جريدة الزمان

مقالات الرأي

شوفي يا مصر

المساجد واحة أمل

ماهر المهدي -

ربما أسمى الله المساجد بيوت الله لأنها ليست فقط مساجدا، ولاكنها بيوت أيضا، بمعنى أنها الملاذ للمترددين والمهرب للمطاردين والأمان للخائفين . وربما كنا كلنا مترددين حينا أو مطاردين حينا أو خائفين حينا من الزمن . فالحياة صراعات كثيرة خطيرة أحيانا وبلا معنى أحيانا . الحياة طموحات كثيرة تأتي بصراعات نفسية وحياتية كثيرة . وعندما تعيينا أفكارنا أو تغلبنا أحزاننا قد يجد المرء حرجا في التحدث الى أحد أيا كان . وقد لا يجد المرء في نفسه قوة ليحكي لأحد عما به . وقد لا يدري المرء المهزوم أصلا ما به . وقد روى أن الرسول صلى ألله عليه وسلم كان اذا حزبه ( أي ضايقه ) أمر فزع الى الصلاة ( أي أسرع الى الصلاة ) لأن الصلاة مناجاة لله عز وجل ودعاء اليه . وقد جعل الله في ذكره راحة وسكينة فقال جل وعلا ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) . فاذا كان المسجد بيتا لله سبحانه ، فلابد أنه متسع رحب لا يضيق بأحد . ولابد أن يكون المسجد نظيفا مرتبا مهندما عطر الرائحة في كل أركانه ، ولا تسمع فيه أصوات إلا صوت الأذان وصوت القرآن . لا تسمع فيه أصوات منفرة من أحد يتوضأ أو يستعد لوضوء . ولاتشيع فيه راحة كريهة لأقدام لم يعبء صاحبها بنظافتها ، أو لحذاء حمله صاحبه الى مدخل المسجد المكلوم أو إلى داخله غير مقدر لما يصيب به بيت ألله ويصيب  به عباد الله من أذى كثير .

المسجد بيت الله . وبيت الله يذيع الفأل الحسن ويبشر الناس بالخير ، ويدعو الى العمل والى الكد المتواصل والى الصبر والمثابرة على مصاعب الحياة وعلى مسئولياتنا جميعا ، فكلنا راع وكلنا مسئول عن رعيته كما قال رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام . بيت الله يدعو خلق الله إلى الابتكار والى توخي سبل العزة والكرامة . ويدعو إلى الشهامة والى النخوة . بيت الله يدعو الى كل طيب ، لأن الله طيب سبحانه ولا يرضى الا بالطيب . وعندما نخطو اليه نخطو لنعود منه أحسن حالا وأكثر طمأنينة وأكثر ايمانا وتسليما وحبا للوطن وللمستقبل ، لا لنخرج مهمومين مشوشين مكتئبين كارهين للحياة متطلعين الىوت .

أن ديننا الحنيف يدعو الى الخير ويرسخ في قلوبنا وعقولنا أن المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة . القوة بالعمل . والعمل قوة وجهاد في الحق وفى البناء وشرف . فاذا خطبنا أو وعظنا في المساجد وجب أن يتجه وعظنا الى هذا وألا نغيب في تيه من البطولات الشخصية أو الترهات السلبية أو نغرق في سؤال الناس ليتبرعوا ، لأن المؤمن عفيف كريم .

المساجد واحة أمل . والبعض بات يجد صعوبة في التردد عليها ، فهل نلقي الى ذلك بالا لتكتسي المساجد بروح وطبع ورائحة وسكينة بيت الله ؟ حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها إلى كل خير .