ضحايا الاعتداء الجنسي يخرجون عن صمتهم ويكشفوا كوارث جديدة ضد ”جيفري إبستن”

كسرت ست من ضحايا المجرم الجنسي جيفري إبستين صمتهن للتعبير عن خيبة أملهن إزاء المجموعة الأخيرة من الملفات التي أفرجت عنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قضية الممول الراحل.
وفي التفاصيل، أفرجت وزارة العدل الأمريكية يوم الجمعة عن 600 ألف صفحة من الصور والوثائق التي لم تُنشر من قبل والمتعلقة بالممول الملياردير الراحل.
لكن النقاد اتهموا الإدارة بأنها ضربت عرض الحائط بأمر يقضي بنشر كافة المعلومات ذات الصلة دون أي تنقيح غير ضروري، وذلك بعد أن تبين أن أجزاء ضخمة من الملفات قد طُمست تمامًا باللون الأسود.
كما اعترفت وزارة العدل بأن مجموعة الوثائق التي أُفرج عنها لم تكن شاملة، وأنه سيتم الكشف عن المزيد من الصور والملفات في تاريخ لاحق غير محدد.
وأثارت هذه الاكتشافات غضبًا عارمًا من جانب متهمي إبستين وضحاياه، الذين انتقدوا "نقص الشفافية" المحيط بالوثائق.
وقالت مارينا لاسييردا، وهي واحدة من النساء اللواتي قلن إنهن نجين من اعتداء جنسي على يد إبستين، عندما كانت هي في سن الرابعة عشرة، إنها تريد رؤية قدر أكبر من الشفافية من جانب وزارة العدل، معربة عن مدى إحباطها من عدم الإفراج عن جميع الملفات حتى الآن.
وأضافت: "فقط انشروا الملفات، وتوقفوا عن طمس الأسماء التي لا تحتاج إلى طمس"، مشيرة إلى أنها تشكك في قول الإدارة إنها تهدف إلى الشفافية: "في البداية، كانوا يصفون ادعاءاتنا بأنها خدعة، أليس كذلك؟ الآن يقولون: نحن نصدقكن، وسننشر الملفات، ومع ذلك لم تنشروا الملفات بعد، وحتى ما نُشر ليس شفافًا بالكامل".
ولفتت إلى أن "الكثير من الصور" التي نُشرت في عمليات ضخ البيانات كانت "غير ذات صلة" تمامًا بالقضية. وقد قدمت تلك الصور الاستثنائية لمحة من وراء الكواليس لـ"وكر" إبستين في مانهاتن وأنشطته المنحطة.
وأردفت: "لقد خُذِلنا، انتظرنا هذا اليوم لتقديم هؤلاء الرجال الآخرين الذين تمت حمايتهم إلى العدالة".
وكانت لاسييردا شاهدة رئيسية في تحقيقات عام 2019 التي أدت إلى اعتقال إبستين وتوجيه تهم الاتجار بالجنس إليه.
وأبدت جيس مايكلز، وهي واحدة من أوائل ضحايا إبستين المعروفين، مخاوف مماثلة في حديث مع صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث صرحت قائلة: "إنهم يثبتون كل ما كنا نقوله عن الفساد والعدالة المتأخرة. ما الذي يحمونه؟ التستر مستمر".
واتهمت مايكلز إبستين بالاعتداء عليها جنسيًا عندما كانت راقصة تبلغ من العمر 22 عامًا في عام 1991. وكانت مايكلز صريحة في حملتها للمطالبة بالإفراج عن جميع الملفات التي جمعتها وزارة العدل على مر السنين بشأن إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل، التي تقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا لدورها في جرائمه المقززة.
كما أوضحت ماريك شارتوني يوم الجمعة، وهي التي قالت إن إبستين اعتدى عليها جنسيًا عندما كانت في العشرين من عمرها، قائلة: "إذا كان كل شيء مطموسًا، فأين هي الشفافية؟".
وفي حديث لشبكة CNN، قالت ليزا فيليبس، وهي من متهِمي إبستين، إنها تعتقد أن السلطات المسئولة عن النشر يوم الجمعة كانت "تحمي نفسها وليس الضحايا"، مردفة: "أشعر أن لديهم الكثير من المعلومات للبدء في ربط النقاط ولكي يحصل الناجون على العدالة، ولكن كما ترون، نحن مستمرون في رؤية المماطلة". وتصر فيليبس على أنها تعرضت لسنوات من الانتهاكات على أيدي إبستين وشركائه.
وكانت ماريا فارمر من الضحايا القلائل اللواتي وجدن جوانب إيجابية في معلومات يوم الجمعة، حيث حصلت أخيرًا على ما يثبت صحة كلامها بعد سنوات من إصرارها على أنها قدمت شكوى بشأن إبستين إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قبل سنوات من بدء التحقيق معه في جرائمه الجنسية.
وبينما تم الإفراج عن أكثر من 13 ألف ملف يوم الجمعة تضم مئات الآلاف من الصفحات، اشتكى نقاد آخرون من أن الوثائق ليس من السهل البحث فيها، بل يجب فحصها بدقة لاستخراج المعلومات منها.

