جريدة الزمان

مقالات الرأي

حى غرب القاهرة

ماهر المهدي -

محمد عثمان وفريقه هو واحد من رؤساء الأحياء الناجحين فى القاهرة والذين قد يود المرء أن يراهم وأمثالهم فى سائر المحافظات، لما يتمتعون به من حب للعمل وانتماء لمواقعهم الهامة والتى تمس حياتنا من قريب. فرغم الإمكانات المحدودة نسبيا - من حيث الأفراد وبرامح إعداد وتدريب الأفراد ومن حيث الميزانية - فى يد حى غرب القاهرة، إلا أن الانتقاء الصائب للشخصية المميزة لرئيس الحى قد يعوض جزءا هاما من الاحتياجات الضرورية، وأن ألقى مزيدا من العبء على رئيس الحى وعلى نائبه. ولا يوجد من يشكو، ولكن المرء يجد نفسه فى حاجة دائمة الى تفقد أحوال نفسه، وتفقد أداءه الخاص، ومراجعة أهدافه وما تحقق منها وما قد يحتاج إلى مزيد من الجهد ومن الإعداد، ومحاولة تطوير خطة استراتيجية تقوم على فلسفة واضحة المعالم وتتجسم فى أهداف تستوعب متطلباتنا وتعمل على تحقيق طموحاتنا وتنقلنا تدريجيا وعبر سنوات تنفيذ هذه الخطة إلى مرحلة حضارية أسمى وتجارى الواقع العالمى سريع التقدم والتطور. كما أن العمل وفق الخطط الاستراتيحية الجيدة، سيساعدنا كثيرا على الاستجابة للواقع - فى كل زمان وليس الآن فقط - ولضغوط حياتنا دون معاناة قاسية ودون تعثر. وكلما كانت خططنا الاستراتيجية المستقبلية معلنة، كلما كان ذلك أفضل وأعظم للدولة وللمواطن -لا شك فى ذلك- أن يعلم بأن الدولة تعد العدة لكثير من الإصلاح والتنمية والتطوير المخطط والمنظم والمتدرج، من أجل التغلب على مشكلات مجتمعنا وتحقيق أحلامه أو بعض من أحلامه بصبر وفى جلد وفى شجاعة. كما سيسهل على المواطن أن يتعاون مع سلطات الأحياء فى تنفيذ عملها ومهامها المختلفة دون تردد ودون معارضة أو تأفف، لأن المواطن يعلم مسبقا بنوايا الإصلاح والتطوير والتنمية السابق إيضاحها والإعلان عنها فى حينه.

الحفاظ على الطبيعة الخاصة لكل حى من أحياء القاهرة وغيرها من المحافظات هو عمل هام ويتطلب مهارات خاصة ويتطلب منا توفير الكفاءات والميزانيات المناسبة ولو بشكل يسير ومتدرج يحقق التوازن والاستقرار فى وقت ما.