الزمان
جريدة الزمان

رياضة

في ذكرى ميلاده..

«هيجيتا».. الحارس المجنون.. الأفضل بتاريخ كولومبيا

هيجيتا
إبراهيم سعيد -رغدة تيسير -

يحتفل اليوم، الكولومبي رينيه هيجيتا المدرب السابق لحراس مرمى فريق النصر السعودي بعيد ميلاده الـ51 .

وأكد رينيه هيجيتا في تصريحات نقلتها صحيفة "الجماهير" انه يحلم بتولي الرئاسة الفخرية لنادي أتليتكو ناسيونال الكولومبي خلال مسيرته القادمة.

وإعترف رينيه هيجيتا بانه قضى أفضل فترات حياته على الإطلاق داخل نادي أتليتكو ناسيونال الكولومبي وتربطه علاقة قوية بالمسئولين هناك.

"خوسيه رينيه هيجيتا" من مواليد 27 أغسطس 1966 ، هو الحارس الأفضل في تاريخ كولومبيا،  لقب بالحارس المجنون لكثرة تصدياته العجيبة والجنونية للكرات .

كانت أبرز إنجازاته تحقيق اللقب القاري الأول للأندية الكولومبية بالفوز بكأس ليبرتادوريس مع أتليتيكو ناسيونال عام 1989 قبل عام واحد من تمثيل بلاده في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا.

ويتمتع هيجيتا بشعبية كبيرة في بلاده ليس فقط بسبب تألقه في حراسة مرمى المنتخب ولكن بسبب حركاته الاستعراضية وأساليبه في استعراض المهارات بشكل غريب أحيانا.

فهيجيتا كان يعشق الخروج من منطقة الجزاء للمشاركة في تمرير الكرة مع اللاعبين وتسديد الضربات الثابتة بل وإحراز الأهداف.

وكان لتألقه في حراسة شباك المنتخب دورا كبيرا في وصول كولومبيا إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990 بل والتأهل إلى دور الـ 16 في البطولة.

ومنذ 17 عامًا قدم هيجيتا واحدة من أفضل الإنقاذات، عندما تصدّى لتسديدة جيمي ريدناب نجم وسط ليفربول خلال لقاء ودي جمع منتخبي كولومبيا وإنجلترا على ملعب ويمبلي في سبتمبر 1995، حيث استخدم هيجيتا "العقرب" لرد كرة اللاعب الإنجليزي في المباراة.

وقد سبب بحركاته الجنونية خروج منتخب بلاده من بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا وذلك بسبب خروجه المتكرر من المرمى مما منح المهاجم الكاميروني روجيه ميلا الفرصة بالصعود بمنتخب بلاده إلى دور الـ 8 من أمام المنتخب الكولومبي.

اشتهر رينيه هيجيتا بصدة فريدة من نوعها تسمى صدة العقرب (وهي صدة خلفية وذلك بلف القدمين نحو الظهر لصد الكرة بطريقة جيدة ولكن تبقى الحركة صعبة ) ، كما اشتهر بكثرة مشاكله وعلى الرغم من ذلك فقد كانت الجماهير تحبه إلى درجة العشق.

كان حارس أسطوري بالنسبة لصدة العقرب التي لايمكن في ذلك الوقت ان يفعلها الا هيجيتا نفسه، ولكن هو نفسه علمها الكثير من حراس المرمى مثل حارس النصر عبد الله العنزي.

في 2012، أعلن نادي النصر السعودي عن إنهاء إدارة إجراءات تعيين الكولومبي خوسيه هيجيتا مدربا لحراس المرمى ضمن الجهاز الفني بقيادة مواطنه فرانشيسكو ماتورانا الذي أبدى رغبته بضمه ليصبح أشهر مدرب حراس في السعودية ويعتبر إضافة كبيرة لدوري المحترفين. حتى عندما بلغ الـ45 عامًا، لا يزال يملك القدرة على مواصلة مهاراته تحت عارضة المرمى، حيث تم التقاطه ينفذ لعبته الأشهر وهو يدرب حراس مرمى النصر.

وفي 20 يناير 2010، أعلن الحارس الكولومبي اعتزاله رسميا لينهى مشواره مع الكرة والذي استمر لأكثر من 25 عاما، ووجه هيجيتا الدعوة لمجموعة من اللاعبين المعروفين يتقدمهم البرازيلي رونالدو والأرجنتيني دييجو مارادونا، مع زملائه في منتخب كولومبيا. على الرغم من التصدي الإعجاز الذي اشتهر به الحارس الكولومبي، إلا أن حال كحال عدد كبير من لاعبي قارة أمريكا الجنوبية، الذين أدت شهرتهم الكبيرة إلى إنحرافهم نحو طريق إدمان المخدرات، بل وأحياناً الأتجار فيها.

هيجيتا سبق وأن أودع في السجون الكولومبية في أكثر من مناسبة، معظمها كان بسبب المخدرات، لكن أحدهم كان ظلماً بعد أتُهم بلعب دور الوساطة في عملية اختطاف لطفل عمره 11 عاماً، وسجن ستة أشهر عام 1993، وقبل شهور قليلة من كأس العالم بأمريكا العام التالي.

وعلق هيجيتا على تلك الواقعة والشهور التي قضاها في سجنه، قائلاً: " السجن شبيه بالموت، تراه ولا تستطيع أن تفعل أي شيء، حبيس بين أربعة جدران، حتى وإن كنت تشاهد المباريات أو لديك أفخم أنواع الخمور، ففي النهاية هو مجرد سجن ".

الحارس الكولومبي السابق ولد وسط أسرة فقيرة، كان هو الإبن الوحيد فيها، وتولت والدته ماريا هيجيتا تربيته بمفردها، وهو ما جعله يفتخر بهذا الأمر ليسمي نفسه بإسمها تخليداً لها، مؤكداً أيضاً على فخره بقدرته على شراء الملابس التي يرتديها بعد شهرته.

ولم يخف الحارس الأسطورة طفولته الصعبة التي قضاها مع والدته، بل تحدث عنها بطريقة أشبه للفخر بها وبما وصل إليه، حيث قال: " أفتخر بقدرتي الحالية على شراء القميص الذي أرتديه ولم أكن أمتلكه ".

وبعد 25 عاما قضاها في الملاعب قال هيجيتا إنه سيخوض الانتخابات كمرشح مستقل وإنه يأمل في مساعدة أهالي بلدته جوران من خلال الترشح لمنصب عمدة بلدة صغيرة قرب مدينة ميدلين في كولومبيا.