جريدة الزمان

مقالات الرأي

عوداً حميداً وعاماً سعيداً

عبدالمنعم البراشي -

يبدأ صباح غد السبت -بمشيئة الله- عودة أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات إلى مقاعد الدراسة فى مختلف المراحل الدراسية بعد انقضاء الإجازة الصيفية، وتعتبر بداية العام الدراسى الجديد فرصة ذهبية لأى طالب مقصر فى دراسته؛ لإثبات ذاته ونفسه، فالبدايات بوادر للنهايات، وكلها حلقات متصلة؛ لنبلغ سلم التفوق والنجاح، فبالعزيمة والإرادة والتركيز والمذاكرة والجد والمثابرة سيحقق الطالب -بمشيئة الله- ما يصبو إليه، فلا معنى للحياة دون جد واجتهاد، ودائماً أقول: فرحة العودة إلى مقاعد الدراسة هى إحدى علامات النجاح فى نفس الطالب.

إن المدرسة تتزين لاستقبال طلابها، وكأنها عروس يوم زفافها، وهى أرض خصبة لإنبات عقول متفتحة، وتعد البيت الثانى للطالب؛ حيث يقضى فيها ساعات طويلة، يتعلم، يلعب، يمرح مع أقرانه، وتقوم المدرسة على إعداد الطالب من أجل أن يكون شخصاً إيجابياً فى المجتمع.

وينبغى على المعلم أن يقدم التهنئة لطلابه، فيقول لهم مثلاً: أهلاً بعودتكم الحميدة، سعدت برؤيتكم على مقاعد الدراسة، صفحتكم الآن ناصعة البياض فاملؤوها بأعلى الدرجات، كونوا فخراً لأنفسكم وأسرتكم، وللصرح الشامخ الذى تنتمون إليه.

إن شخصية الفرد تتسامى بالعلم، فهو الذى يكشف له طريق الحق والخير، وينير له مسالك الحياة، فيمضى على هدى مترسماً معالم الرشد والإصلاح، فتتميز شخصيته عن غيره قال تعالى فى سورة الزمر: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).

ولأهمية العلم ومنزلته الرفيعة كانت أول آيات الوحى التى صافحت قلب النبى صلى الله عليه وسلم تأمر به، وتحث عليه، منوهة بوسائله وادواته، ومن هذا المنطلق يجب على أبنائنا الحرص على الانطلاقة الجادة مع أول يوم دراسى، والتمسك بالعلم، والحرص عليه، وبذل كل ما فى وسعهم، للوصول إلى هدفهم المنشود؛ ليكونوا سواعد بناءة فى هذا الوطن الغالى من خلال التخطيط الجيد واستثمار أوقاتهم، والمشاركة فى الأنشطة المختلفة، فالطلاب المتفوقون -الذين يحققون تقدماً علمياً- هم طاقة الوطن الدائمة المتجددة الدافعة به فى مصاف الدول المتطورة؛ لذا من واجب الدولة صناعة جيل مثقف ومتعلم قادر على النهوض بالوطن، ولن يتحقق ذلك إلا بالعلم.

وختاماً أقول: لا بد وأن نجعل من العودة إلى المدرسة مناسبة سعيدة للطلاب والعمل على جذبهم للبيئة التعليمية من خلال المحفزات المختلفة مع تطبيق كل وسائل السلامة، ووزارة التربية والتعليم لا تدخر جهداً فى تقديم كل وسائل الدعم لأبنائنا وبناتنا، وأتمنى للجميع عاماً دراسياً مكللاً بالنجاح والتفوق.