جريدة الزمان

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

هل‭ ‬أصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭  ‬مرمى‭ ‬النيران‭ ‬

-

 

الخوف‭ ‬مرض‭ ‬يصيب‭ ‬الإنسان‭... ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬داء‭ ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭.. ‬لدواعي‭ ‬وأسباب‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ... ‬فيضعف‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬ويُقلل‭ ‬من‭ ‬عزيمتها‭... ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬حركتها‭.. ‬ويفقدها‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬نزعاتها‭ .. ‬

 

لذا‭ ‬عدّه‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬الابتلاءات‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الإنسان‭... ‬ولقد‭ ‬ورد‭ ‬ذكر‭ ‬الخوف‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ .. ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ‭ ‬بِشَيْءٍ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْخَوْفِ‭ ‬وَالْجُوعِ‭ ‬وَنَقْصٍ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْأَمْوَالِ‭ ‬وَالْأَنْفُسِ‭ ‬وَالثَّمَرَاتِ‭ ‬وَبَشِّرِ‭ ‬الصَّابِرِينَ‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭  ‬

 

كما‭ ‬عاقب‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬قرية‭ ‬أعطاها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬الوفيرة‭ .. ‬فلم‭ ‬تؤد‭ ‬حق‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النعم‭ ‬فكان‭ ‬عقابها‭ ‬بالخوف‭ ... ‬

 

ليكون‭ ‬بذلك‭ ‬درسا‭ ‬إلهيا‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬هو‭ ‬أشد‭ ‬إبتلاءات‭ ‬الإنسان‭ ‬وأعظم‭ ‬أعدائها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ .. ‬على‭ ‬الأرض‭ .. ‬

 

ولقد‭ ‬عرفت‭ ‬الأمم‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬دولا‭ ‬وأشخاصا‭ .. ‬استخدموا‭ ‬الخوف‭ ‬طريقة‭ ‬في‭ ‬ترويض‭ ‬شعوبهم‭ .. ‬ورفعوا‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يهابك‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحبوك‮»‬‭ ... ‬وأرسوا‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬إلا‭ ‬بالخوف‮»‬‭ ... ‬حيث‭ ‬أنهم‭ ‬اتخذوا‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬من‭ ‬‮«‬مكيافللي‮»‬‭ .. ‬

 

وهكذا‭ ‬نجح‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬إخضاع‭ ‬دول‭ ‬وإذلال‭ ‬شعوب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخوف‭ ... ‬واكتسبت‭ ‬‮«‬الصهيونية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬مرتبة‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬وتوظيف‭ ‬الخوف‭ ‬لنيل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ .. ‬

 

وعاشت‭ ‬مصر‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الإزدهار‭ ‬كما‭ ‬عرفت‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬الإنكسار‭ ... ‬والحق‭ ‬أن‭ ‬المحروسة‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ... ‬فلقد‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬أحداث‭ ‬بل‭ ‬وشهدت‭ ‬صراعات‭ ‬جديدة‭ ‬عليها‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ...  ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬السياسية‭ ‬وعلى‭ ‬وضعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬مستواها‭ ‬الاجتماعي‭...  ‬فسقطت‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬وتغيرت‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ .. ‬وضربت‭ ‬القيم‭ ‬الثابتة‭ ‬والمبادئ‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ .. ‬وظهرت‭ ‬أنماط‭ ‬جديدة‭ ‬وسلوكيات‭ ‬لا‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العريق‭ ... ‬وأصبحت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لا‭ ‬تحسد‭ ‬عليه‭ .. ‬

 

فلقد‭ ‬أخل‭ ‬بميزان‭ ‬أمنها‭ ‬وضل‭ ‬الاستقرار‭ ‬عن‭ ‬طريقها‭ .. ‬فكادت‭ ‬تسقط‭ ‬على‭ ‬قامتها‭ ‬الأبية‭ ‬وهامتها‭ ‬العليّة‭ .. ‬حتى‭ ‬شاء‭ ‬الباري‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يقيد‭ ‬لها‭ ‬ابنا‭ ‬بارا‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭... ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬شملها‭ ‬وجمع‭ ‬أطرافها‭ ‬واحتواء‭ ‬أزماتها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ .. ‬حتى‭ ‬عادت‭ ‬الروح‭ ‬لمصر‭ ‬وتنفست‭ ‬الصعداء‭ .. ‬لتمضي‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ... ‬تشق‭ ‬القنوات‭.. ‬وتقيم‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ .. ‬تعقد‭ ‬المؤتمرات‭ ‬وتتحرك‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمستويات‭ ‬تملي‭ ‬شروطها‭ ‬وتعلن‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ .. ‬وهي‭ ‬تقفز‭ ‬فوق‭ ‬الصعاب‭ ‬لتمضي‭  ‬بسفينة‭ ‬الحياة‭ ... ‬

 

ولقد‭ ‬أقسم‭ ‬مستعينا‭ ‬بالله‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬الأمان‭... ‬وبر‭ ‬السلامة‭ ‬بإذن‭ ‬الرحيم‭ ‬الرحمن‭ ..  ‬

 

وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬المشبعة‭ ‬بالأمل‭ ‬لتتجاوز‭ ‬مصر‭ ‬محنتها‭ ‬ولتخرج‭ ‬من‭ ‬كبوتها‭ ... ‬طفا‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬مصر‭ ‬إلي‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭ .. ‬وإلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الفوضي‭ ... ‬إلى‭ ‬التخريب‭ ‬والتدمير‭ ... ‬

 

عادت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬الأشباح‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬طردها‭ ... ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ثوب‭ ‬جديد‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تتقمص‭ ‬دورا‭ ‬جديدا‭ ... ‬وتسعى‭ ‬لتوظيف‭ ‬شـرها‭ ‬وخبثها‭ ... ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنكوت‭ ‬بنار‭ ‬الحسد‭ ‬والغل‭ ... ‬لما‭ ‬رأته‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬الأفكار‭ ‬والأبكار‭ ... ‬ومن‭ ‬المشروعات‭ ‬الضخمة‭ ‬الفخمة‭ ‬التي‭ ‬غزت‭ ‬الأمصار‭ ... ‬وطافت‭ ‬بأرجاء‭ ‬مصر‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ... ‬

 

عادت‭ ‬الأشباح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬تبث‭ ‬سمومها‭ .. ‬تشكك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومفيد‭ .. ‬عادت‭ ‬بسلاح‭ ‬يحسب‭ ‬له‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭ ‬لأن‭ ‬آثاره‭ ‬مدمرة‭ ‬ونتائجه‭ ‬سريعة‭ ‬إنه‭ ‬سلاح‭ ‬‮«‬الخوف‮»‬‭ ... ‬

 

إنه‭ ‬الخوف‭ ‬أحد‭ ‬أذرع‭ ‬الحروب‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬قوي‭ ‬الشر‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ... ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬الصهيونية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬النفسية‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬غاياتها‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬ولكن‭ ‬بماذا‭ ‬؟؟‭!!! .... ‬

 

من‭ ‬خلال‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭.. ‬وتوجيهه‭ ‬وتوظيفه‭ ‬واستثماره‭ ‬فيما‭ ‬يعود‭ ‬عليهم‭ ‬بتحقيق‭ ‬مصالحهم‭ ... ‬

 

كما‭ ‬استطاعت‭ ‬‮«‬الصهيوينة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬المال‭ .. ‬لإستقطاب‭ ‬الأشخاص‭ .. ‬وتسخيرهم‭ .. ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬إقتصاد‭ ‬العالم‭ ... ‬

 

كما‭ ‬برعوا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الرموز‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬وتطويعهم‭ .. ‬لضرب‭ ‬زعزعة‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭... ‬وإشاعة‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭ ... ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ .. ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بظاهرة‭ ..‬‮«‬إسلاموفوبيا‮»‬‭ ... ‬

 

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الصهيونية‭ ‬قد‭ ‬أجادت‭ ‬استخدام‭ ‬الحرب‭ ‬النفسية‭ .. ‬فيبدو‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬سعيا‭ ‬حثيثا‭ ‬وتصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملائها‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬صور‭ ‬الحروب‭ ‬النفسية‭ ... ‬حيث‭ ‬تجتهد‭ ‬بكل‭ ‬الأسلحة‭ ‬باتساع‭ ‬رقعتها‭ .. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الملاحظ‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الأدوات‭ ‬والوسائل‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬النفسية‭ .. ‬تمارس‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬وطوائف‭ ‬شعب‭ ‬مصــر‭ ‬قاطبة‭ ... ‬

 

بدليل‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬معتقدات‭ ‬المصريين؟؟‭!!!! .. ‬من‭ ‬بذر‭ ‬بذور‭ ‬الشبهات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬المسلمون‭ ‬المصريون‭ ‬؟؟‭!!!!!.... ‬‭ ‬لإضعاف‭ ‬انتمائهم‭ ‬لدينهم‭ ‬ولوطنهم‭ ‬ولقيمهم‭ ‬ولمبادئهم‭ ‬ولأخلاقهم‭ ... ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قطع‭ ‬الصلة‭ ‬بكل‭ ‬موارد‭ ‬وينابيع‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ... ‬في‭ ‬سلب‭ ‬قبيح‭ ‬للإسلام‭ ‬ولماهية‭ ‬المصريين‭ ‬عبر‭ ‬الزمان‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬إسلامهم‭ ...  ‬وصحة‭ ‬معتقداتهم‭ .. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعلو‭ ‬فيه‭  ‬صوت‭ ‬الضرب‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬مصور‭ .. ‬بشيوع‭ ‬وذيوع‭ ‬قضايا‭ ‬تخص‭ ‬الكنيسة‭  ...‬لا‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الكنيسة‭ .. ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الأقباط‭ .. ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭ .. ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬اليوم‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ .. ‬

 

ليكون‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬الكنيسة‭ ‬المشهد‭... ‬الرصاصة‭ ‬أو‭ ‬المسمار‭ ‬الذي‭ ‬يدق‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬الأقباط‭ ‬قبل‭ ‬غيرهم‭  .... ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الرصاصة‭ ‬سوف‭ ‬ترتد‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬أطلقها‭ .. ‬وعملائهم‭ ‬والمتعاطفين‭ ‬معهم‭ ‬الذين‭ ‬اعتادوا‭ ‬وارتادوا‭ ‬إعتلاء‭ ‬الأمواج‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬في‭ ‬تاريخهم‭ ... ‬

 

 

المهم‭ .... ‬إذن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬ولا‭ ‬العجيب‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإتصال‭ ‬المختلفة‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمقروءة‭ .. ‬هذه‭ ‬الإتهامات‭ .. ‬وتلك‭ ‬الشبهات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تقلع‭ ‬عقيدة‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬قلوبهم‭ ‬ونفوسهم‭ ‬وعقولهم‭ .. ‬

 

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الحروب‭ ‬النفسية‭ ‬تطعن‭ ‬في‭ ‬العقائد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مسخ‭ ‬الشخصية‭ ... ‬فإنها‭ ‬كذلك‭ ‬تستخدم‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الفرقة‭ ‬وإشاعة‭ ‬الفوضى‭ ... ‬

 

وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬قدر‭ ‬مصر‭ ‬لذلك‭ ‬عاشت‭ ‬مصر‭ ‬فترة‭ ‬ذاقت‭ ‬فيها‭ ‬معنى‭ ‬الفوضى‭ ‬وللأسف‭ ‬تحاول‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ .. ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬حفيظة‭ ‬المصريين‭ ‬وتدفعهم‭ ‬دفعا‭ ‬للوقوع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المصيدة‭ .. ‬

 

ولكم‭ ‬عانى‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬ويلاتها‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تدخل‭ ‬عليه‭ ‬بحيل‭ ‬جديدة‭ .. ‬وبأساليب‭ ‬ملتوية‭ ‬وبطرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مآربها‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬وضرب‭ ‬الإستقرار‭ ... ‬وهتك‭ ‬سياج‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يحيطها‭ ... ‬

 

ليظل‭ ‬المنهج‭ ‬السودوي‭ ‬المظلم‭ ‬في‭ ‬البروتوكولات‭ ‬الصهيونية‭ ‬والتي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬الإلتزام‭ ‬بها‭ ‬عملائها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬المستهدفة‭ ‬وأهمها‭ ‬تأليب‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬الحكام‭ .. ... ‬

 

وبالفعل‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬ينجحون‭  ‬في‭ ‬ذلك‭ ... ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحاولون‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ...  ‬تأليب‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬قيادته‭  ‬على‭ ‬إختلاف‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭  ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬يقام‭ ‬من‭ ‬إثبات‭ ‬الوجود‭ ... ‬و‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬التنمية‭ ...  ‬ولم‭ ‬وجمع‭ ‬شمل‭ ‬المصريين‭ ‬بروح‭ ‬التسامح‭ ‬والود‭  ..... ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬يحاولون‭ ‬العبث‭ ‬فيها‭ .... ‬

 

‭  ‬فها‭ ‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ .. ‬تحركا‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المفسدين‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬سبل‭ ‬الإصلاح‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬الحكومة‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬شديد‭ ‬الحرج‭ ‬الذي‭ ‬ولدته‭ ‬الفوضى‭ ‬وأثمرته‭ ‬طرق‭ ‬التخريب‭ ‬والتدمير‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬مصر‭ ‬لسنوات‭ .. ‬

 

وبدأنا‭ ‬نسمع‭ ‬ونشاهد‭ ‬عبارات‭ ‬تدفع‭ ‬الشعب‭ ‬دفعا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يثور‭ ‬ويجور‭ ‬على‭ ‬قيادته‭ .. ‬

منها‭ ‬‮«‬الضرب‭ ‬في‭ ‬الشعب‭ ‬حرام‮»‬‭ ...‬

منها‭ ‬‮«‬الشعب‭ ‬مستعد‭ ‬ينزل‭ ‬تاني‮»‬‭ ...‬

منها‭ ‬‮«‬الحــكومة‭ ‬ضــد‭ ‬الغلابة‮»‬‭ ...‬

منها‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬غضب‭ ‬شعبي‭ ‬لدي‭ ‬المصريين‮»‬‭ ...‬

منها‭ ‬‮«‬زحف‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬باطنه‭ ‬عشان‭ ‬يأكل‮»‬‭ ..‬

 

يا‭ ‬الهي‭ .. ‬أين‭ ‬الضمائر‭ ‬؟؟‭!!! ... ‬أين‭ ‬القيم‭ ‬؟؟؟‭!! ... ‬أين‭ ‬الإنسانية‭ ‬؟؟‭!!... ‬أين‭ ‬الأخلاق‭ ‬؟؟‭!!! ... ‬أين‭ ‬المهنية‭ ‬؟؟؟‭!!!! ... ‬أي‭ ‬وطنية‭ ‬؟؟؟‭!!! .... ‬أي‭ ‬دين‭ ‬؟؟؟‭!!! ... ‬أي‭ ‬ملة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬هم‭ ‬عليها‭ ‬؟؟؟‭!!!! ..‬

 

حملات‭ ‬إجرامية‭ ‬‮«‬وهذا‭ ‬أقل‭ ‬وصف‮»‬‭ ‬من‭ ‬جموع‭ ‬الشر‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ .. ‬لتأليب‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬قيادته‭ ... ‬مستغلين‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ..‬‭. ‬

 

إن‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬تستخدم‭ ‬سائر‭ ‬أساليب‭ ‬إشاعة‭ ‬الخوف‭ ‬وبث‭ ‬الفوضي‭ ‬بين‭ ‬المصريين‭ ... ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضغط‭ ‬الإقتصادي‭ .. ‬لذا‭ ‬ترى‭ ‬هؤلاء‭ ‬يسخرون‭ ‬طاقاتهم‭ ‬وأقلامهم‭ ‬وألسنتهم‭ ‬وعقلهم‭ ‬في‭ ‬تخويف‭ ‬الناس‭ ‬علي‭ ‬أرزاقهم‭ ... ‬تراهم‭ ‬يكتبون‭ ‬يصرخون‭ ‬عن‭ ‬المستقبل‭ ‬الإقتصادي‭ ‬المجهول‭ ‬لمصر‭ ... ‬وإنها‭ ‬مقبلة‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬على‭ ‬مجاعة‭ ‬وستعلن‭ ‬أفلاسها‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬أو‭ ‬شهور‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ... ‬

 

يستخدمون‭ ‬ورقة‭ ‬الضغط‭ ‬الإقتصادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدولار‭ ‬الذي‭ ‬يجعلونه‭ ‬أداة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضرب‭ ‬الأسعار‭ ‬ولإحراج‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ .. ‬ولإرباكها‭ .. ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مقصدا‭ ‬يسعوا‭ ‬جميعا‭ ‬لتحقيقه‭ ... ‬حتى‭ ‬ظهرت‭ ‬عناوين‭ ‬لوسائل‭ ‬الإتصال‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬‮«‬هل‭ ‬أصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭  ‬مرمى‭ ‬النيران‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا»؟؟؟‭!!! ... ‬

 

ومن‭ ‬بين‭ ‬مظلة‭ ‬الخوف‭ ‬المظلمة‭ ... ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ظلالها‭ .. ‬ليعيشوا‭ ‬دور‭ ‬الناصح‭ ‬الأمين‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬هزلية‭ .. ‬في‭ ‬القصور‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬جراح‭ ‬سنوات‭ .. ‬يحاسبون‭ ‬الدولة‭ ‬عليه‭ .. ‬الآن‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ...  ‬تراهم‭ ‬يطالبون‭ ‬بضرورة‭ ‬إطلاع‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬البلاد‭ ‬؟؟‭!!!!! .... ‬وكما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يلصقوا‭ ‬خسائر‭ ‬واخفاقات‭ ‬سنوات‭ .. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬مصاحبا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خيانة‭ ‬وغدر‭ ‬وعدم‭ ‬وطنية‭ .... ‬وإشاعات‭ ‬مغرضة‭ ‬باطلة‭ ‬مضللة‭ ‬كاذبة‭ ‬وإعلام‭ ‬عميل‭ ‬موجه‭  ‬خائن‭ ... ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬موجه‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بذاتها‭ ‬الآن‭ ... ‬

 

والله‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ .. ‬أين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬تحييك‭ ‬الإتهامات‭ .. ‬والتجرأ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الرمي‭ ‬بالبهتان‭ ... ‬والتلبيس‭ ‬والتدليس‭ .. ‬للأمور‭ ‬والحقائق‭ ... ‬وهذا‭ ‬التضليل‭ ....... ‬ذلك‭ ‬الإفساد‭ ‬البين‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ... ‬أين‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬؟؟‭!!!... ‬حتى‭ ‬من‭ ‬مصلحتهم‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل؟؟‭!!!!.... ‬فأنِّا‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬؟؟؟‭!!! .... ‬من‭ ‬تقواه‭ ‬؟؟‭!!!!..... ‬

 

أيها‭ ‬السادة‭ ‬إن‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجه‭ ‬لمن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬توضيح‭  ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنعاش‭ ‬الإقتصاد‭ .. ‬

 

إن‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬حاجه‭ ‬لمن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الإطمئنان‭ ‬بين‭ ‬أبنائه‭ ‬وإعادة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قياداته‭ .. ‬التي‭ ‬تتجرد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هدف‭ ‬شخصي‭ ‬وتعمل‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬مصر‭ ... ‬

 

لذلك‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ... ‬ويكفي‭ ‬ما‭ ‬أري‭ .. ‬وهو‭ ‬حديثي‭ ‬للشعب‭ ‬نفسه‭ ... ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنيني‭ .. ‬أنه‭ ‬البطل‭ ‬الحقيقي‭ ... ‬الذي‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬أكتب‭ ... ‬من‭ ‬أجله‭ ‬أحارب‭ ... ‬ومن‭ ‬أجله‭ ‬اتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬وأقول‭ .... ‬اخرجوا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصيركم‭ .. ‬ضد‭ ‬حركات‭ ‬الخيانة‭ ‬الداخلية‭ .. ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬خائن‭ ... ‬يبث‭ ‬الخوف‭ ‬داخلكم‭ ... ‬يسد‭ ‬منافذ‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬أعينكم‭ ... ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬قيادتكم‭ ... ‬التي‭ ‬أخترتموها‭ ‬بإرادتكم‭ .. ‬لا‭ ‬تجعلوهم‭ ‬ينالوا‭ ‬من‭ ‬إنجازكم‭ ‬في‭  ‬اختياركم‭ ‬لرئيسكم‭ ... ‬

 

معا‭ ... ‬نراجع‭ ‬الأساليب‭ ‬الخبيثة‭ ‬للعودة‭ ‬بالوطن‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬سوداء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ .. ‬كي‭ ‬تردوهم‭ ‬على‭ ‬أعقابهم‭ ‬مدحورين‭ ‬

 

من‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬يتخذها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬اجتمعوا‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬لسقوطها‭ ‬ومحاولة‭ ‬المساس‭ ‬بها‭ .. ‬ولإشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬وجو‭ ‬الإضطراب‭ ‬بين‭ ‬أبنائها‭ ..‬‭.. ‬

 

 

تراهم‭ ‬يلعبون‭ ‬على‭ ‬الكروت‭ ‬المحروقة‭  ... ‬الأقباط‭ ‬باعتبارهم‭ ‬في‭ ‬نظرهم‭ ‬أقلية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬جمة‭ ‬وكثيرة‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬بجانبهم‭ .... ‬ويهللون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أمر‭ ‬وينصبون‭ ‬المحاكم‭ ‬للدولة‭ ... ‬لتراخيها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنهم‭ ... ‬ويتهمونها‭ ‬صراحة‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ... ‬ولعل‭ ‬أكبر‭ ‬مشكلة‭ ‬يستغلونها‭ ‬مشكلة‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬الكنائس‭ ... ‬والذي‭ ‬صرح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬للــمصري‭ ‬اليوم‮»‬‭: ‬‮«‬بأن‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬الظهور‭ ‬‮»‬‭ ... ‬

 

وحتى‭ ‬نتأكد‭ ‬من‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأسوأ‭ ‬للأقلية‭ .. ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬جريدة‭ ‬من‭ ‬الجرائد‭ ‬التجارية‭ .. ‬قد‭ ‬أفردت‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬بأكملها‭ ‬لتبكي‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬هذه‭ ‬الأقلية‭ ‬الضائع‭ .. ‬والذي‭ ‬يستوجب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يثوروا‭ .. ‬وعن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬كنموذج‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬الأقباط‭ ‬‮«‬الأقلية‭ ‬المصرية‭ ‬كما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها‮»‬‭ ‬لإحداث‭ ‬الفتن‭ ... ‬

 

وهنا‭ ‬نقول‭ ..... ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الهواجس‭ ‬التي‭ ‬تنتاب‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقانون‭ ‬بناء‭ ‬الكنائس‭ ... ‬والذي‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للبعض‭ ‬من‭ ‬أقباط‭ ‬مصر‭ ... ‬

 

فقد‭ ‬استغلوه‭ ‬أسوأ‭ ‬استغلال‭ ‬لضرب‭ ‬النظام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مصر‭ .. ‬ورمي‭ ‬الدولة‭ ‬بالباطل‭ .. ‬واتهامها‭ ‬صراحة‭ ‬بتعمد‭ ‬وضع‭ ‬العراقيل‭ ‬أمام‭ ‬الأقباط‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتشييد‭ ‬الكنائس‭ ‬بل‭ ‬زاد‭ ‬اللغط‭ ‬إلى‭ ‬حد‭  ‬توجيه‭ ‬اللوم‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ .. ‬

 

وقال‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬أنه‭ ‬يكرس‭ ‬للتمييز‭ ‬بين‭ ‬عنصري‭ ‬الأمة‭ ... ‬ويغفل‭ ‬حق‭ ‬الأقباط‭ ... ‬ويحطم‭ ‬جدار‭ ‬المواطنة‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬سائر‭ ‬المصريين‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الأنبا‭ ‬‮«‬يوحنا‭ ‬قلته‮»‬‭ ‬قد‭ ‬تبرأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬ووصفه‭ ‬بالخبيث‭ ‬وأن‭ ‬كاتبه‭ ‬متطرف‭ ... ‬

 

ومما‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بله‭ .. ‬أن‭ ‬نائبا‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬لجريدة‭ ‬الوطن‮»‬‭.. ‬وكتب‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬الكنائس‭ ‬تم‭ ‬تفريغه‭ ‬من‭ ‬مضمونه‭ ‬وأصبح‭ ‬يمثل‭ ‬عئبا‭ ‬شديدا‭ ‬على‭ ‬الأقباط‭ ... ‬

 

ومما‭ ‬يحزن‭ ‬الإنسان‭ ‬حقا‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الأقباط‭ ‬محاصرون‭ ‬للضغط‭ ‬عليهم‭ ‬لطردهم‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وتفريغ‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬الأصليين‭ ‬‮«‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قولهم‮»‬‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬أمريكا‭ ‬مع‭ ‬الهنود‭ ‬الحمر‭ .. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الغاشية‭ ‬بعينها‭ ... ‬واستمرارا‭ ‬لتلك‭ ‬الهواجس‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬عبئا‭ ‬بحق‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬بأسرها‭ .. ‬أن‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬النائب‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬أعلن‭ ‬استياءه‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ... ‬ويتعحب‭ ‬أنّ‭ ‬لدولة‭ ‬مدنية‭ ‬تُفتح‭ ‬فيها‭ ‬الجلسات‭ ‬باسم‭ ‬الله‭ ‬وبآيات‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬؟؟‭!!!!! .... ‬

 

إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬بلغت‭ ‬الهواجس‭ ‬والوساس‭ ... ‬وإن‭ ‬شئت‭ ‬قلت‭ ‬بلغة‭ ‬التطاول‭ ‬؟؟‭!!!! .... ‬

 

حين‭ ‬يتحسر‭ ‬النائب‭ ‬من‭ ‬دخوله‭ ‬مكتبا‭ ‬لموظف‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬فيراه‭ ‬يستمع‭ ‬للقرآن‭ ... ‬والأنكى‭ ‬من‭ ‬قارئ‭ ‬سعودي‭ !!!!!! ... ‬

 

لا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬؟؟‭!!! ..‬ومنذ‭ ‬متى‭ ‬؟؟‭!! ‬ولماذا‭ ‬؟؟‭!!! ... ‬أصبحت‭ ‬لغة‭ ‬الأقباط‭ ... ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬الفجه‭ .. ‬المعلنة‭ .. ‬الصريحه‭ ‬وبلا‭ ‬حياء‭ ... ‬بدون‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مشاعر‭ ‬المسلمين‭ ..‬

‭ ‬

وأتسأل‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ .. ‬تنصيب‭ ‬عداء‭ ‬مباشر‭ .. ‬‮«‬جر‭ ‬شكل‭ ‬يعني‭ ‬‮»‬‭.. ‬

 

 

يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬ستزيد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الأقبــاط‭ ‬؟؟‭!!!!! .... ‬والحق‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبالغات‭ ‬تفتت‭ ‬في‭ ‬عظام‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ... ‬وتضعف‭ ‬من‭ ‬لحمتها‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ... ‬

 

وليس‭ ‬من‭ ‬العجيب‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬لزملاء‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يخففوا‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬أخوانهم‭ ‬من‭ ‬الأقباط‭ .. ‬فيطالبون‭ ‬بتوحيد‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ... ‬وبسرعة‭ ‬تنفيذه‭ .. ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬تهدئة‭ ‬الأمور؟؟‭!!!! ... ‬

 

ومنهم‭ ‬من‭ ‬زاد‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬المواطنة‭ ... ‬والتي‭ ‬تقتضي‭ ‬المساواة‭ ‬المطلقة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لعدد‭ ‬وللتوزيع‭ ‬السكاني‭ ‬‭.. ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ... ‬

 

والله‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ .. ‬الكل‭ ‬علماء‭ ‬دين‭ .. ‬الكل‭ ‬علماء‭ ‬اقتصاد‭ .. ‬الكل‭ ‬علماء‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ .. ‬الكل‭ ‬فلاسفة‭ ... ‬الكل‭ ‬يتكلم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حاجه‭ !!!!!!!! .... ‬يا‭ ‬جماعه‭ ‬‮«‬الموضوع‭ ‬بكده‭ ‬خلطبيطة‮»‬‭ ... ‬

 

يا‭ ‬جماعه‭ ‬الموضوع‭ ‬كده‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ .... ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬العليا‭ ... ‬وكأننا‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬إنساني‭ ‬تحكمه‭ ‬قواعد‭ ‬وقوانين‭ ‬وجهات‭ ‬منظمة‭ .. ‬بين‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬ومؤسساته‭ ... ‬وإنما‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬فيلم‭ ‬كرتون‮»‬‭ ... ‬أي‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬نلعب‭ ‬داخل‭ ‬عن‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬كرتوني‭ .‬‭. ‬أي‭ ‬أننا‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬توم‭ ‬آند‭ ‬جيري‮»‬‭ ... ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬بلا‭ ‬رقيب‭ ‬أو‭ ‬رادع‭ ‬أو‭ ‬كبير‭ .... ‬وبلا‭ ‬أدنى‭ ‬ضوابط‭ ... ‬

 

والحق‭ ‬أن‭ ‬مِن‭ ‬الأقباط‭ ‬مَن‭ ‬يحاول‭.. ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬أن‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬مستغلا‭ ‬المناخ‭ ‬العام‭ ‬والظرف‭ ‬السياسي‭ ‬والإقتصادي‭ ‬التي‭ ‬تعيشه‭ ‬مصر‭ ...‬‭ ‬لينتزع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ... ‬ويحقق‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مواراة‭ .. ‬أطماع‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬مُخيلة‭ ‬هؤلاء‭ ... ‬

 

وأقول‭ ‬لإخواني‭ ‬الأقباط‭ ... ‬ما‭ ‬رأيكم‭ ‬فيما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬دولا‭ ‬غربيةً‭ ‬بعينها‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬‮«‬البوركيني‮»‬‭ ‬مثلا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحرية‭ ‬شعار‭ ‬مقدس‭ ‬لديهم‭ ‬؟؟‭!!!! .... ‬

 

وما‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬تغريم‭ ‬فرنسية‭ ‬مسلمة‭ ‬لإرتدائها‭ ‬الحجاب‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬الجنوبية‭ ‬؟؟؟‭!!!!!..... ‬

 

وما‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬تجمع‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المصطافين‭ ‬حولها‭ ‬قائلين‭ ‬لها‭ ‬‮«‬اذهبي‭ ‬إلى‭ ‬بلدك‮»‬‭ ‬؟؟؟‭!!!! ..... ‬

 

أين‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬؟؟‭!!! .... ‬وأين‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬؟؟؟‭!!!.... ‬

 

ونقول‭ ‬لهم‭ ‬بهدووووء‭ ‬ولغيرهم‭ .. ‬إن‭ ‬المطالبة‭ ‬بتوحيد‭ ‬تنظيم‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ .. ‬مطالبة‭ ‬قائمة‭ .. ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬رجال‭ ‬القانون‭ .. ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬والقانون‭ ... ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬هو‭ ‬إنتفاء‭ ‬الصفة‭ ‬والمصلحة‭ ‬التي‭ ‬تخولهم‭ ‬لذلك‭ ... ‬

 

فليس‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬المطالبة‭ ‬بحقوق‭ ‬غيرهم‭ ‬سواء‭ ‬أكانوا‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬أو‭ ‬أهل‭ ‬الأديان‭ ‬الآخرى‭ ... ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مفهوم‭ ‬المواطنة‭ ‬الذي‭ ‬إلتبس‭ ‬واختلط‭ ‬عليهم‭ .. ‬فأود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬دين‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬صفة‭ ‬المواطنة‭ .. ‬والدليل‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬النبي‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ .. ‬عندما‭ ‬هاجر‭ ‬وأقام‭ ‬بالمدينة‭ ‬المنورة‭ ... ‬

 

وإنما‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بإجراءات‭ ‬تراعي‭ ‬حجم‭ ‬وكثافة‭ ‬وتوزيع‭ ‬السكان‭ ‬ليس‭ ‬الموضوع‭ ‬متعلق‭ ‬بإسقاط‭ ‬حق‭ ‬المواطنة‭ ‬عن‭ ‬الأقباط‭ ‬لمجرد‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬رغباتهم‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬وتشييد‭ ‬وبناء‭ ‬الكنائس‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ .. ‬بل‭ ‬ودون‭ ‬موافقة‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ... ‬

 

هذه‭ ‬فوضى‭ ‬مرفوضة‭ ‬وتسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والمشاحنات‭ ‬والفتن‭ .. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإقتتال‭ ‬بين‭ ‬عنصري‭ ‬الأمة‭ ‬؟؟؟‭!!!!!!!! ... ‬

 

هكذا‭ ‬تقوم‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬ببث‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬مصر‭ ‬متخذة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬متاح‭.. ‬ومنفذ‭ ‬فرصة‭ ‬تطل‭ ‬منها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أغراضها‭ ‬الدنيئة‭ ... ‬

 

إلى‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ .. ‬إليكم‭ ‬ندائي‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬وطوائفه‭ .. ‬هل‭ ‬تجتمعوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ .. ‬هل‭ ‬تفطنوا‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التاريخ‭ ‬نفسه‭ ‬لضرب‭ ‬الوطن‭ ‬ووحدته‭ ‬وتماسكه‭ ‬من‭ ‬جديد‭ .. ‬هل‭ ‬تنتبهوا‭ ‬إلى‭ ‬إغتيال‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬العظيمة‭ .. ‬بشعبها‭ ‬الحر‭ ‬الأبي‭ ‬بقطبيها‭ ... ‬هل‭ ‬ترتفعوا‭ ‬فوق‭ ‬الذلات‭ ‬والأزمات‭ ‬والعثرات‭ .. ‬

 

إن‭ ‬الموقف‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬ترونه‭ ‬أسباب‭ ‬لذلك‭ ‬التناحر‭ ‬والتطاحن‭ ‬والفرقة‭ .. ‬إن‭ ‬الموقف‭ ‬جد‭ ‬خطير‭ ‬المقصود‭ ‬منه‭ ‬هو‭ .. ‬إســقاط‭ ‬الدولة‭ ... ‬وهذه‭ ‬المرة‭ .. ‬ضرب‭ ‬شعبها‭ .. ‬تلك‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬أذلت‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬يجهض‭ ‬المخطط‭ ‬‮«‬الصهيو‭ ‬أمريكي‮»‬‭ .. ‬وهو‭ ‬يربك‭ ‬الأجندة‭ ‬العدوانية‭ ‬اللإنسانية‭ .. ‬لإبادة‭ ‬الإنسانية‭... ‬ذلك‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬يعز‭ ‬عليّ‭ ‬فرقته‭ ... ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مسلمين‭ ‬سويا‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬مسميات‭ ... ‬لإحداث‭ ‬الشقة‭ ‬بينهم‭ .. ‬جماعات‭ ... ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬اسماءها‭ ... ‬

 

أو‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬والأقباط‭ ... ‬الذين‭ ‬أاسف‭ ‬أنهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬باسم‭ ‬الأقباط‭ ‬اليوم‭ .. ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ .. ‬حيث‭ ‬أنهم‭ ‬يتدنون‭ ‬بعلاقة‭ ‬كم‭ ‬كانت‭ ‬راقية‭ ‬عالية‭ ‬سامية‭ ‬في‭ ‬عمرها‭ ‬الطويل‭ .. ‬حين‭ ‬يفرضون‭ ‬جهلهم‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬قضايا‭ ‬باطلة‭ ‬للمساس‭ ‬بهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬جميلة‭ ...‬‭ ‬

 

شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ .. ‬مصر‭ ‬تحتاجكم‭ .. ‬مصر‭ ‬تخاطبكم‭ .. ‬مصر‭ ‬تناديكم‭ ... ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬حكاما‭ ‬عادلين‭ ‬في‭ ‬قضيتكم‭ .. ‬دعاة‭ ‬حق‭ ‬هو‭ ‬أمانتكم‭ ... ‬فلا‭ ‬ارض‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬عندكم‭ .. ‬لا‭ ‬تطفؤا‭ ‬الشمعة‭ ‬التي‭ ‬أنرتموها‭ ‬بعد‭ ‬ظلام‭ ‬دامس‭ ‬جائر‭ ..  ‬كم‭ ‬كان‭ ‬ثقيلا‭ ‬على‭ ‬قلوبكم‭ ‬جاسما‭ ‬على‭ ‬صدوركم‭ ... ‬

اسكتوا‭ ‬نعيق‭ ‬الغربان‭ ... ‬غيبوا‭ ‬وجوه‭ ‬الأقزام‭ .. ‬اجهضوا‭ ‬مخطط‭ ‬الليئام‭ ..  ‬

 

انشروا‭ ‬السلام‭ ‬والحب‭ .. ‬ابتروا‭ ‬الغل‭ ‬والحقد‭ .. ‬اخرسوا‭ ‬الخيانة‭ ‬والغدر‭ ... ‬لا‭ ‬تقتلوا‭ ‬الحاضر‭ ‬لا‭ ‬توأدوا‭ ‬الغدر‭ .. ‬أرجوكم‭ ‬وأناشدكم‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تحتمل‭ ‬جرحات‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬عبث‭ ‬أو‭ ‬هدم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬خائن‭ ‬أو‭ ‬جاهل‭ .. ‬من‭  ‬قزم‭ ‬أو‭ ‬معتدٍ‭ ... ‬

أعدكم‭ ‬مصر‭ ‬قوية‭ ‬فقط‭ ‬بكم‭ .... ‬بأبنائها‭ ‬المخلصين‭ ‬أمثالكم‭ ... ‬