الزمان
جريدة الزمان

فن

فى ذكرى ميلاده.. أهم كواليس «مجنون الفن.. يوسف شاهين»

يوسف شاهين
آية محمد -

«الأستاذ»، «العالمي»، «العبقري»، «المجنون»، ألقاب عديدة أطلقت على المخرج الراحل «يوسف شاهين» طوال مسيرته الفنية، فعبقريته الإخراجية جعلت كل من يشاهد أفلامه يفكر فيها كثيرًا لما تحويه من أفكار سواء مباشرة أو مخفية وراء الكثير من المشاهد، فأفلام «شاهين»، لا يمكنك فهمها من مشاهدتها مرة واحدة، ولا يمكنك فهمها وانت تشاهدها وتفعل شىء آخر، فهى الأفلام العميقة التى تأخذك لعالمها ولفنها الخاص بها، ، فأصبح اسمه أيقونة للعبقرية التي وصلت حد الجنون.

يحل اليوم 25 يناير ذكرى ميلاد العبقري «يوسف شاهين»، وبهذه المناسبة ترصد «الزمان» أهم محطاته الشخصية والفنية.

نشأته

هو يوسف جبرائيل شاهين، ولد بمدينة الإسكندرية، في أسرة متوسطة الحال، لأب لبناني مسيحي الديانة، وأم مصرية من أصول يونانية، وعلي الرغم من إنتمائه لأسرة متوسطة الحال، إلتحق يوسف شاهين بمدارس خاصة منها كلية "فيكتوريا"، والتي حصل بها يوسف شاهين علي شهادة الثانوية، إلي أن التحق بجامعة الإسكندرية ليمكث بها عام واحد ثم يسافر إلي الولايات المتحدة الأمريكية، لدراسة الإخراج المسرحي بمعهد "باسادينا"

خطأ جعله يدرس الإخراج بأمريكا

وبعد شهور من التحاقة بالمعهد، وبسبب الحالة المادية السيئة للأسرة، أرسل له والده جواب يطلب منه العودة لمصر، لأنه لم يعد بمقدوره إرسال رسوم الالتحاق بالمعهد، فيقرر شاهين العودة لمصر والتخلي عن حلم الإخراج الذي سافر من أجله، ليفاجأ أن والده أرسل له مبلغ أكبر مما اعتاد عليه، فيستمر ملتحقا بالمعهد، ليكتشف بعد سنوات مع إنتهاء فترة إلتحاقه به أنه مدان للجامعة بمبلغ 700 جنيه، وأن الجامعة أرسلت له تلك الأموال عن طريق الخطأ.

بداياته

بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي  للدخول في العمل بصناعة الأفلام، وكان أول فيلم له هو بابا أمين 1950، وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل 1951، في مهرجان أفلام كان، وفي 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ.

ظهوره في أفلامه

نجد يوسف شاهين يظهر في بعض اللقطات في أفلامه، من بينها عندما صرخ في أحد مساعديه قائلا "يمين إيه هتخش في الحيط" في فيلم "حدوتة مصرية"، وظهوره الخاص في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف، وقام أيضا بأداء بعض الأدوار، كدوره المميز في فيلم "باب الحديد"، الذي جسد خلاله شخصية "قناوي"، ومشاهده القصيرة في فيلم "اسماعيل يس في الطيران"، لتصبح جملته "هايل يا سمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي" أحد أشهر الافيهات في تاريخ السينما، كما أدي أدوارا كاملة في أفلام من إخراجه منها "إسكندرية نيو يورك" و"اليوم السادس" و"فجر يوم جديد".

القدر جعله يخرج «صلاح الدين» بدلا من عز الدين ذو الفقار

فيلم "الناصر صلاح الدين"، والذي يعد أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية في الـ 100 عام السابقة، لم يكن من نصيب يوسف شاهين من البداية، حيث كتب الفيلم ليخرجه المخرج عز الدين ذو الفقار، لكن يشاء القدر أن يمرض ذو الفقار، ويوصي يوسف شاهين بإخراج الفيلم إذا جاء أجله، ووافته المنية، ويترك نص "الناصر صلاح الدين" بحوزة يوسف شاهين، ليصبح بذلك هو مخرج أهم أفلام السينما المصرية.

سبته أم كلثوم بـ«يا ابن المجنونة»

لم يكن يوسف شاهين من "سميعة" الست أم كلثوم ومحبيها، فقد نشأ في منزل يتحدث لغات كثيرة، وسافر لأمريكا وعاش في صخب الأغاني والرتم الغربي، إلا أنه وبعد تكريمه من قبل جمال عبد الناصر بعد فيلم "الناصر صلاح الدين"، رغبت السيدة أم كلثوم في مقابلة يوسف شاهين ليخرج لها أحد حفلاتها، ليجد فجأة الجميع يتصلون به، ويقول له أحدهم "الست عايزة تشوفك" ليجيب "ما تعوز"

وأخيرا يلبي شاهين رغبة الست في مقابلته، ويتحدثا معا في الحفلة الغنائية التي سيخرجها لها شاهين، فيسألها شاهين عن كلمات الأغنية التي سيخرجها لها، فتسرد له كلمات أغنية "طوف وشوف"، فيرد شاهين ساخرا "دي هبلة أوي يعني، طوف وشف إيه والعجلة والمدخنة، دي أي حمار يعملهالك"، فردت عليه بـ"يا ابن المجنونة"، ومنذ ذلك الحين يقول يوسف شاهين "من هنا بدأت أحبها وأحببت لسانها الطويل وخفة ظلها وتركيزها وروحها المرحة، لدرجة أننى كنت أقول للممثلين تعلمّوا من إحساس أم كلثوم فى أغانيها

أفلام يوسف شاهين

قدم يوسف شاهين عددا من الأفلام الهامة في تاريخ سينما مصر، من بينها فيلم "الناصر صلاح الدين" و"صراع في الوادي" و"صراع في المينا" و"المصير" وغيرها من العلامات في السينما المصرية، ليكون أخرها فيلم "هي فوضي"، مع النجم خالد صالح ومنه شلبي.

جوائز حصدها العبقري

وفي سنة 1970 يفوز يوسف شاهين بالجائزة الذهبية بمهرجان قرطاج، ليفوز بعدها بجائزة الدب الفضي عن فيلم "اسكندرية ليه" سنة 1978، وهو الفيلم الأول من أعمال تروي عن حياته الشخصية، والذي أعقبه ثلاثة أفلام أخري وهي "حدوتة مصرية" و"اسكندرية كمان وكمان" و"اسكندرية نيويورك".

وفي عام 1997، وبعد 46 عام وخمس دعوات سابقة، فاز يوسف شاهين بجائزة اليوبيل الذهبي بمهرجان كان السينمائي في دورته الـ50، لمنح في سنة 2006، مرتبة ضابط في لجنة الشرف من فرنسا.

أوصي بخروج جسمانه من مسجد عمر مكرم

قال المخرج عمر زهران، أنه يوسف شاهين أوصي قبل موته بأن يخرج جثمانه من مسجد عمر مكرم بالقاهرة، مؤكدا أن المخرج خالد يوسف دار بينه وبين يوسف شاهين هذا الحوار وأكد أن شاهين أوصي بهذا الأمر، لكن لم تنفذ تلك الوصية.

مرضه ووفاته

رحل مجنون الفن، في الساعة الثالثة فجرا، يوم الأحد 27 يوليو سنة 2008، عن عمر يناهز الـ 82 عام، بعد أن أصيب بعددة جلطات متتالية في المخ، ليدخل في غيبوبة لستة أسابيع، ثم يموت، تاركا خلفه مجموعة من إبداعاته، تمثل بحق إرثا في تاريخ سينما مصر.

slot online