جريدة الزمان

سماء عربية

 مكتبة الإسكندرية تناقش بالمغرب: مستقبل المجتمع العربى فى ظل التحولات الراهنة 

مكتبة الإسكندرية
-

شاركت مكتبة الإسكندرية خلال شهر أبريل الماضي فى عدة نشاطات فكرية بالمغرب الشقيق، منها ندوة فكرية بمدينة الرباط حول «مستقبل المجتمع العربى فى ظل التحولات الراهنة»، نظمها المركز العلمى العربى للأبحاث والدراسات الإنسانية بشراكة مع مكتبة الإسكندرية ومؤسسة هانز سايدل الألمانية.
وافتتحها الدكتور محمد سبيلا المدير الأكاديمى للمركز العربى للأبحاث والدراسات الإنسانية، والدكتور خالد عزب رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية.
وأكد د. محمد سبيلا كلمته أن هناك تحولًا عميقًا نحو الفعاليات المجتمعية المتنوعة بعيدًا عن الأشكال النمطية للهيئات الكبرى ومؤسسات الدولة، فالمجتمعات المدنية بالوطن العربى تواجه اختبارًا محوريًا بالنسبة لدورها وتأثيرها، فيجب أن يكون لديها دائمًا تصورًا شاملًا من خلال تبنيها دورًا تشكيليًا فعالًا فى أدوارها على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى، فالأبعاد الكبرى والأساسية للمجتمعات المدنية تعد رافدًا أساسيًا للتحديث والنمو والتطور على مختلف المستويات، ودورها يعد أساسيًا فى منافسة الدولة من خلال تفعيل المجتمع، وتوجيه الثقافة ودعم الاقتصاد.
وقد بدأ الدكتور خالد عزب مؤكدًا على أن هناك تاريخًا طويلًا من العلاقات الوطيدة والقوية بين الشعبين المصرى والمغربى، مستشهدًا على ذلك بأن أكثر من 60% من سكان حى السيدة زينب كانوا من العائلات المغربية، وما يقارب من 50% من سكان الإسكندرية القديمة كانوا من المغرب.
كما شارك د. عزب فى أعمال المنتدى الدولى الأول لمناهضة الفكر التطرفى، والذى نظمته شبكة مدينة تازة التنموية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وافتتحه لكبير الحراق رئيس شبكة تازة التنموية، والدكتور خالد عزب، والأستاذة سكينة وعلى بالنيابة عن رئيس المجلس المحلى لمدينة تازة، وبمشاركة مثقفين من البلدين وبعض الدول العربية.
وتضمنت فعاليات المنتدى جلستان، كانت أولاهما بعنوان «تأثير التطرف على الحياة العامة، ومقاربات مختلفة»، والثانية بعنوان «الشعر والأدب ودورهما فى نشر ثقافة التسامح والحوار والمواطنة».
وفى كلمته أكد لكبير الحراق أن هناك شراكة فعالة وحيوية تجمع مؤسسة تازة التنموية بمكتبة الإسكندرية فيما يخص محاربة التطرف ودراسة سبل التنوير والاجتهاد فى هذا الباب، وأنه فى هذا الإطار يأتى تنظيم هذا المنتدى والذى اتخذ عنوانًا لتشجيع الإبداع من أدب وشعر كمدخل لمحاربة ومناهضة الفكر التطرفى.
وأضاف أن تلك هى النسخة الأولى من المنتدى متمنيًا أن تحقق أهدافها وأن تنتقل إلى دورات أخرى وشراكات أخرى تضيف لبنة إضافية فى طريق تمكين الشراكة ما بين الإطارين، وتعزيز الحقل التربوى وتكثيف التعاون بين كل المتنورين فى الوطن العربى من أجل الحد من آفة التطرف.
وأشار إلى أن الثقافة هى العامل الأهم فى مواجهة التطرف والعنف، وهنا يكمن السؤال المهم، الثقافة فى البلدان العربية.... ماذا تنتج؟ وما دور التربية وما هى مناهجها؟ وهل يمكن للأدب والإبداع عمومًا أن يقف فى وجه العنف وأن يساهم فى إيجاد مخارج من نفق التطرف؟
وأكد الدكتور خالد عزب خلال كلمته على أن مكتبة الإسكندرية تقوم حاليًا بتوثيق حياة العلامة عبدالهادى التازى، والذى يعد من أعلام المغرب، لهذا اتجهت المكتبة الإسكندرية لإطلاق نشاطها من مدينة تازة فى المملكة المغربية، وأضاف أن برنامج مكافحة التطرف والإرهاب للمكتبة يقوم على المجابهة الفكرية على عدة مستويات بدءًا من دراسة ارتباط العنف بالدِّين عبر آليات علم الاجتماع الدينى، لذا أنشأت مكتبة الإسكندرية سلسلة مراصد التى تدرس ظواهر التطرف وتحليل ونقد خطاب الجماعات المتطرفة وكذلك سلسلة التى أسست لتوطيد الدراسات المستقبلية فى مصر والطن العربى وبدأت فى العمل على أرض الواقع عبر دورات الثقافة الإسلامية لكى تعطى ثقافة إسلامية عربية معاصرة للأجيال القادمة.

•    صورة د. خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية