الزمان
جريدة الزمان

تقارير

مهنة خطف الأطفال.. الباب الأكثر ربحًا والأقل خطرًا

صورة أرشيفية
بسمة أحمد -

ابتكار طرق جديدة للخطف.. المجرمون لا يخشون القانون

الربح المالى وراء تفشى الظاهرة.. والعصابات تراقب الأطفال قبل خطفها

 


هذا الأمر لم ينتهِ بعد، ومشهد مستمر يوميًا، ومع كل يوم تتزايد الظاهرة يوم تلو الآخر، فلم تعد هناك سيدة تشعر بالاطمئان على أطفالها، حتى ولو كانت تحملهن بأيديها، فالخوف بات يسيطر على قلب كل أم، فنحن بصدى الحديث عن مشهد خطف الأطفال الذى لم يستطع أحد أن يوقفه أو يسيطر عليه، فعصابات خطف الأطفال تحدث بشكل يومى، وفى كل يوم يتم استحداث طرق حديثة لخطف الأطفال من دون أن يشاهدهم أحد.

"الزمان" من خلال هذا التحقيق تكشف الطرق الحديثة لخطف الأطفال

المساجد

تروى ميار متولى، أحد المصلين بمسجد المشارى بالهرم، أن منذ بداية شهر رمضان الكريم وأنها ملتزمة فى أداء صلاة التراويح، وعلى الرغم من أن بنتها تبلغ من العمر عامًا ونصف، فإنها تجلبها معها يوميًا وتقوم بأداء الصلاة، فذات يوم كانت تلهو ابنتها ولا تريد أن تترك ميار تقوم بأداء الصلاة، إلا أن جاءت سيدة منتقبة وادعت لميار أن لديها ظروفًا صحية تمنعها من الصلاة، وأنها تأتى لسماع القرآن، ومن الممكن أن تقوم بحمل ابنتها الصغيرة حتى تنتهى من الصلاة، وأنها جالسة خلفها مباشرة، وبالفعل وافقت على ذلك إلى أن وجدت صوت ابنتها الذى كان يملئ المسجد يختفى، فتركت الصلاة وظلت تبحث عن ابنتها لم تجدها، وظلت تصرخ وتجرى على الدرج مسرعًا إلى أن وجدت السيدة حاملة ابنتها وتقوم باستقلال سيارة ملاكى، فقامت بالهجوم عليها مسرعًا، وظلت تصرخ ووجدت ابنتها مخدرة، وقامت باصطحابها إلى قسم شرطة الهرم، وقامت بتحرير محضر ضدهم، حيث تبين أنهم تشكيل عصابى معروف عنهم خطف الأطفال وتجارة الأعضاء.

السيارات

يروى عادل أيوب، أنه شاهد منذ أيام فى مول العرب تشكيلًا عصابيًا يقومون باستهداف أى شخص بصحبته أطفالًا، حيث يقومون بوضع مناديل فى الباب الخلفى المعاكس لاتجاه السائق الذى بدوره يأتى ويقوم بفتح السيارة مستخدمًا ريموت "السينتر لوك" ويدخل سيارته ويقوم بوضع الأطفال فى الكنبة الخلفية ويقفل السيارة من الداخل، وبالتالى تقفل كل أبواب السيارة ما عدا هذا الباب، ثم يأتى فردان على دراجة نارية يقومان بفتح الباب بسرعة وأخذ الطفل من الكنبة الخلفية والانطلاق من الشوارع الجانبية وتكميمه بمخدر حتى لا يصرخ، وفى ظل الزحام الذى توجد به السيارة لا يستطيع الأب أو الأم "قائد السياره" من سرعة التحرك، وحدثت تلك الواقعة مع العديد من المواطنين وشاهدت صريخ العديد من الأمهات بأحد المولات الكبرى؛ بسبب اختطفاف الأطفال بتلك الطريقة.

الشوارع

تروى صفاء السيد، أحد المواطنين المقيمين بالهرم، أن منذ أيام جاء أحد الرجال ومعه سيدة منتقبة وكان هناك مجموعة من الشباب يقومون باللعب بكورة القدم، حيث اقترب عليه الرجل وبات أنه يبدو مرهقًا ويحتاج إلى مياه، وبالفعل ظل ينتظر على سلم أحد العقارات حتى يتنهى الأولاد من اللعب، وعقب الانتهاء من لعب الكورة، طلب الرجل من الطفل أن يقوم بتوصيله إلى نهاية الشارع، وبالفعل قام الطفل بفعل ذلك، فقاموا بتخدير الطفل وقاموا باستقلال سيارة ملاكى كانت في انتظارهم بنهاية الشارع، وقامت السيدة بنزع النقاب وتبين أنه رجل وليست سيدة، ثم قاموا بطلب فدية مالية بقيمة 100 ألف جنيه نظير أن يعود الطفل إلى منزله ومن دون أن يتم سرقة أى عضو من أعضائه حتى الآن لم يعد تلك الطفل.

العصائر

العصائر باتت وسيلة لخطف أولى الأطفال، الكلمات التى تحدث بها مصطفى مرزوق، أحد مواطنين المقيمين بشارع أحمد عرابى، ويقوم بيبع خبز بالشارع، حيث يروى لـ"الزمان" قائلًا: منذ أيام جاءت سيدة تقوم بتوزيع العصائر على الصائمين قبل الآذان بدقائق، إلا أن وجدناها تقوم بتوزيع العصائر على الأطفال وعندما يتناول أحد الأطفال العصائر يسقط على الأرض مباشرة، ويقوم أحد الرجال المشاركين معها بوضع الطفل فى السيارة إلى أن قامت بأخذ 3 أطفال بتلك الطريقة، وقامت بالهروب مباشرة، فعلمنا أنهم تشكيل عصابى ويقومون باختطاف الأطفال وقتلهم وبيع أعضاء جسدهم، وأنهم مطلوبون على ذمة العديد من قضايا خطف الأطفال ومحكوم عليهم بالإعدام.

الرقابة

وفى هذا السياق، صرح اللواء هشام العراقى، مدير مديرية أمن الجيزة، بأن العصابات التى تحترف عمليات الخطف، غالبًا ما تستهدف أطفال العائلات الغنية، حيث يتم رصد خط سير الأطفال، وذلك فى أثناء خروجهم من المدرسة، أو فى أثناء وجودهم بمفردهم فى أى مكان، وتحديد الفرصة الأفضل لخطفه، وتوفير مكان المناسب، وبعيد جغرافيًا عن مكان الخطف، ليحتفظوا بالطفل، وفى كثير من الحالات تستخدم العصابة هاتف الطفل للتواصل مع ذويه، طالبين مبالغ مالية، أو أن يتواصلوا مع العائلة من خلال خطوط تليفونية مختلفة، خوفًا من تعقبهم، والتوصل لأماكنهم.

ويشير اللواء هشام العراقى، إلى أن هناك وقائع غريبة متكررة، قام هو برصدها فى أثناء خدمته الأمنية، منها أن معظم الخاطفين غير مسجلين، وقاموا بأعمالهم الإجرامية بسبب توافر الفرصة فقط، وهذا ما يطلقون عليه «مجرم بالصدفة»، حيث يعتبرون عملية الخطف فرصة سيحصلون منها على مبالغ مالية ضخمة، وينتهى الأمر.

أما عن تكرار نفس التشكيل الإجرامى عمليات الخطف، بعد الإيقاع بهم، يقول اللواء هشام العراقى: «المصيبة الأكبر أن المجرمين بيطلعوا براءة، بسبب أهل الولد المخطوف»، مؤكدًا أنه فى كثير من الأحيان لا يتلقى الخاطفون أى عقوبة قانونية، حتى بعد إلقاء القبض عليهم، حيث يعملون على تهديد أقارب الطفل الذى تعرض للخطف، وبذلك يؤثرون على مجرى سير القضية، ويضطر ذوو الطفل إلى نفى أى اتهام يوجه لهم، خوفًا من التعرض للخطر.