جريدة الزمان

مقالات الرأي

الفتنة الكروية

جبر أبو النور
-

الفتنة نائمة ملعون من أيقظها.. هذه الكلمات جعلت من الفتنة جريمة أشد من القتل، فنبذ العصبية والبعد عن الشحن أهم سمات كل الديانات.. هنا وفى هذا التوقيت بالذات لا بد من أن نحارب كل من يحاول ضرب علاقة شعبين كبيرين مثل مصر وتونس والذين يعبثون فى الخفاء لشحن الجماهير بسبب مباراة كرة قدم هى فى النهاية معروفة بوجود فائز وخاسر وشعارها «الرياضة تجمّع لا تفرق».

بكل تأكيد فإن الجهات المسؤولة عن تنظيم وإقامة هذا الحدث تقوم بدورها حتى لا تكون مباراة فتنة بين الجماهير وأرى أن الجميع على درجة عالية من الوعى ولن تكون هناك فرصة للأيادى الخفية للعبث فى هذه المنطقة.

الدور المهم يبدأ من داخل الملعب والذى يقع على عاتق اللاعبين فى تقديم نموذج للمنافسة الشريفة وعدم إثارة الجماهير وضرب المثل والقدوة في المباراة ليخرج العرس الرياضى بشكل يليق باسم وتاريخ الناديين.

هناك دور مهم أيضا للإعلام فى مثل هذه المواقف والتى تفرض على الجميع التحلى بصوت العقل وتغليب المصلحة العامة دون النظر للصغائر التى يقوم بها القلة.

الإعلام الرياضى لا بد أن يعى حجم المسؤولية التى تقع على عاتقه خاصة فى المباريات التى تربط الدول لأن هذه الأحداث تعطى صورة عن ثقافتنا ومدى ارتباط هذه الشعوب ببعضها.

 أيضا لا بد من وجود قرارات حاسمة وحازمة تجاه كل من يخرج عن النص سواء من الجماهير أو من اللاعبين أو الأجهزة الفنية للأندية، وهنا أرى أن وجود رموز كبيرة فى الأندية مهم يجب استغلاله فى تصحيح صورة المنافسة.

أخيرا لا بد أن يعى الجمهور أن المنافسة بين اللاعبين دائما ما تكون داخل الملعب فقط وبعد انتهاء المباراة تجمعهم المقابلات والمناسبات والاتصالات.. وأن مثل هذه المباريات لا بد أن تكون لتشجيع حماس اللاعبين ليخرجوا أقصى ما لديهم وألا يكون هناك خروج عن النص.. كما أنه من المهم على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أن يزيد العقوبات المغلظة على كل من يخرج أو يثير أى أزمة، كما أنه لا بد أن تكون هناك جوائز لأفضل جمهور والتشجيع المثالى حتى تكون هناك منافسة بين الجماهير المختلفة ونرى الرسالة الحقيقية للرياضة.