جريدة الزمان

سماء عربية

التسامح الدينى

-

مذابح داعش ضد الأخوة الأقباط فى سيناء، عبرت عن موقف دخيل لم نعرفه طوال قرون من الزمان، موقف لم يبرز على سطح الأحداث إلا فى السنوات الأخيرة، ولأسباب عدة يأتى الفقر والجهل فى مقدمتها.

وقد عاش المسلمون والنصارى على امتداد 15 قرنًا هى عمر الإسلام فى مصر فى ود ومحبة، تربطهما وشائج من المودة وتعاملات مختلفة تتم فى يسر لا يلتفت أصحابها إلى اختلاف الدين.

فلم يعرف المسلمون والأقباط الحقد والكراهية، بل كانا يحترمان عقيدة الآخر، ويكشف الشعر العربى فى صدر القرن الفائت ومنتصفه الاتجاه الإنسانى الذى حكم العلاقة بين الطرفين، وتمحور حول الدعوة للإخاء الإنسانى والتسامح الدينى، ونبذ التعصب واستهجان العنف، حتى أن ناقدًا نصرانيًا شهيرًا هو مارون عبود أسمى نجله محمدًا، محبة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقيل فى ذلك قصيدة شهيرة أقتبس منها هذه الأبيات:

عشت يا ابنى، عشت يا خير .. صبى ولدته أمه فى رجبِ

فهتفـــــــــــــــنا وأسمُـــــــهُ محمــــــــــــــــــــــدٌ .. أيـــــــــــها التاريخ لا تستغربِ

خَفّـــــــــــــــفِ الدهشةَ واخشـــــعْ إن .. رأيتَ ابنَ مارونٍ سميًّا للنبى

اُمّـــــــه ما ولَدتْـــــــــــهُ مسلمـــــــــــــــــــــًـــا .. أو مسيحيًا ولــــــــــكن عربى

والنبى القرشى المصطفــــــــــــــى .. آية الشرق وفــــــــــخر العربِ

وتناول شعراء النصارى مكة المكرمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلال وتقدير، يقول الشاعر إلياس فرحات فى قصيدة يتناول فيها مولد الرسول عليه الصلاة والسلام:

غمر الأرض بأنوار النبوة كوكب لم تدرك الشمس علوه

بينــــــــــما الكـــــــون ظــــــلام دامس فتـــــحت مكة للأنـــوار كوه

ويقول الشاعر رشيد الخوري( الشاعر القروى):

عِــيــدُ الــبَـرِيَّـةِ عِــيــدُ الـمَـوْلِـدِ الـنَّـبَـوِى  ..   فِــى الـمَـشْرِقَيْنِ لَــهُ وَالـمَغْرِبَيْنِ دَوِىّ

فَــــــإنْ ذَكَـــرْتُـــمْ رَسُــــــولَ اللهِ تــكــرِمَــةً  ..   فَــبَـلِّـغُـوهُ  سَـــــلامَ الــشَّــاعِـرِ الـــقَــرَوِىّ

رحم الله زمن المروءة والأخوة.