جريدة الزمان

مقالات الرأي

شوفي يا مصر

صالون غازي يدعو إلى الوسطية الإسلامية

ماهر المهدي
ماهر المهدي -

دعاني صديقي الفنان المحبوب حمدي حافظ إلى ندوة في صالون مضيف كريم محب لمصر وهو الدكتور

غازي عوض الله - وهو صالون عربي دولي - مساء أمس الجمعة ، حيث قضينا أمسية ثقافية جميلة

بصحبة عدد كبير من الاعلاميين والفنانين والصحافيين والكتاب والاء ومحبي الفن والثقافة من مصر

ومن السعودية ومن العراق .

كان ضيف الندوة الأستاذ الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر الشريف الذي

ألقى محاضرة حول المرأة بين " الدين والفقه " أكد فيها على سماحة الدين ورقيه وخلوه من التعصب

تجاه المرأة وتجاه الناس أجمعين . كما أكد محاضرنا على الحاجة الى اتباع قلوبنا ومسئولية المسلم عما

يفعل وعما يتبع في دينه وحياته . وعارض المحاضر ودعا الى عدم الخضوع لكل ما قد يكون " وصاية

دينية " تسعى الى السيطرة والتوجيه وادعاء ما ليس لها لأهداف شخصية لا علاقة للدين بها . وأكد

المحاضر على أن تفعيل الضمير الفرد واعمال عقل المؤمن الموحد هو السبيل الى حفظ مكانة الدين

والحيلولة دون تعرضه لمهاترات ومهاجمات من الغير ، لأن الدين يسر وليس عسرا ، ولكن الاجتهاد

الشخصي قد يصيب وقد يخطىء - مهما علا قدر ومكانة المجتهد – لأن المجتهد يقدم الى الغير ما توصل

اليه بفكره هو وليس بوحي من الله وليس ما يقدمه الى الناس برسالة . وبالتالي ، فان أحس الواحد منا

راحة في قلبه الى ما يلقى اليه أخذ به ، وان لم يحس براحة الى ما يلقى اليه بعد عنه وتركه الى ما

يريحه ويقوي صلته بالله عز وجل . فالأصل أن العلاقة مباشرة بين الله سبحانه تعالى وبين عبيده . وما

شرع من الاجتهاد انما شرع لمحاولة فهم مراد الشارع - عز وجل - فيما فيما أنزل الينأ من البيان والذكر

الحكيم لعلنا نرشد في حياتنا وفي عملنا وفي علاقتنا بالآخرين ونزداد ايمانا .

دعا الهلالي الى القناعة بأن الحياة مشاركة وأنها تقوم على المشاركة الانسانية التي تخدم خير البشرية

وتسعى الى ما يفيدها ويسعدها ، لأن ألله – سبحانه تعالى - رب الجميع . كما حث على الاهتمام بالمرأة

وتوخي أسباب العدالة والنخوة والشهامة في العلاقة بها وفي تفسير ما يتعلق بها من الدين ، لأن في ذلك

سعي الى اجلال الدين وحفظ مكانته وتسوية كثير من المشكلات التي ربما تأثرت بكثير من التفسيرات

غير المنصفة التي قد توصف بأنها تفسيرات ذكورية . وحيا الهلالي كل فكر مبدع يعمل قريحته ليأتي

بفكرة أو أو حل ينير دربا من دروب البشرية أو يجمعها على عمل قيم مثمر . وضرب الهلالي مثلا لذلك

بفكرة انشاء الأمم المتحدة كفكرة عالمية نافعة .

استمرت المحاضرة قرابة الساعة والنصف ، بينما استمر الحضور في التدفق الى الصالون حتى امتلأ

عن آخره وبقى البعض وقوفا ، ولكن راضين مرضيين . وقد أثارت المحاضرة العديد من الأسئلة لدى

جمهور الحضور التي كان بعضها جيدا ومثيرا مما قد لا يتسع المكان لطرحه .

1- قد يعد صالون غالي أحد الصالونات العربية الهامة الناشطة في مصر ، والتي تسهم في تحريك الحياة

الثقافية ، وتوفير اللقاءات المستنيرة للطامحين الى الاستماع الى الغير وفتح آفاقهم لفكر المشتغلين بالفكر

ومقارعة الحجج بالحجج وقبول الرأي الآخر اذا أثبت نفسه . حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى

كل خير .