«الزمان» تكشف لغز إلغاء آلاف الحجوزات بموسم العمرة

بدأ موسم العمرة، واقترب موسم الحج ومن المفترض أن تصبح وزارة السياحة شعلة من العمل مثل كل عام، ولكن الوزارة سجلت غيابًا من موسم العمرة هذا العام، ويتضح ذلك من بداية قرارات وزير السياحة يحيى راشد، والذى كانت تتمثل فى وقف إصدار تراخيص الشركات، وعدم تحديد سقف عددى للمعتمرين، على الرغم من أن الشركات السياحية طالبت بذلك مرارًا وتكرارًا، وفى النهاية لم يقم وزير السياحة بإرسال لجنة معينة برامج الشركات السياحية والتأكد من صحتها.
فى هذا الإطار، قال الدكتور عبدالحميد مصطفى مالك إحدى شركات السياحة، فى تصريحات خاصة لـ«الزمان» إن هناك كارثة تحدث للمعتمرين بالسعودية، إذ وصل ما يقرب من 1500 معتمر إلى الأراضى السعودية، ووجدوا أنفسهم أن الشركة السياحية قامت بالنصب عليهم، وليس هناك سكن لهم، وقاموا بالاتصال بأرقام الشركة المدونة لهم ولم يجب عليهم أحد، وقاموا بإرسال أسرهم إلى عناوين الشركات بالقاهرة ولم يجدوا شركات سياحية من الأساس، فعلموا أنه تم النصب عليهم، وهذا يعود إلى أن يحيى راشد تقاعس عن إرسال لجنة معاينة برامج الشركات السياحية، وبالتالى لم يتأكد من صحة البرامج أو عدمها، ولم يقم بتحديد سقف عددى للمعتمرين، فالفوضى والعشوائية هى التى تتحكم فى العمرة هذا العام.
وأضاف أن سبب هذا الإهمال يعود إلى أن الوزير لم يحدد سقفًا لأعداد المعتمرين بالشركات السياحية، فنشط السماسرة وسيطروا على مجريات الأمور، بل جعلوا البرامج الوهمية لشركات السياحية تنتشر أكثر من الشركات السياحية التى تسير بشكل إيجابى وصحيح، ولهذا السبب فقدت الشركات جودتها وأهميتها، وتحولت إلى وسيط بين السمسار والوكيل السعودى، وضاع المعتمر وأصبح ملقى بالشارع لا يستطيع السكن أو حتى قضاء الفريضة التى قام بدفع أموال باهظة لقضائها، ولا أحد من المسئولين بالوزارة يجيبون على غضب الأهالى الذى يجتاح أرجاء وزارة السياحة.
وأشار إلى أن الأمر لم يقتصر على هذا الحد، بل قامت جميع الشركات السعودية بحجز رحلات العمرة على الطيران السعودى، والسبب يعود إلى أن شركة مصر لطيران رفضت خفض أسعار التذاكر، ومنذ ذلك الحين قامت الخطوط السعودية بإلغاء الرحلات وقامت بتأجيل الرحلات دون إبداء الأسباب، وبات المواطنون مكدسين بمطارى القاهرة وجدة، وهناك من عاد إلى منزله، والشركات السياحية خسرت الآلاف من الحجوزات، والطيارون السعوديون قاموا بإغلاق المجال الجوى السعودى أمام المعتمرين المصريين فقط، وكل هذا ولم يتدخل يحيى راشد وزير السياحة لإنهاء تلك الأزمة أو حتى احتوائها.
ومن جانبه أكد أحمد البكرى مالك إحدى شركات السياحة، أن الأمر بات غير مقتصر فقط على البرامج الوهمية لشركات السياحية وأن الوزير تقاعس عن التأكد من صحة هذه البرامج، بل علمنا من داخل الغرف السياحية أن هناك شركات سياحية صدر لها قرار توقف، وتعمل هذا الموسم على الرغم من صدور قرار بوقفها، بمعنى أنها قامت بعمل دور السمسار وقاموا بشراء تأشيرات من شركات سياحية أخرى وقاموا بيبعها لمعتمرين بأسعار باهظة، بل وقاموا بطباعة تذاكر طيران لمعتمرين من خلال الشركات السياحية المتوقفة وكأنها لا تخشى أحدًا.
وفى هذا السياق، صرح محمد شعلان رئيس قطاع الشركات السياحية والمرشدين السياحين بالوزارة، بأن هناك العديد من الاضطربات بموسم العمرة هذا العام وهذه الأزمات قبل بدء موسم العمرة آنذاك، ولكن الوزارة تقوم بعمل حملات دورية على الشركات السياحية للتأكد من مدى التزام الشركات بالضوابط والتعليمات المنطمة للعمل، ومدى التزام الشركات بتحصيل المصاريف بالعملة المحلية، ومدى التزامها بدفع الضرائب والتأمينات، والتأكد من قانونية التراخيص، والتأكد من التزامهم بتقديم برنامج العمرة، والخدمات الموردة للمواطن خلال موسم العمرة، ومراجعة الخزينة، ومراجعة دفتر الإيصالات ودفتر اليومية والتأكد من ممارسة الشركة لنشاط آخر غير المرخص به.
وأضاف شعلان أنه تم إغلاق ما يقرب من 5 شركات سياحية ثبت أنها مخالفة لشروط وزارة السياحة، بجانب التأكد من أنها تقوم بدور السماسرة أى الوسيط وليس دور الشركات السياحية، فنحن نسعى لضبط الأمور أكثر.