الزمان
جريدة الزمان

منوعات

من كتب التاريخ.. تعرف على السر وراء أسماء محطات المترو

صورة ارشيغية
مهاب جمال عبد الناصر -

محطات المترو التى تزيد عن الستين محطة، ليست مجرد أسماء عشوائية، بل إن اسم كل محطة يحمل قصة وحكاية ربما لا يعرفها البعض.

محطة «حلوان»، تلك المدينة الفرعونية التى ترجع بدايتها إلى أكثر من 7 آلاف عام، أُقيم بها أول سد مائى فى التاريخ، بعد أن حلّ الوباء فى «الفسطاط»، فنقل الحاكم عبدالعزيز بن مروان مقر إقامته إلى حلوان، حيثُ أعجبته فاتخذها مقرًا مؤقتًا لحُكم مصر، ثُم أقام بها القصور والبساتين فأصبحت مدينة خضراء تعُج بالحياة.

محــطة «عين حلوان»، فبعد بناء مدينة حلوان، اكتشف أن هناك العديد من العيون والآبار فى تلك المنطقة، بل إن علماء الآثار يقولون إن حلوان تعنى بالفرعونية «عيــن آن»، لذا جاء اسم المحطة على غرار الاسم الأثرى للمنطقة بأكلمها.

ولا ينتظر الراكب طويلًا حتى يجد أبواب عربة المترو تقف عند محطة «وادى حوف»، حيث سميت تلك المنطقة بـــ«الوادى»، نظرًا للانخفاض النسبى لتربتها عن المدن المحيطة بها.

والحكاية الأبرز والأهم يبدو أنها حاضرة فى محطة «كوتسيكا» أو ما تعرف بين المصريين بــ«كوزيكا»، ويرجع هذا المسمى لـــ«تيوخارى كوتسيكا»، أغنى أغنياء الجالية اليونانية فى مصر، فى بداية القرن العشرين، إذ قدرت ثروته بـ4 ملايين جنيه.

 كما أنشأ «كوتسيكا» أول مصنع كحوليات فى مصر عام 1893 فى المنطقة التى تحمل اليوم اسمه بالقرب من حى المعادى، كما شارك «كوتسيكا» فى إنشاء الإسعاف المصرى إذ تبرع بأول سيارة إسعاف عام 1916 .

محطة «ثكنات المعادى»، فالخديوى عباس حلمى الثانى، كان متضررًا من وجود الإنجليز فى مصر، وكان يرى أنهم يستغلون قصور والده الخديوى إسماعيل أسوأ استغلال، فاسترجع منهم «قصر الجزيرة»، وكذلك «قصر هضبة الأهرام».

فلم يتبقَ أمام الإنجليز سوى «سراى الإسماعلية»، بينما أقامت الجالية الإنجليزية فى عمارات القاهرة الخديوية بوسط البلد، وبعدها أمر الخديوى عباس بإجلاء الجالية الإنجليزية للمنازل، وبناء منازل جديدة لهم على حساب الحكومة الإنجليزية فى منطقة المعادى.

وبعدها تم نقل الجنود الإنجليز من سراى الإسماعيلية إلى تلك المنطقة، وأصبحت المنطقة المجاورة محفوظة لثكنات الجيش الإنجليزى، فسُميت «ثكنات المعادى».

ولمحطة «المعادى»، حكاية أخرى، فهو اسم أجنبى نظرًا لأن الذى قام بالتخطيط للمدينة هو الضابط الكندى «ألكسندر آدامز»، حيث كانت «مدينة المعادى» صغيرة وهادئة، بعيدًا عن ازدحام المدن المصرية التقليدية، وسُميت المعادى بهذا الاسم نظرًا لوجود «معدية»، لعبور النيل من ناحية إلى ناحية أخرى.

أما عن محطة منطقة «الصين الشعبية» كما تعرف بين المصريين، وهى «محطة دار السلام»، تلك المنطقة التى تعرف بالازدحام الشديد، فلم تكن تحمل هذا المسمى وإنما كان اسمها التاريخى «دير الطين»، وقد عمرت بعد سنة 600 من الهجرة كما يقول «المقريزى».

وبينما حملت محطة «الملك الصالح»، هذا الاسم نسبة للصالح نجم الدين أيوب، سابع السلاطين الأيوبيين، وهو الذى أنشأ المماليك البحرية بمصر، ودخل فى صراعات مع الملوك الأيوبيين فى الشام، وفى آخر سنة من حكمه تعرضت مصر لحملة صليبية ضخمة عرفت بـالحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا.

محطة «السيدة زينب»، ومحطة «سعد زغلول»، فالأولى حملت اسم المنطقة التى بها مسجد السيدة زينب، رضى الله عنها، وعن أمها وأبيها وأخويها، فهى حفيدة النبى، صلى الله عليه وسلم، وبنت فاطمة الزهراء وعلى بن أبى طالب، وأخواها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

بينما حملت اسم المحطة الثانية اسم هذا الزعيم المصرى، وقائد ثورة 1919، وأحد العظماء المصريين التاريخيين، الذى شغل منصب رئاسة الوزراء ومنصب رئيس مجلس الأمة.

ولم تكن أسماء القادة وحدها حاضرة، بل أسماء الرؤساء من محطة «محمد نجيب»، ومحطة «جمال عبدالناصر»، ومحطة «السادات»، ومحطة «مبارك» سابقًا «الشهداء حاليًا»، وكذلك المحطات التى حملت أسماء الرموز الدينية، كــ«محطة الدمرداش»، والتى جاء اسمها نسبة إلى الشيخ عبدالرحيم باشا الدمرداش، والذى أنشأ مستشفى الدمرداش وتبرع لها بمائة ألف جنيه للبناء والتجهيزات وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت، وأطلق اسم المحطة على اسمه ليكون ضمن مجموعة مترو المرحلة الأولى للمترو التى بدأت عام 1987.

و«محطة الخلفاوى»، حيث سميت تلك المحطة على اسم منطقة الخلفاوى بشبرا، نسبة إلى الشيخ محمد الخلفاوى أحد أكبر أحد كبار علماء الأزهر الذين تصدوا للخديوى توفيق فى أثناء الثورة العرابية، وهى موجودة بالمرحلة الثانية بخط شبرا الخيمة.

وإذا كانت هذه هى الرموز الدينية الإسلامية، فكذلك المسيحية حاضرة فى محطة «سانت تريز» التى سميت بذلك نسبة إلى كنيسة سانت تريز التى تقع فى تلك المنطقة، وفى لفتة للوحدة الوطنية صممت لوحات محطة سانت تريز على هيئة قلبين متعانقين هما قلب المسلم والقبطى.

وكذلك محطة «مارى جرجس»، والتى بها الكنيسة المعلقة، التى يقال إنها بنيت على أنقاض مكان احتمت فيه العائلة المقدسة "السيدة مريم العذراء، والمسيح الطفل، والقديس يوسف النجار" فى أثناء الثلاث سنوات التى قضوها فى مصر هروبًا من هيرودس حاكم فلسطين الذى كان قد أمر بقتل الأطفال تخوفًا من نبوءة وردته.

وكذلك المحطات التى تحمل أسماء العلماء كانت حاضرة، فمحطة «مسرة» سميت بذلك نسبة إلى دكتور شهير أطلق عليه «مسرة»، وهو أحد أطباء الأنف والأذن والحنجرة المعروفين، وحملت المنطقة نفس الاسم تخليدًا لنجاحه.