جريدة الزمان

مقالات الرأي

عكس الاتجاه

ماهر المهدي -

كل انتباهى على الطريق ويدى على الدركسيون، لكى لا أعطى لشىء فرصة لتشتيت انتباهى. فالطريق - فى بعض المناطق - مشغول بالمارة والدراجات البخارية والسيارات فى كل اتجاه، فضلا عن كونه أصبح بحرا من الرمال والطوب وكسر الأسفلت المتصلب، بسبب أعمال إنشاء وصيانة الطرق. ولكن فى النهاية، على المرء أن يبدأ بنفسه وأن يلتزم - فى كل الأحوال - بالنظام، أو على الأقل هكذا أعتقد. وبينما هممت بإدارة السيارة إلى اليسار فى اتجاه منزلى وفى الاتجاه الصحيح لسير السيارات، فوجئت بسيارة قادمة فى عكس الاتجاه وفى مواجهة سيارتى، الأمر الذى أفزعنى حقا، ولكنى تمالكت نفسى وتفاديت السيارة الحمقاء التى كان يقودها رجل فى الخمسينات وجواره فتاة تتحدث إليه وتحاول ربما أن تثنيه عن حماقاته على الطريق. وعلى الجانب الآخر من الطريق، سيارات مقلوبة مهمشة ومكورة كالكرة من فرط تهشمها، وركاب السيارات منهم من كان على الأرض يتحسس جسده ويتأكد من عدم إصابته، ومنهم من كان يجرى اتصالات تليفونية، ومنهم من كان يبكى ويولول من النساء، والمناظر مخيفة كمناظر أفلام الأكشن القوية، ولكنها لم تكن أفلام سينما للأسف.
لا أدرى حقيقة ما حل ببعض الناس - من مختلف الأعمار من الجنسين من - الذين يستمرئون السير عكس اتجاهات المرور، وعكس منطق السلامة والأمن الشخصى، وعكس مبادئ الالتزام والولاء للقوانين المنظمة للمرور. والأغرب هو أمر السيارات والدراجات البخارية والهوائية غير المغطاة ببوالص التأمين المناسبة. فالتأمين أمر حيوى الأهمية لكل من يقود مركبة أو دراجة على الطريق، والقيادة بلا تأمين مغامرة غير محسوبة ولا داعٍ لها، خاصة إذا كان المرور على قدر السيولة ويحتاج إلى مزيد من الضبط والانضباط لصالح المواطن والوطن.

هل من الممكن أن نطلق حملة تليفزيونية لطيفة مهذبة مختصرة الكلمات، لدعوة كل قائد مركبة ودراجة بخارية أو هوائية إلى اتباع تعليمات المرور والتزام النظام المرورى، حماية لنفسه وللغير وإسهاما مباشرا منه فى تقدم الوطن؟