جريدة الزمان

مقالات الرأي

الحياة مع رجل شكاك

نفين عباس -

الغيرة مطلوبة، لكنها حين تتحول لشك مرضى تحول الحياة لجحيم يتنافر معه الود والحب بين الزوجين، ولعل أبرز المشادات والمشاجرات وحتى الجرائم التى وقعت كان دافعها الأساسى هو الشك، بذور الشك حين تلمحها المرأة فى شخصية الرجل مع نشوة البدايات تعتبرها أمرا محمودا أو دليلا على الحب، لكنها مع مرور الوقت تختنق من كثرة الشكوك التى تدفع الرجل لارتكاب حماقات بسبب بناء افتراضات وهمية لا أساس لها والعيش داخل دوامة من الأحداث غير الحقيقية يصحبها استجوابات وحالة دفاع دائم عن النفس تعيشه المرأة طوال الوقت مع الرجل ويصل بهم فى النهاية إما للانفصال أو الاعتداء أو حتى القتل.

الشك ينتج إما عن فعل أو شخصية، ففى الحالة الأولى ينتج عن أفعال هستيرية لزوجة غير مسئولة تبالغ فى استحسانها بالإعجاب والمديح الذى تتلقاه من الآخرين، وهو ما يشعل نيران الغيرة لدى زوجها فيقرر الانتقام منها وصب غضبه عليها، لأنها وصلت به إلى مرحلة من الشك المريب بسبب تصرفات غير مدروسة العواقب حتى وإن كانت بغير قصد كالمرأة التى تتحدث بشكل دائم عن صفات تحبها برجال آخرين أمام زوجها، أو التى تقوم بسرد تفاصيل علاقاتها السابقة مع خطيبها أو زوجها السابق للرجل، ما يدفعه للشك بكل تصرفاتها وربط دائم للأحداث ومن ثم تتأجج مشاعر الغضب والغيرة لديه فيقرر فى لحظة تدمير حياتها بدافع الانتقام، أما فى الحالة الثانية فالشك ينتج عن شخصية غير سوية مرضة بالشك، وينتج ذلك دائماً بسبب تراكم سلوكيات خاطئة لدى الرجل منذ النشأة وطريقة التربية والأحداث التى ترتب عليها إحساسه بذلك، فينتج عنه رجلاً شكاكا لا يستطيع الثقه بنفسه مع شعور دائم بالدونية تجاه زوجته التى يشك فى كل أفعالها، لأنه سمح لتخيلات سوداوية أن تفسد كل ما هو جميل فى حياته، ودائماً ما يأخذ من المواقف الجانب السلبى لأنه مريض بالشك الذى يجعله طوال الوقت فى حالة توقع للأسوأ.

الشك بطبيعته مؤلم ومؤذى للطرفين، لأنه مبنى على تكهنات وتزييف لحقائق وافتراضات اعتمدت فقط على صوت القلب دون أى دليل ملموس، ولكى يتم السيطرة عليه فى حال أراد الرجل التخلص منه حفاظاً على استقرار أسرته، يجب على المرأة أن لا تقوى دوافع الشك فى نفس زوجها وتتعامل معه على أنه يمر بأزمة يحتاج لدعمها الكامل فيها لطرد تلك الأفكار من رأسه، أما إذا وصل لحالة مرضية لا يمكن علاجها محفوفة بالمخاطر على حياة المرأة أو الأطفال فهنا يجب تدخل الأصوات الحكيمة العاقلة وتخليص الطرفين من تلك العلاقة السامة التى تورث الدمار بسبب الأفكار الشيطانية.