يستقبل 100 ألف مواطن يوميًا.. وتحويله لـ«متحف» أقرب البدائل
وداعًا مجمع التحرير!!

منذ عام 2004، ترددت فكرة إخلاء مجمع التحرير، لكن لم يبدأ التطبيق الفعلى إلا فى العام الجارى، فالوزارات المعنية تبحث الآن عن أماكن لإداراتها داخل المجمع، فحسب الخطة التى وضعتها محافظة القاهرة، يكون آخر موعد للإخلاء 30 يونيو 2017، لكن يظل السؤال الأهم، ماذا سنفعل بمجمع التحرير؟..
فى البداية كشف أسامة سيد عبد العال المدير التنفيذى بمجمع التحرير، عن أنه صدر قرارًا نهائيًا بإخلاء المجمع من جميع الإدارات الحكومية فى موعد أقصاه 30 يونيو 2017، أى تأجيل الإجلاء لمدة عام، فقد كان من المقرر له 30 يونيو من العام الجارى.
أضاف: "بالفعل بدأت بعض الإدارات فى إخلاء مقرها فى المجمع، منها إدارة الشئون الاجتماعية، التى انتقلت إلى مقرها الرئيسى فى العجوزة، أما بالنسبة لإدارات الداخلية، تقوم الوزارة بتجهيز أماكن استقبال لها، فسوف يتم نقل إدارة الضرائب إلى مقر أكاديمية الشرطة فى العباسية، أما إدارات الجوازات وشرطة الآداب والأموال العامة، سيتم نقلها إلى مقر الوزارة، وباقى الإدارات سوف تنتقل إلى الوزارات التابعة لها".
وعن المشروع البديل الذى سيشغل المجمع، قال المدير التنفيذى بمجمع التحرير، إنه ليس هناك معلومة بما سيشغله المجمع عقب إخلائه، مضيفًا أن ما يتردد عن إمكان جعله فندقًا كبيرًا، ليس صحيحًا، فمنطقة التحرير بها كثير من الفنادق الكبيرة، وهناك اتجاه قوى لتحويل المجمع إلى متحف".
"تخفيف الكثافة"
من جانبه، قال مصدر بمحافظة القاهرة لـ"الزمان"، إن إدارات المحافظ الموجودة فى المجمع جارٍ نقلها إلى مبنى المحافظة، فالمجمع به 4 إدارات تابعة لمحافظ القاهرة، هى البلدية وإصدار تراخيص والإزالة، مستطردًا: "كان الهدف من إنشاء مجمع التحرير فى البداية هو تخفيف الأعباء على المواطنين، فبعد إخلائه، سيتكبد المواطن عناءً فى إنهاء أوراقه من الإدارات المختلفة "واللف" على الوزارات، أما الأمر الإيجابى، تقليل الكثافة العددية فى ميدان التحرير، فالمجمع يستقبل نحو 100 ألف مواطن فى اليوم الواحد، بالإضافة إلى أن مكان المجمع فى قلب ميدان التحرير يُعرض مصالح المواطنين إلى التأخير؛ بسبب التظاهرات التى تحدث بين الحين والآخر، الأمر الذى يدفع أجهزة الأمن إلى إغلاق المجمع خشية الإضرار به".
أيدت عفاف عبد الراضى موظفة بإدارة التربية والتعليم فى المجمع، فكرة إخلائه من الإدارات، قائلة: إن المجمع يزيد من الكثافة العددية فى منطقة وسط البلد، بالإضافة إلى أنه يتوسط مربع به منشآت حيوية، ونقله سيمكن الأجهزة الأمنية من تأمين المنطقة بشكل أكبر، وعلى الرغم من أن نقل الإدارة التى أتبع لها إلى إحدى المدارس مما يرهقنى، فإننى مع أى قرار يصب فى مصلحة بلدى.
"نبذة"
مجمع التحرير، صممه الدكتور المهندس محمد كمال إسماعيل عام 1951، ويطلق عليه مجمع المصالح الحكومية، ويعتبر مبنى إدارى لإدارات مختلفة، ويحتوى على تسعة آلاف موظف حكومى، ويتكون من 14 دورًا، وتكلفة إنشائه قرابة مليونى جنيه وقتها، وتم بناؤه على مساحة 28 ألف متر، وارتفاعه 55 مترًا، وبه 1356 حجرة للموظفين، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور، فمجمع التحرير متعدد الأشكال، فإذا نظرت له وأنت بميدان التحرير سيبدو لك كمقدمة سفينة على قدر كبير من الرشاقة، خطوطها الجانبية تنساب بنعومة، وإذا نظرت له من شارع الشيخ ريحان، أى إلى ظهر المجمع، سترى ما يشبه جزءًا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك، تتسم بالحيوية، وإذا وقفت فى منتصف الميدان، فإن المجمع سيتخذ هيئة القوس مرنًا وقويًا، ويعتبر أثرًا تاريخيًا من تاريخ مصر .