الزمان
جريدة الزمان

خارجي

تتصدرها إيران وغزة.. 6 ملفات على طاولة نتنياهو وترامب الاثنين

-

6 ملفات من المتوقع أن تكون مطروحة على طاولة اجتماع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا مساء اليوم الاثنين.

وتتصدر غزة وإيران جدول أعمال الاجتماع السادس بين نتنياهو وترامب منذ بداية عام 2025.

لكنهما سيبحثان أيضا ملفات سوريا ولبنان والمساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وأخيرا طلب ترامب من نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ منح نتنياهو عفوا في محاكمته بتهم فساد.

ومساء الأحد، وصل نتنياهو إلى فلوريدا في زيارة قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، إنها تستمر 5 أيام ويستهلها بلقاء تحضيري مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وأفادت بأنه "خلال تواجد نتنياهو بالولايات المتحدة، سيتولى وزير العدل ياريف ليفين مهام القائم بأعمال رئيس الحكومة، فيما يُمنح وزير الدفاع يسرائيل كاتس الصلاحية لعقد جلسات المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" عند الحاجة".

وسلكت طائرة نتنياهو "جناح صهيون" مسارًا أطول من المعتاد (عبر اليونان وإيطاليا وفرنسا)، لتجنب التحليق فوق دول قد تنفذ مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الحكومة"، وفقا للهيئة.

وهذه المذكرة أصدرتها المحكمة في 2024؛ جراء ارتكاب نتنياهو جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين خلال حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة يوم 8 أكتوبر 2023.

1- إيران

يحاول نتنياهو وضع ملف إيران على رأس جدول أعمال اجتماعه مع ترامب.

وبحسب هيئة البث "من المتوقع أن يعرض نتنياهو معطيات استخباراتية يقول إنها تبرهن على نجاح إيران في ترميم برنامجها للصواريخ الباليستية".

و"يسعى نتنياهو إلى الحصول على ضوء أخضر أمريكي لشن هجوم ضد أهداف إيرانية"، وفقا للهيئة.

وفي يونيو الماضي شنت إسرائيل بدعم أمريكي حربا على إيران استمر 12 يوما، وردت عليها طهران، قبل أن تعلن الولايات المتحدة وقفا لإطلاق النار.

2- غزة

في المقابل تفيد تقديرات إسرائيلية بأن ترامب يريد أن يضع تطبيق المرحلة الثانية من خطته لإنهاء الحرب في غزة على رأس جدول أعمال الاجتماع.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الاثنين: "أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من احتمال أن تُجبر تل أبيب على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة دون عودة الرهينة الأخير".

وتخشى إسرائيل أن تُضطر إلى ذلك "دون عودة (جثة) الرقيب ران غو فيلي، ودون التزاماتٍ راسخة بنزع سلاح حماس وتجريد القطاع من السلاح"، وفقا للصحيفة.

وحتى اليوم ترهن إسرائيل بدء المرحلة الثانية باستلامها جثة الأسير الأخير بغزة، بينما تقول "حماس" إن الأمر قد يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل جراء الإبادة.

وتابعت الصحيفة: "ثمة مخاوف في إسرائيل من أن الأمريكيين قد يطالبون بمزيد من الانسحابات الإسرائيلية وفتح معبر رفح (بين غزة ومصر) في الاتجاهين، ومن المتوقع أن يطلب نتنياهو ضمانات قبل الموافقة على الانتقال إلى المرحلة الثانية".

و"من بين هذه الضمانات التزام بعودة (جثة) فيلي وتأكيدات قاطعة بنزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح"، بحسب الصحيفة.

وأردفت: "يشعر المسؤولون الإسرائيليون بقلقٍ بالغ إزاء إشارات الولايات المتحدة إلى عباراتٍ مبهمة حول "إخراج السلاح من الخدمة"، بدلا من نزع السلاح الكامل".

واستطردت: "تخشى إسرائيل أن يُتيح هذا الغموض لحماس نقل الأسلحة إلى مخازنها".

وترفض "حماس" نزع سلاحها، وتقترح تجميده أو تخزينه، وتشدد على أنها حركة "مقاومة" لإسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن "الانتقال إلى المرحلة الثانية يعد أحد أبرز نقاط الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقد تزايد الاستياء في أوساط ترامب بسبب ما تعتبره واشنطن ردود فعل متسرعة ومتهورة من إسرائيل وعرقلتها المزعومة لتنفيذ الاتفاق".

وأفادت بأن "نتنياهو سيطلب أيضًا تفاصيل حول كيفية عمل قوة الاستقرار الدولية (مزمع نشرها في غزة) التي تُشكّلها الولايات المتحدة".

وتابعت: "من المتوقع أن يُعيد نتنياهو التشديد على أنه لا يمكن لتركيا وباكستان أن تكونا جزءًا من هذه القوة".

لكن "استنادًا إلى تجارب سابقة، قد يحاول ترامب التوسط، دافعًا بأن تركيا لاعب رئيسي في إعادة إعمار غزة، والتقدم بدونها سيكون صعبًا"، كما استدركت الصحيفة.

وأردفت: "يُقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأنه إذا أصبح التواجد التركي هو الفيصل بين نجاح خطة ترامب وفشلها، فقد يدرك نتنياهو مجددًا أن ترامب عندما يُريد شيئًا يعرف كيف يفرض إرادته".

و"وفقًا للتقييمات الإسرائيلية، يُتوقع أن يعلن ترامب عن الانتقال إلى المرحلة الثانية وإنشاء قوة الاستقرار في يناير المقبل"، بحسب الصحيفة.

3- سوريا

يعتبر الملف السوري أحد الملفات المهمة خلال اجتماع ترامب ونتنياهو.

و"ثمة خلاف بين الجانبين بشأن سوريا، إذ ترى الولايات المتحدة ضرورة منح القيادة الجديدة فرصة، بينما تخشى إسرائيل من ضغوط عليها للانسحاب من مناطق ذات أهمية استراتيجية"، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وأضافت الصحيفة أن "واشنطن تسعى إلى التوصل لاتفاق أمني (بين دمشق وتل أبيب) في أسرع وقت ممكن".

واستدركت: "لكن مسؤولاً إسرائيليًا حذر من أنه بالنظر إلى خطاب وسلوك قوات (الرئيس السوري أحمد) الشرع، فعلينا توخي الحذر الشديد وعدم التسرع".

وبوتيرة شبه يومية تتوغل قوات إسرائيلية في أراضٍ سورية، ولاسيما في ريف القنيطرة (جنوب)، وتعتقل سوريين وتقيم حواجز لتفتيش المارة والتحقيق معهم، فضلا عن تدمير مزروعات.

ومنذ 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر العام الماضي وأعلنت انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة عام 1974، واحتلت المنطقة السورية العازلة.

وتتفاوض دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، وتشترط سوريا أولا عودة القوات الإسرائيلية إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر 2024، حين أطاحت فصائل سورية بنظام بشار الأسد بعد 20 عاما بالحكم.

4- لبنان

"فيما يتعلق بلبنان، تتفق إسرائيل والولايات المتحدة إلى حد كبير"، وفقا لـ"يديعوت أحرونوت".

وتابعت: "يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الجيش اللبناني يتحرك ببطء شديد، وبعيد كل البعد عن نزع السلاح (الخاص بحزب الله) في جنوبي لبنان، وإذا لم يظهر بديل، فقد تُوجّه إسرائيل ضربة أخرى لحزب الله".

و"حاليا، تميل إسرائيل إلى الحفاظ على سيطرتها على مناطق محددة، ومواصلة العمليات (الغارات) حسب الحاجة، ومراقبة التطورات عن كثب، والبقاء على أهبة الاستعداد للتحرك"، وفقا للصحيفة.

بدورها رأت القناة 13 الإسرائيلية الاثنين أن "قوة رياح الحرب في لبنان تزداد، ويبدو أن قضية نزع سلاح حزب الله أكثر إلحاحا بالنسبة لإسرائيل".

و"يُتوقع أن يناقش نتنياهو هذه القضية مع ترامب، وقبل إعلان الحكومة اللبنانية المتوقع في 5 يناير انتهاء عملية نزع سلاح حزب الله بجنوبي لبنان بنجاح، سيطلب من ترامب الضوء الأخضر لتصعيد الهجمات في لبنان"، بحسب القناة.

ويرفض "حزب الله" نزع سلاحه، ويدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوان على لبنان بدأته في أكتوبر 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة.

ويوميا تخرق إسرائيل اتفاقا لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" بدأ في 27 نوفمبر 2024، مما خلّف مئات القتلى، كما تحتل 5 تلال لبنانية إضافة لمناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

5- المساعدات العسكرية

عادة ما تكون المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل أحد أبرز الملفات في اجتماعات قادة البلدين.

وتحرص واشنطن وتل أبيب على الاحتفاظ لإسرائيل بتفوق نوعي عسكري على بقية دول المنطقة.

لكن مؤخرا برزت خلافات بين الحليفتين بشأن احتمال بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز "أف- 35" إلى دول في المنطقة، بينها تركيا والسعودية.

وفي نوفمبر الماضي، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن وثيقة لسلاح الجوي الإسرائيلي إن "التفوق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط يعتمد على الحفاظ على الوصول الحصري إلى طائرات الشبح من الجيل الخامس (مقاتلات إف-35)".

6- العفو عن نتنياهو

من المتوقع أن يتطرق ترامب ونتنياهو إلى استمرار محاكمة الأخير بتهم فساد، بالتوازي مع دراسة طلب العفو عنه الذي قدّمه إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بدعم أمريكي.

ففي 12 نوفمبر الماضي طلب ترامب رسميا من هرتسوغ إصدار عفو عن نتنياهو، ولاحقا تقدم الأخير بطلب لمنحه العفو، فيما قال الرئيس الإسرائيلي إنه يدرس الطلب.

وأثار طلب ترامب انتقادات واسعة داخل إسرائيل مع اتهامات له بالتدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية والإضرار بالمساواة أمام القانون.

ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات فساد تستلزم سجنه في حال إدانته.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.