القضية اللى هى.. المسرح يعيد قضية ظل الحمار إلى الجمهور

تواصل مسرحية «القضية اللى هى» تقديم ليالى عرضها على عدد من المسارح، من بينها الريحانى وتياترو، مستعيدة واحدة من أشهر الحكايات الرمزية فى المسرح العالمى، «قضية ظل الحمار»، فى معالجة ساخرة تكشف تناقضات المجتمع، وتضع العدالة نفسها موضع مساءلة.
تنطلق أحداث العرض من خلاف بسيط بين طبيب أسنان وتاجر حمير، بعدما استأجر الطبيب حمارًا للسفر فى يوم شديد الحرارة. يتوقف الطبيب فى منتصف الطريق ليستظل بظل الحمار، ليعترض التاجر، معتبرًا أن الاتفاق كان على استئجار الحمار كوسيلة مواصلات فقط، لا ظله. يتحول الخلاف العبثى إلى قضية رأى عام، تصل إلى أروقة القضاء، وتتشعب خيوطها لتفضح بنية اجتماعية مأزومة، ينقسم فيها المجتمع إلى طبقتين فقط: أغنياء وفقراء، مع غياب شبه كامل للطبقة الوسطى.
وعلى مدار تصاعد الأحداث، تتحول «القضية» إلى فرصة للاستغلال، لا من طرفى النزاع فقط، بل من جميع المحيطين بها، من القاضى إلى المحامين، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة، فى مرآة ساخرة لعالم لا تُدار فيه العدالة بمنطق الحق، بل بمنطق المصالح.
بطل العرض الفنان عمرو وهبة أكد أن «القضية اللى هى» تمثل أولى تجاربه المسرحية، واصفا المسرح بأنه فن «له سحر خاص لا يشبه التليفزيون أو السينما». وقال وهبة: قررت خوض التجربة لأن المسرح مساحة مختلفة تمامًا، وممتعة، ولم أمارسه من قبل، بالإضافة إلى أن العمل مع المخرج وليد طلعت كان حلمًا لدى منذ أول عرض شاهدته له.
وأعرب وهبة عن سعادته الكبيرة بردود أفعال الجمهور، خاصة اندهاشهم من كون العرض أولى تجاربه على خشبة المسرح، مضيفًا: أؤمن أن أى ممثل يجب أن يمر بتجربة المسرح، فهو أشبه بالجيم بالنسبة للممثل، تمرين حقيقى دون ضغوط إنتاجية أو سباق مع مواسم العرض، ويمنح الفنان ما نفتقده فى التليفزيون والسينما: التفاعل الحى مع الجمهور.
وعن استعداده للشخصية، أوضح وهبة أن النص قُدم سابقًا بعنوان «قضية سنبل»، وكان الفنان مروان فارس يؤدى فيه دور القاضى، وهو الدور الذى يجسده حاليًا. وقال: شاهدت العرض سابقًا كمُتفرج، وقبل بدء البروفات أعدت مشاهدته، لكننى حرصت على تقديم الشخصية بروحى الخاصة، بما يتناسب مع رؤيتى ومع طبيعة العرض الحالى.
وشدد وهبة على أن فكرة البطولة لم تكن شغله الشاغل، مؤكدًا أن العرض يقوم على البطولة الجماعية، وأن تصدره للملصق الدعائى لا يعنى كونه البطل الأوحد، بل بحكم حضوره الأكبر على الشاشة، مضيفًا: ما كان يشغلنى هو تأثير الدور، لا حجمه.
المخرج وليد طلعت ليس غريبًا على نص «قضية ظل الحمار»، إذ قدمه للمرة الأولى مع فريق مسرح الجامعة الألمانية تحت عنوان «قضية سنبل»، ثم أعاد تقديمه عام 2021 بشكل تجارى على مسرح طيبة والهوسابير، محققًا نجاحًا انعكس على أبطاله، وفى مقدمتهم مروان فارس.
وعن إعادة تقديم التجربة بصيغة جديدة، أوضح طلعت أن الفكرة جاءت باقتراح من الفنان كامل الشافعى، أحد أبناء الجيل الأول لمسرح الجامعة الألمانية، ليكون الإنتاج مشتركًا بين Big Munky ومبادرة «هنا المسرح».
وأضاف: «كان من المفترض أن يقوم مروان فارس ببطولة العرض، لكن ارتباطاته حالت دون ذلك، وبدأنا البحث عن ممثل لدور القاضى، وكان اختيار عمرو وهبة موفقًا، لما يمتلكه من حس كوميدى فطرى وملكة ارتجال وقدرة على تجسيد الشخصية دون افتعال».
وأشار طلعت إلى أن العرض يهدف إلى كسر الأفكار السائدة حول المسرح المصرى، مثل كونه «فنًا للنخبة» أو أن النجوم يرفضونه بسبب ضعف الإنتاج والأجور، قائلًا: «تربينا على مسرح خاص قدم نجومًا كبار وموضوعات بسيطة تناسب العائلة. قررنا قبول التحدى، وتقديم عرض متكامل بنص جيد ورؤية إخراجية واضحة، يجذب نجومًا لم يخوضوا المسرح من قبل، ويستقطب جمهور السوشيال ميديا».
وعن ردود الفعل، أكد طلعت أن الاستقبال فاق التوقعات، موضحًا أن الجمهور لم يقتصر على فئة عمرية بعينها، بل ضم عائلات كاملة، وأجيالًا مختلفة رأت فى العرض استعادة لروح المسرح الخاص فى عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
وقال: «أردنا تقديم مسرح مُبهج بصريًا وسمعيًا، يضحك الجمهور، ويمنحه رسالة غير مباشرة بلا افتعال، ويخرج من القاعة وهو سعيد بالتجربة».
يشارك فى بطولة العرض: عمرو وهبة، كامل الشافعى، محمد مولى، أحمد خيرى، ندى نادر، سالى سيد، ريم الحبيبى، ريم نبيل، أحمد نادى، زياد زعتر، وأحمد علاء بلبل. التأليف: فريدريش دورينمات، إعداد وأشعار: لبيب عزت، إخراج: وليد طلعت، وإنتاج مشترك بين «هنا المسرح» وBig Munky

