جريدة الزمان

مقالات الرأي

سمات القيادة المصرية

ماهر المهدي -

ربما يكون من أفضل سمات القيادة المصرية قدرتها على الموازنة ببن اختيار الصعب والسهل - بحسب الحال - مع الاستماع إلى صوت الحكمة دائما، وهو الأمر الذى إلى يضيف إلى مصر رونقا وبهاء ويعزز سياساتها إقليميا ودوليا. فرغم سنوات الحدة والاختلاف التى شهدتها العلافات المصرية القطرية خلال السنوات الماضية التالية لثورة الثلاثين من يونيو 2013 المجيدة، إلا أن الجانبين نجحا - من خلال سياساتهما الحكيمة - فى استيعاب الدروس ومراجعة النفس وإتاحة الفرص الجيدة للحوارات البناءة والاقتراحات السديدة التى تقرب بين البلدين والشعبين الشقيقين فى مصر وقطر وتعضد من أواصر التقارب وتدفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام خلال المستقبل القريب بشكل جيد. والواقع الحقيقى المستقر على المصالح المشتركة وعوامل التقارب الطبيعية هو العامل الأساسى فى دعم التصالح وتحقيق التعاون المشترك بين طرفى العلاقة. كما أن دور الأطراف الصديقة المخلصة فى رغبتها فى تحقيق صالح المنطقة ودعم الأشقاء هو دور هام ولا يمكن تجاهل أثره الإيجابى، خاصة فى الأزمات وفى أوقات التوتر الداعية إلى تدخل الأصدقاء. فالحكماء يعلمون أن خلافات الأمس تزبل وتروح مع الأمس، كلما طلعت علينا شمس يوم جديد بشىء من التشاور السياسى، أو التعاون فى مجال ما، أو اقتراح لعمل مشترك، أو استثمار جيد يحقق هدفا أو أهدافا للطرفين ويخلق فرصا للعمل ويضيق الخناق على صانعى الشائعات وزارعى الكراهية وراعيى العداء والمواجهة. وكلما فتحت نوافذ الاتصال وأبواب التعاون، كلما أغلقت أبواب الخلاف وبعدت شقته. وقد توجت زيارة الرئيس السيسى إلى الشقيقة قطر بنجاح وبتوقيع عدد من مذكرات التعاون بين مصر وقطر، وهو الأمر الذى يمهد الطريق إلى مزيد من الاتفاقات العظيمة المقبلة إن شاء الله. لقد كانت زيارة الرئيس السيسى إلى قطر زيارة ناجحة، مثلما كانت من قبل زيارة أمير قطر إلى مصر ناجحة محملة بالمعانى الطيبة وبالقناعة الحقيقية بصدق الأخوة وإمكانية العمل الجيد المشترك.