الدارك ويب.. العالم المظلم الذي يهدد أمن المجتمعات

في الوقت الذي تتسارع فيه تكنولوجيا الاتصال، يظل "الدارك ويب" أحد أكثر زوايا الإنترنت غموضًا وخطورة، حيث يشكّل مسرحًا خفيًا للجرائم الإلكترونية وشبكات الاتجار بالمعلومات والمواد المحظورة، بعيدًا عن أعين الرقابة والقوانين.
يُعرَّف الدارك ويب بأنه الجزء العميق من الإنترنت الذي لا يمكن الوصول إليه عبر المتصفحات التقليدية، ويحتاج لبرمجيات خاصة مثل Tor للوصول إليه. ورغم أن له استخدامات مشروعة أحيانًا تتعلق بالخصوصية، إلا أن الوجه الأكثر انتشارًا له هو الأنشطة الإجرامية.
شبكات تجارة غير شرعية
تحوّل الدارك ويب خلال السنوات الأخيرة إلى سوق سوداء عالمية، يتم عبرها تداول:
المخدرات بأنواعها
الأسلحة
البيانات البنكية المسروقة
الوثائق المزورة
أدوات القرصنة الإلكترونية
ويتم كل ذلك عبر عملات رقمية يصعب تعقّبها، مما يُغري المجرمين باتخاذه مساحة آمنة لممارسة أنشطتهم.
تهديد مباشر للأمن الإلكتروني
يشكل الدارك ويب بيئة خصبة لتبادل أدوات الاختراق واستئجار الهاكرز، وهو ما يرفع من معدلات الهجمات الإلكترونية التي تستهدف:
المؤسسات الحكومية
الشركات الكبرى
البنوك
الأفراد
وتؤكد تقارير أمنية عالمية أن الكثير من الهجمات الكبرى بدأت من غرف مظلمة على هذا الويب الخفي.
استغلال الأطفال والابتزاز
من أخطر ما يُتداول عبر الدارك ويب منصات تستغل الأطفال وتروّج لمحتوى غير إنساني، إضافة إلى شبكات للابتزاز والتشهير تهدد حياة أفراد وعائلات بالكامل.
صعوبة الملاحقة القانونية
ورغم الجهود الدولية، ما يزال تعقّب الجناة في الدارك ويب تحديًا كبيرًا بسبب:
التشفير القوي
عدم وجود هوية حقيقية للمستخدمين
تنقّل الخوادم وتعددها عبر بلدان مختلفة
تحذيرات متزايدة
تحذر الجهات الأمنية حول العالم من محاولة الدخول لهذا العالم دون خبرة، لأنه قد يعرض المستخدم للاختراق أو المراقبة أو حتى توريطه في جرائم معلوماتية دون قصد.
الدارك ويب ليس مجرد مساحة "مخفية" من الإنترنت، بل عالم موازٍ مليء بالجرائم، يهدد الأمن الفردي والمجتمعي على حد سواء. ومع تزايد نشاط العصابات الإلكترونية، تصبح التوعية بخطورته ضرورة ملحّة لحماية الشباب والمستخدمين من الوقوع في فخ هذا العالم المظلم.

