جريدة الزمان

مقال رئيس التحرير

لا تودعوا السلام برحيل رمضان

إلهام شرشر -

مع انتهاء السويعات الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.. تنتابني مشاعر حزن وألم عظيمة كعادتي.. وأنا أودع هذه الأيام الرحمية الجميلة.. بكل ما كان فيها من رحمة القرآن الذي كان بمثابة الوعاء، الذي احتوانا بكل مشاعرنا وأوجاعنا وأحاسيسنا..
أودع رمضان وكأن الدنيا تنتهي أو أنني أتمنى وأدعو لو أنها تنتهي ..
 فما بعد القرآن.. وما بعد ذكرى أيام ترتيله.. ولا صوت بعد صوت التهجد والتراويح.. ولا صوت بعد تواشيح الفجر.. إيذانًا بأعظم أذان..!!!
 لا أريد صوتًا في الدنيا إلا أصواتًا تدعو إلى الله.. إلى الرحمة.. إلى التسامح.. إلى العدل.. إلى الرقة.. إلى الوداعة.. إلى الرأفة...!!.

بعيدًا عن أصوات التشاحن والعنف والصراخ والاستغاثات المدوية التي لا يسمع أنينها أحد.

وبعيدًا عن مشاهد العنف والقسوة والدماء والنكران والخيانات وغدر البشر وبذاءات اللسان.. والكذب وعدم احترام مشاعر الناس.. 
 ولا يسعني إلا رسائل وإن كانت استغاثات لعلها تفتح القلوب الغلفى وتبصر الأعين العميى والآذان الصمى .

أبدأ رسالتي بالرد على عتاب الكثير عن تأييدي المطلق للرئيس السيسي وأقول لهم مع كل احترامي وتقديري لشخصه الكريم.. إلا أنني حين أؤيده إنما لقيامه بدور جليل كانت مصر فيه عند منحنى خطير.. أؤيده إنما لأمان واستقرار حققه وسط زلزال كاد ولا يزال يهدد بالإطاحة بالأمة العربية والإسلامية.. كيف أنكم تحاولون كبح مشاعرى تجاهه في الوقت الذي تنادون فيه بحقكم فى آخرين غيره أؤيده لقوة وإخلاص تحركاته لإنقاذ مصر والمصريين.
أؤيده للإنسانية العالية التي ألمحها متحركة مع كل شكوى أو مظلمة تصل بين يديه.. 
 أؤيده وأرسى مصر لأني لا أرى سواه يتحرك في كل اتجاه ..من أجل.. مصر التي أراها في أم وقد تجاوزت من العمر واحتلها الضعف.. يحن عليها من قسوة الزمن.. مصر التي أراها معه وهو يمسك بيدها مع أب تملكه العجز.. أو رجل كسره القهر.. ولأسباب إنسانية أخرى مسجلة بالصوت والصورة "موثقة"..
 تجعلنى أقول للجميع.. امنحوه ثقتكم.. افتحوا له الطريق.. مهدوا له السبيل.. ضعوا أيديكم في يده..

لتكون هذه هكذا مدخلًا لرسالتى لأنه رمز الاتحاد ومعنى الوحدة..
إلى كل المصريين 
 أكتب وأقول.. وأنادي بأن تحبوا بعضكم البعض.. عودوا لبعض.. داووا جراح أنفسكم بأيديكم.. احتضنوا بعض.. تسامحوا.. ارتفعوا.. ترفعوا عن الصغائر..
أرجوكم
حاولوا أن تجتمعوا جماعات.. مذاهب.. طوائف.. أحزاب
أولًا: كلنا لآدم عليه السلام وآدم من تراب.. فلا تنسوا أنها مهما طالت فهي قصيرة وكلنا إلى ذلك التراب..
كفا تكالب عليها.. حاولوا أن تروا حقيقتها من العبر التى وقعت إلا أنكم لا تزالون تتجاهلونها
 ثانيًا:

إلى المسلمين.. هل تحترمون صدى صوت التراويح والتهجد؟؟:!!!
هل يظل ويستمر ويتجدد سماعها رغم وداعه؟؟!!
 أكتب إليكم وأنا في لحظة حزن عظيمة لفراق شهر القرآن.. وكأنني أودع الله وأودع القرآن.. أودع الأهل والأحباب.. وياليتنى أودع الدنيا كلها.
 لا يوجد في قلبى إلا الصفاء لكل الناس.. مما يدفعني إلى دعوتكم أن تشاركوني فيها؟؟؟؟!!!!

لا خلاف ولا اختلاف بيننا.. مستحيل.. بعد أن جمعت بيننا لحظة إفطار واحدة بدمعة واحدة بدعاء واحد زرفت معه أعيننا الكثير.. ارتفعت فيها أكفنا بتذلل الأسير الكثير.. هذا السجن الكبير.. سجن الدنيا العسير.

هل نستمر هكذا مجتمعين بحق قول واحد. 
لا نعرف سواه نردده.. ولكن والله لو كنا نقدره حق قدره لاحترمنا ترديده.. هو 
"لا إله إلا الله محمد رسول الله "
كيف نردد كلنا ذلك القول.. ولا يجمعنا بالفعل.. كيف لا ننام ولا يتخللنا الحب الصفاء؟؟ 
ننام وبداخلنا الحقد والكراهية والتدبير للانتقام؟؟!!!.
فأنّا يكون لرجل قلبين فى جوف واحد.
ياإلهي أين القرآن الذي يتلى في ذلك
 بكل تأكيد سوف يكون المصير أكثر تشتتًا وتفتتًا.. فيه ضياع لكل ما كان من صيام وقيام وتلاوة للقرآن.. أفلا نكون كذلك حفاظًا على كل ذلك؟؟؟!!
 واحترامًا لذكراه !!!

وباستحياء بصوت مختلط بالبكاء.. بشديد البكاء.. وبتوسل يصل إلى الاستجداء.. لعله يكون حائط صد ضد أعداء الإسلام الذين تجرأوا عليه بما يوجع قلوبنا.. إله.. وقرآن ونبي هو سيد البشر صلى الله عليه وسلم وعلى أله وصحبه وسلم؟؟!!..

لابد من التسامح والصفح والعفو والتماس الأعزار.. وإنهاء حالة سوء الظن والتشكيك والتخوين التي بلغت مبلغًا مؤسفًا انقطعت معه الأواصر وتمزقت عرى الأخوة بين أبناء المجتمع...!!!!!
فهل تحافظون على جيشكم الذي لم يألوا جهدًا في سد الثغرات والاحتياجات!!!!!
آخر الجيوش العربية الذي هو آخر حلم المؤامرة الصهيونية الأخيرة.. 
 ألا تكون هناك وقفة مع النفس في كل مكان مسئول كان أو ببيت صغير معزول!!!

أعترف أن في كل مكان هناك من المتجاوزين ولكن لا يمكن أن نأخذ الكل بالقلة المعدودة على الأصابع لا في الشرطة ولا في أي أجهزة أو مواقع أخرى؟؟؟؟

كلهم أبناؤنا.. فلذات أكبدانا البارين الأوفياء الغاليين الذين لم يحتملوا المساس بمشاعر المصريين من القمة إلى القاعدة.. صدقوني

المتجاوزون قلة قليلة.. لابد وأن يتم تطهيرهم... وسيتم محاصرتهم... ومحاسبتهم.. ذلك الإرهاب اللعين الخطير الذي هو بذرة الإرهاب الأسود حين يتم صناعة أعداء الوطن من أبناء الوطن.. حين يتم اختراق حقوقهم الإنسانية بتجاوز القانون
 الجأوا إلى رئيسكم الذي لا يضن عليكم بالوقت والجهد والحب والعمل والعدل والحياض المصون...ولكن بعد ألا تتعمدوا أن تلصقوا به أي قصور... جربوا!!!!!! حاولوا !!!!!
هل نبدأ جميعًا من جديد؟؟؟!!!!! ننبذ العنف... نجهض المؤامرات التي هي ضد مين يا جماعة ؟؟؟؟؟!!!.
ضد أبنائنا الجيش الغالي والشرطة العزيزة
الذين يضحون بأغلى ما يملكون من أجلنا جميعًا
والأشد ألما عليَّ وأنا أنادى وأقول مثلما أطالب بالوفاء لهم.. أطالب وأكرر أن 
المراجعة لمخترقي القانون ضد المواطنين العزل الأبرياء محافظين على حقوقهم داخل وطنهم؟؟؟؟!!!!!!!!!
ياليت الكل يراجع... ليتها وقفة مع النفس
هل من المراجعة فلا شيء يدوم إلا وإلى زوال والعدم مصيره !!

هل نتوقف عن أيغار الصدور، وإيلام النفوس وتعكير النفوس لإيقاظ الضمائر كل في موقعه ؟؟؟!!!
 حتى يتوحد الجميع مواطنين مع كل أجهزة الدولة بعد طول فرقه وعناء.. ليس هناك وقت أسرعوا قبل فوات الأوان.
 أكتب إليكم وأنا باكية حزينة أودع القرآن وأنا لا أثار له أنزف ألمًا من غيرتى على الله ويعلم الله من حزنى من الإغارة على دين الله على الإسلام وقتل المسلمين واستحلال دمائهم فى كل مكان وكأنها عهده على أمانه فى رقبتى وأنا العبد الفقير الذليل الضعيف إلى الله.
 ويشق على نفسى أن يتهم الإسلام بالإرهاب فى حين أن تلك الوسمة لم يوسم بها البوذيون الذين يحرقون المسلمين ويصعقونهم أحياء.
 لم يوسم بها الجماعات اليمينية المتطرفة دون ردع فى مختلف أنحاء العالم ونحن المسلمون الذين نقاتل بعضنا البعض حتى نلسق ببعضنا عار ذلك الإرهاب.
نعطيهم السكين الذي يطعنون به المسلمين.. ليغرسونه فى قلب الإسلام.
هل تكون كل حياتنا ليلة قدر.. نعيش فيها وكأننا نرى الله.. أو أنه يرانا ؟؟؟!!!
هل تكون كل حياتنا ليلة قدر وكأن الملائكة الكرام تحيطنا من كل جانب ؟؟؟!!!
هل تكون كل حياتنا كليلة القدر ننعم فيها بالسكينة؟؟؟!!!
هل تكون كل حياتنا كليلة القدر لاشيء فيها إلا السلام؟؟؟؟!!!
اللهم أنت السلام فأنزل علينا السلام
يا ذا الجلال والإكرام..
اللهم منك السلام.. اللهم إليك السلام.. اللهم إليك يعود السلام..
اللهم السلام.. اللهم السلام.. اللهم السلام..
اللهم سلمنا من أعداء السلام
اللهم السلام.. السلام من ظلام الدنيا الدامس قبل ظلمة القبر الحالك..
اللهم السلام مع شر البشر قبل سؤال منكر ونكير قبل الحساب
اللهم السلام من غل الأنام أعداء السلام وسوء الكلام
ونفخ اللئام في الدنيا النيران.. قبل أن ينفخ في الصور والناس حينئذ نيام
اللهم السلام في الدنيا رغم شر البشر شديد المحال قبل أن تتبدل الأرض غير الأرض والسموات
 ولا يبقى إلا وجه ربك ذى الجلال والإكرام الديان الواحد الأحد القهار...