلقائية أو تحميل جدول الإمساكية الخاص بمدينته دون الحاجة للبحث المتكرر.

ويعتمد الكثير من الناس على الإمساكيات أيضاً في تنظيم جدول العمل خلال الشهر، وتحديد الوقت المناسب للنوم والسحور والإعداد لصلاة التراويح والقيام. وقد دخلت الإمساكيات اليوم في التطبيقات الصحية التي تربط ساعات الصيام بمعدلات النشاط والحرق وغيرها.

التقويم الميلادي 2026 ورمضان

يترقب الناس توقيت رمضان وفق التاريخ الميلادي لأسباب متعددة، أبرزها تنظيم الإجازات والاختبارات والمناسبات المهنية والاجتماعية. ورغم أن تحديد بداية رمضان يعتمد على رؤية الهلال، فإن التوقعات الفلكية الأولية تساعد على التخطيط المسبق.

ويتوقع خبراء الفلك أن يتزامن رمضان 2026 مع فترة معتدلة نسبيًا من حيث المناخ وعدد ساعات النهار، مما يتيح صياماً أقل مشقة في كثير من الدول العربية مقارنة بالسنوات السابقة. ومع ذلك، تبقى الفروقات بين الدول قائمة، كما تختلف ساعات الصيام داخل الدولة الواحدة بين المناطق الساحلية والداخلية.