جريدة الزمان

مقالات الرأي

كورونا القاتل المعلن فى الهواء

ماهر المهدي -

نعم، مثله مثل أوبئة أخرى مرت بالعالم فى الماضيين البعيد والقريب وفى الحاضر القريب، وقد ينكسر الوباء باكتشاف لقاحات وأمثال فعالة وطويلة أو قصيرة الأمد، ولكن وباء كوفيد- 19 ما زال خطرا وما زال موجودا وسريع الانتشار وسريع الفتك بالناس كبارا وصغارا، ويجب أن نتعامل مع هذا الخطر على مستوى الخطورة المنوطة دون تساهل أو إهمال. فما تقدم من شهادة العالم لأوبئة سابقة مماثلة أو أشد فتكا إن موت أو انحسر تأثيرها فى فئات أو مناطق معينة لا ليس مبررا ولا تصريحا لنا بالتصرف كان ما نتمناه من زوال الوباء أو هزيمته قد تحقق بالفعل، لأن كوفيد- 19 ما انفك يغزو أجساد الناس يمينا ويسارا ويقتل ما شاء من البشر دون رادع إلا ما شاء الله.
بينما تحاول الدولة كل جهدها من أجل حماية الناس من الوباء وتوعيتهم، لتتضافر جهودهم مع جهود الدولة فى التعايش مع وباء كوفيد- 19 وتستطيع الحياة وجهود التنمية المستدامة أن تسير فى منحاها المأمول وتوفر المزيد من الخدمات لكل المواطنين فى كل مكان فى الدولة، وتوفر المزيد من الفرص المتكافئة لكل المواطنين، وترعى الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأفراد الشعب، وترفع مستوى التعليم والصحة تسارع بعض الجهات إلى إسقاط حرصها فى مكافحة وباء كوفيد- 19 وتتناسى قواعد الوقاية التى تشمل التباعد الاجتماعى والعزل الاختيارى للمصابين وحث من يشك فى إصابته على العزل الذاتى الاختيارى.

لا خلاف على أن رعاية الانضباط داخل كل جهة -سواء كانت خاصة أو حكومية -التزام هام وحقيقى من أجل تحقيق أهداف المنشأة أو جهة السلطة، ولكن الانضباط الجائر على قواعد الوقاية وأسس مكافحة وباء كوفيد- 19 هو انضباط خارج عن السياق وقد يكون غير مفهوم الغرض. نفكر فى هذا، لا سيما وأن شهور السنة الفائتة من التعايش مع وباء كوفيد- 19 أثبت أن جهات كثيرة تستطيع تحقيق أجندتها اليومية بثلث وبربع طاقة العاملين فيها، الأمر الذى وإن بدأ محزنا من ناحية ما قد يظهره من تكدس الطاقات ووجود بطالة مقنعة فى بعض الجهات، إلا أنه يتيح للدولة ولكافة الجهات الخاصة والعامة المساهمة فى مكافحة كوفيد- 19 بالأسلوب الوحيد الفعال والمتاح للجميع فى كل دول العالم، وهو تطبيق قواعد الوقاية من الوباء بتحقيق التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات الطبية وتجنب التجمعات والأماكن المغلقة وعزل المصابين والمخالطين وتجنبهم لحين التأكد من شفائهم أو خلوها من المرض.

إن وباء فيروس كورونا أو كوفيد- 19 ما زال موجودا وفاتكا، وما زالت الدول الكبرى والصغرى تطبق الإغلاق الكامل والمحدود وقواعد الوقاية المعروفة والسابق الإشارة إليها كحل وحيد، ونحن نحاول أن نتعايش بشكل جيد مع الوباء دون إغلاق ودون تقييد، مراعاة لصحة الأسواق الاقتصادية وعدم تضرر أصحاب الأعمال والباحثين عن العمل واستمرار كافة الجهات فى الوفاء بالتزاماتها دون تقصير، ولكن لا يمكن أبدا أن ندير ظهرنا للوباء ولا بد من مواصلة تعزيز الجهود الكبيرة الموافقة التى تبذلها الدولة لرعاية الشعب وتحقيق صالح الوطن.